استقطبت الأيام الوطنية الـ21 للمسرح المتواصلة بالمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، جمهورا غفيرا منذ العرض الافتتاحي الذي كان للولاية المنظمة تحت عنوان “ليلة مع
مجنون”، إلى جانب هذا يستفيد المشاركون بمحاضرات حول المسرح وتقنياته، بالإضافة إلى مناقشة العروض من أجل الوقوف على السلبيات والإيجابيات للعرضين المقدمين.
وقد استمتع الجمهور، أول أمس، بمسرحية مشتركة بين تعاونية كاتب ياسين لمدينة بلعباس والجمعية الثقافية بسمة لحمام بوحجر من عين تموشنت، تحت عنوان “ما تبقى من الوقت”، وهي معالجة درامية قام بها بوحجر بونشيش عن نص للكاتب العراقي حمدان زيدان الذي قدم هذا العمل كهدية للشعب الجزائري، حسب ما تحدث به بوحجر بونشيش الذي يقوم بالدور الرئيسي في العرض. ويعالج العمل المشاكل الاجتماعية من خلال الشاب العاشق والعامل والجندي، وتدور أطوار المسرحية في مستشفى للمجانين. وقال بوحجر الذي ناب عن المخرج بأن الرؤية تختلف عن محتوى النص الأصلي، لأن صاحب النص حمود زيدان يتحدث عن الحرب في العراق والمشاكل التي عاشتها، وعليه “قمنا بإسقاطه على ما يجري في العالم العربي، ونحن ضد ما أصبح يعرف بالربيع العربي الذي نسميه الدموي، وهذا من التجربة التي عاشها الشعب الجزائري من خلال العشرية السوداء”، مضيفا “عندما نتحدث عن التغيير نقصد ذلك الذي يحدث في عقولنا وليس بالعنف وهذا الإسقاط ينطبق على أي دولة عربية”. وأوضح بوحجر بأن المسرحية تحمل هذا التصور الذي تحدث عنه وتجسدها أربع شخصيات وقعت لها انهيارات عصبية بعد الحرب، هي العامل والعاشق والجندي والمخضرم، حيث يتقمص هذا الأخير عدة أدوار في المجمتع والمحرك له، مؤكدا: “وما هي إلا وجهة نظر والمسرح هو متعة”.
سكيكدة: عباس فلوري