الهيئة العربية للمسرح ووزارة التربية والتعليم بالإمارات العربية المتحدة شراكة متجددة لتنمية وتطوير المسرح المدرسي بالدولة
في إطار مبادراتها المتعددة الرامية إلى الانفتاح على مختلف الفعاليات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالتربية والتعليم بمختلف أقطار الوطن العربي، شاركت الهيئة العربية للمسرح في نشاطين هامين نظمهما قطاع الرعاية والانشطة بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ترأس اللقاء الأول يوم الاثنين 25 سبتمبر 2017 بمدرسة الآفاق الخاصة بأبوظبي السيد خلفان مراشدة عن مجلس أبو ظبي للتعليم والسيدتين وحيدة عبد العزيز واسمهان رامي ممثلتين لوزارة التربية والتعليم إلى جانب المسؤولين عن المناطق التعليمية بابوظبي والعين وممثلي الهيئة السيدين غنام غنام والحسن النفالي وعدد كبير من هيئة تدريس التربية الموسيقية بأبو ظبي.
كما حضر من ضمن رعاة هذا الحدث الهام البروفيسور إريك فواش مدير جامعة السربون أبوظبي ونائب مدير جامعة السربون باريس.
وقد أدار هذا اللقاء الأستاذ طارق بدر- مسؤول التربية الموسيقية بالوزارة، حيث تم تقديم المشروع المتكامل لمبادرة روائع في مجالات الموسيقى والمسرح والفن والتراث مع تحديد الأهداف والغايات من هذه المبادرة، التي ترمي إلى اكتشاف المواهب وصقلها وتنمية قدراتها وتطويرها لما فيه خير المدرسة بالإمارات.
وبعد تقديم عرض مفصل عن روائع الموسيقى من قبل الإخوة بوزارة التربية والتعليم ومقدمة عن روائع المسرح من قبل السيدة وحيدة عبد العزيز التي أشارت إلى التعاون المرتقب في هذا المجال بين وزارة التعليم والهيئة العربية للمسرح، تناول الكلمة ممثل الهيبئة الأستاذ غنام غنام الذي قدم عرضا مفصلا عن استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي، التي يرعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح والتي انخرطت في صياغتها ثلة من المربين والمبدعين المسرحيين بالوطن العربي و دخلت حيز التنفيذ انطلاقا من سنة 2015 بتنظيم مجموعة من الورشات التكوينية بعدد من الدول العربية كفلسطين والبحرين وقطر والأردن وتتواصل الآن بالإمارات وستستمر بكل من المغرب ومصر والجزائر وتونس والعراق.
وركز الأستاذ غنام على المفهوم الذي وضعه الخبراء التربويون والمسرحيون العرب وتبنته الهيئة العربية للمسرح ،كذلك الرؤية والرسالة وأهداف هذا المشروع الذي سيساعد إلى جانب مختلف الأنشطة الثقافية والفنية الموجهة للأطفال، على الرقي بمدارسنا وتحصينها من آفات الإنغلاق والإنحراف والتطرف ويفتح أمام أبنائنا آفاق الانفتاح والتميز والتعبير عن الذوات.
وعبر في ختام كلمته عن شكر الهيئة العربية للمسرح لوزارة التربية والتعليم بكل مكوناتها على هذه المبادرات الرائعة لعودة الفنون بقوة إلى الفضاء التعليمي، معبرا عن استعداد الهيئة للتعاون في هذا المجال بتوظيف كل خبرتها وتجربتها المتراكمة، من خلال التكوين العلمي، لفائدة الكفاءات التربوية من معلمات ومعلمي المدارس بالإمارات. كما نوه بالإنخراط القوي لجامعة السوربون بأبو ظبي في هذا المشروع آملا أن يحدث التعاون بينها وبين الهيئة كذلك لخدمة هذا المجال الحيوي.
وعرف اللقاء الثاني الذي نظم بقصر الثقافة بإمارة الشارقة والموجه لنفس الفئة من معلمات ومعلمي التربية الموسيقية، حضورا كبيرا ترأسه عن الوزارة السيدين خالد البناي وخليفة التخلوفة إلى جانب السيدتين وحيدة عبد العزيز واسمهان رامي، إلى جانب وفد وازن من الهيئة العربية المسرح مكونٍ من الأستاذ غنام غنام والحسن النفالي بمعية عضوين من أبرز المشرفين على ملف المسرح المدرسي بالهيئة الأستاذ فايق حميصي – عضو مجلس الأمناء مسؤول ملف المسرح المدرسي من لبنان والأستاذ نبيل ميهوب من تونس واللذين يتواجدان بالشارقة في إطار ورشة تكوينية في المسرح المدرسي لفائدة معلمات ومعلمي إمارات الوسط و المنطقة الشرقية بالإمارات. كما حضرت بالنيابة عن جامعة السوربون بأبوظبي الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي نائب المدير للشؤون الإدارية، التي كان لها لقاء جانبي مع أعضاء وفد الهيئة، تبادل فيه الطرفان الحديث عن انشغالاتهما بخصوص النهوض بمجال الأنشطة عموما والمسرح بالمدارس والجامعات خصوصا. وقد نتج عن هذا اللقاء التفكير في عقد شراكة للتعاون بين الطرفين .
ونشط اللقاء مرة أخرى الأستاذ طارق بدر حيث تولى تقديم المشروع الخاص بروائع الموسيقى نيابة عن زملائه بالوزارة، في حين قدمت السيدة وحيدة عبد العزيز المشروع الخاص بروائع المسرح لتفسح المجال للأستاذ فايق حميصي الذي تحدث بإسهاب عن استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي مركزا على ضبط المفاهيم وتدقيق الأهداف حتى لايزيغ المشروع عن سكته، موضحا الارتباط الوثيق بين المسرح والموسيقى والأدوار الكبيرة التي يمكن أن يؤديها معلم التربية الموسيقية في إنجاز عمل مسرحي بالمدرسة.
من جانبه تدخل الأستاذ نبيل ميهوب، وهو متفقد تربوي لمادة المسرح المدرسي بوزارة التربية بتونس، الذي أشاد بهذه المبادرة الرائعة وركز بالأساس على التجربة التونسية في مجال المسرح المدرسي الذي تعتبر رائدة في الوطن العربي مشيرا إلى أن أهمية هذا المشروع تكمن في الأدوار الكبيرة التي سيلعبها المعلمون للاكتشاف والمواكبة والصقل والتدريب.
وفي سياق تدخله عبر الأستاذ غنام غنام عن استعداد الهيئة العربية للمسرح لدعم هذه المبادرة وتوفير الطاقات البشرية الكفأة للإشراف على الورشات التكوينية خاصة بالشارقة التي أطلق منها هذا المشروع التربوي والثقافي والفني الذي يرعاه حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وفي ختام اللقاء شكر الأستاذ خالد البناي الهيئة العربية للمسرح على حهودها الكبيرة لتطوير المسرح عموما بالوطن العربي والمسرح المدرسي على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن هذه الشراكة بين الوزارة والهيئة ستفضي إلى التعاون في مجال التكوين وتنظيم مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي.