ديانا أيوب – الأمارات اليوم – مجلة الفنون المسرحية
بحُلة معاصرة قدم العرض المسرحي «ليلى والذئب»، لفرقة إسبانية اعتمدت على سينوغرافيا معاصرة، ترتكز على التكنولوجيا الحديثة في الصور التي تنعكس على المساحات البيضاء، مستخدمة لذلك الكثير من الستائر على المسرح.
«خشبة» متميزة
أكدت الممثلة التي لعبت دور (ليلى) في المسرحية، تيريزا غيرو، لـ«الإمارات اليوم»، أن مسرح مركز دبي التجاري العالمي، الذي قدموا عليه «ليلى والذئب»، يتميز بكل التقنيات الحديثة والمتميزة، والتي تعدّ مساعدة في تقديم هكذا عرض.
تاريخ
يعيد البعض أصول مسرحية «ليلى والذئب» إلى عام 1698، وهي من نوع الأدب الخرافي. كتبت النسخة الأولى من قبل المؤلف شارل بيرو باللغة الفرنسية، ثم في القرن الـ19 كتب الأخوان غريم القصة من جديد، وأضافا بعض التعديلات عليها. وقدمت القصة بشكل مسرحي في كثير من دول العالم، بينما حملت العديد من الأسماء. القصة كتبت وحملت عنوان الفتاة ذات الرداء الأحمر، وقدمت في ثقافات عالمية بعناوين مختلفة، وفي العالم العربي تحمل عنوان «ليلى والذئب».
ممثلين شاركوا في تقديم العرض.
اعتمد «ليلى والذئب»، الذي اختتم عروض المسرح العالمي للطفل والدمى على مسرح مركز دبي التجاري العالمي، بتنظيم من مركز ديرة الثقافي، على ثلاثة ممثلين، إذ لعبت الفتاة شخصية كابوريثيتا، بطلة العمل بالإسبانية، بينما قام الممثلان الآخران بجميع الأدوار في المسرحية، بدءاً من الحيوانات، مروراً بدور الذئب والأم، وصولاً إلى الجدة والصياد.
تبدأ المسرحية مع الموسيقى التي كانت لها مساحة متميزة في العمل، إذ تم الاعتماد على كثير من المقاطع الموسيقية، بينما غاب الحوار، لمصلحة السرد الذي تم الاعتماد عليه في الأغنيات الخاصة بالمسرحية فقط. وأطل أبطال العمل برقصة جماعية يقدمون فيها أنفسهم للجمهور قبل البدء بعرض أحداث القصة.
حكاية كلاسيكية
بالرداء الأحمر المعاصر، والقبعة الحمراء، تظهر على المسرح الطفلة كابوريثيتا، فهي طفلة مرحة ومليئة بالحياة، تحب اللعب مع صديقها، لاسيما بلعبة القفز على الحبل. تطلب الأم من الفتاة إيصال الطعام الذي أعدته لجدتها، فتعطيها سلة صغيرة فيها قطعة من الحلوى، وزجاجة حليب، وتحذرها من السير في طرق مختلفة عن تلك المؤدية إلى بيت جدتها، وعدم التحدث لأي شخص غريب.
تأخذ كابوريثيتا السلة وتنطلق في الغابة، إلا أنها لا تلتزم بإرشادات والدتها، فتبدأ باللعب، وقطف الزهور، كما أنها تصادف بعض الحيوانات. قدم الممثلان دور الضفادع، ثم الدجاجات، دون الاعتماد على أي أزياء تسهم في إيصال الشخصيات، بل اكتفيا بتمثيل الأدوار وتقديمها في إطار كوميدي مرح.
بعد مصادفة تلك الحيوانات، تصادف البطلة الذئب الشرير، الذي يراقبها بصمت وهدوء من خلف الأشجار، ثم يتقرب إليها، ويتودد إليها ليأكلها ويأكل ما لديها من طعام، فيدلها على الطريق الأبعد ليصل قبلها إلى بيت جدتها، ويأكلها وينام في سريرها. تمضي الطفلة ذات الرداء الأحمر بعض الوقت في الغابة وهي تجمع الزهور، لتصل إلى بيت جدتها وتلاحظ أن من في السرير يمتلك أنفاً وفماً وعيوناً كبيرة، وما أن تبدأ بسؤالها عن كبر ملامح وجه الجدة حتى يلتهمها الذئب.
يأتي بعد ذلك الصياد، ويكتشف ما فعله الذئب، ليقوم بفتح بطن الذئب وهو نائم، وينتشل البطلة وجدتها، ويضع مكانهما الكثير من الأغراض، كالغيتار، والمكنسة الطويلة، والأحجار، ويعيد قطب بطن الذئب. يستيقظ الذئب من النوم ويذهب ليشرب من النهر، فيسقط ويغرق فيه. هذا الجزء الأخير من العمل، تم تقديمه عبر الشاشات، إذ تمت الاستعانة بالعرض على الستائر البيضاء، لتقديم هذه الجزئية، ما جعل الجزء الخيالي أكثر قرباً من الواقع.
أغنيات ومرح
من جانبها، قالت الممثلة، التي لعبت دور (ليلى) في المسرحية، تيريزا غيرو، لـ«الإمارات اليوم»: «نقدم المسرحية في إسبانيا منذ ثلاث سنوات، وهو عمل مقدم للأطفال ومألوف، ويحمل كثيراً من المرح، والأغنيات التي تسرد القصة».
وأضافت: «هناك بعض التعديلات في العمل، لاسيما المتعلقة بطريقة التقديم على المسرح، منها الألوان، إلى جانب التقليل من الحوار، والاعتماد أكثر على جانب الرؤية في العمل، ما يجعل المشاهد يستمتع بالعرض، وكذلك بتأويل وفهم المشاهد»، لافتة إلى أن «العمل قدم في أكثر من 30 عرضاً في إسبانيا».
وحول الإضافة للعروض، ذكرت أنه «مع التعامل مع أي قصة تقليدية قديمة لابد من جعلها مواكبة للعصر، وتم التعامل مع الملابس بشكل مختلف في العرض الذي قدموه، فكانت أكثر توجهاً الى ما هو معاصر، بخلاف الملابس التي كانت تعتمد في العمل على النسخ التقليدية القديمة».
وأشارت أيضاً إلى أن «الجوانب المرحة في الدور المقدم مختلفة عما كان يعرض في السابق، فالقصة تاريخياً لا تصنف ضمن القصص المرحة، بل يجب أخذ العبرة منها، وثمة رسالة واضحة في العمل».
وحول الصعوبات التي تتعلق بدورها، أفادت الممثلة الإسبانية بأنها «تكمن بشكل خاص في ما يتعلق بالألعاب التي كانت تؤديها، منها لعبة القفز على الحبل، التي تعدّ من الأجزاء الصعبة في العمل بالنسبة إليها.