أعاد مهرجان الفرق المسرحية في دورته الأولى، والذي نظمته الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض أخيرا، فتح الملف الثقافي في الأندية الرياضية التي كانت تاريخيا تمثل رافدا قويا للنشاط المسرحي في المجتمع السعودي، بل وحتى النشاط السينمائي من خلال العروض التي كانت تتيحها للمجتمع خلال حقبتي الستينات وحتى منتصف السبعينات من القرن الماضي.
الفنان المخضرم علي إبراهيم، بارك وهو يلقي كلمة لجنة التحكيم، ما اعتبره عودة المسيرة التي كانت وراء تأسيس المسرح السعودي على يد رعاية الشباب والجهات التابعة لها من الأندية والمكاتب وجمعيات الثقافة والفنون، معتبرا أن المهرجان يعبر عن رغبة في تحقيق رسالة مسرحية رائدة تسهم في إيجاد فكر نيّر يخاطب العقل قبل الوجدان، مضيفا “اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالأنشطة الفنية والثقافية يجعل منها محفزاً ومنافساً ومحرضاً لكثير من الجهات ذات العلاقة بهذه الأنشطة لبذل مجهودات مشابهة تصب جميعها في صالح الوطن وأبنائه”، فيما وصف مدير مهرجان الفرق المسرحية لرعاية الشباب فهد الحوشاني المهرجان بالعودة الموفقة، مشيراً إلى أن ما حققه من أهداف على كل المستويات كان أمراً مشهوداً من الجميع، ونوه الحوشاني بأن حماس رعاية الشباب في تنظيم المهرجان كتأسيس لفعاليات مقبلة يعد دافعاً قويا للجيل الجديد، وأن حصاد ثمرة هذا المهرجان يدفع لغرس شجرة من الأمل في مستقبل مسرح الشباب.
المهرجان الذي شهد مشاركة 10 فرق مسرحية مثلت مكاتب رعاية الشباب والأندية الرياضية في عدد من مناطق المملكة، قدمت سبعة عروض تنافسية، وثلاثة عروض موازية، نال فيه “الميزان” جائزة أفضل عرض، وذهبت جائزة أفضل مخرج لمخرجه محمد الجفري، وحقق أحمد الصمان جائزة أفضل ممثل دور أول، ونال مؤلف “الميزان” محمد سليمة جائزة أفضل نص، في حين ذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثان لياسر القعيد من فرقة نادي الجندل بالجوف عن دوره في مسرحية “أحرقني”، وحجبت لجنة التحكيم جائزة أفضل سينوغرافيا، كما قدمت جوائز خاصة لكل من الممثلين فهد الباهلي من الرس، وسامي الرشيدي من حائل، وعبد الله الشماخ من نجران، وعبد الله السويل من المدينة.
وكان المهرجان قد اختتم فعالياته بحضور وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب محمد القرناس، ومدير عام إدارة الشؤون الشبابية، عبدالعزيز الكريديس. وأكد وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب محمد القرناس في كلمته على ما وعد به الشباب ومحبي المسرح لوضع نشاطاتهم في مقدمة أولويات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقال إن مجموعة من الإدارات المتخصصة تحت الإدارة العامة للهيئات الشبابية قد حددت خططا جديدة تولي اهتماماً كبيراً بالثقافة والمسرح، وتدعم مواهبها سواء من خلال المهرجانات أو الدورات أو المسابقات، مبدياً سعادته بنجاح المهرجان وتفاؤله بأنه سيكون منطلقاً يؤسس لمزيد من النجاحات في هذا المجال.
إلى ذلك انتقدت لجنة التحكيم عروض المهرجان، مؤكدة أن أغلب العروض التي قدمت تحتاج لمزيد من التأهيل والتعزيز على مستوى القواعد والأسس المسرحية، مقدمة في الوقت نفسه مجموعة من التوصيات، منها حث إدارات الفرق والمكاتب على تجويد النواحي الفنية للعروض المسرحية. كما أوصت اللجنة الرئاسة بتدعيم الفرق بمشرفين متخصصين وخبراء في المسرح، بالإضافة إلى تنظيم دورات إعداد الممثلين وورش العمل في التأليف والإخراج بمختلف مناطق المملكة، واعتماد استراتيجية للتنسيق والمتابعة قبل فترة كافية من انعقاد الدورة المقبلة للمهرجان، التي لم يحدد مكان وزمان تنظيمها.