يستعد المخرج والمصمم الكوريغرافي حافظ زليط لتقديم إنتاجه الجديد «الهنك» ومن المنتظر أن يكون العرض الأول في إطار مهرجان دوز الدولي في أواخر ديسمبر 2016. عرض «الهنك»، كما يقدّمه حافظ زليط، هو «اختزال فني راق لجملة من الرموز الدالة على الشخصية التونسية من حيث تجليات الجسد والمظهر، وهو امتداد الماضي في الحاضر الذي يفتح على المستقبل دون قطيعة، هو وقفة على فنّ اللغبابي وزينة وعزيزة والكافيشانطة.. رجال ونساء عاشوا وأسسوا مهنة كانت ولا تزال تبعث في نفوس الناس ترقيصا واهتزازا حتى بلوغ الوجد».
ويضيف زليط أنّ العرض «ينطلق من الخطوات التونسية للرقص الشعبي بغرض تأسيس كتابة كوريغرافية متقدمة تحاور الآخر. وهي حركات اعتدنا على رؤيتها في إطار ولباس محدّدين، تأخذنا الى عالم من الإيحاءات والحوارات الجسدية تتخللها حوارات مع الايقاعات الحية على خشبة المسرح، من أجل صياغة لغة كوريغرافية تونسية معاصرة».
يقوم عرض «الهنك» على أسطورة مستحدثة للآلهة تانيت، رمز الأمومة والخصب والنماء وازدهار الحياة، يتم استلهامها كمصدر للتقوى والمحبة بين القرطاجيين كأننا في حضرة طقوس تعبدية لولادة حدث درامي.
أما دراماتورجيا العرض فتقوم على خلق لعبة بصرية وشعرية مكثفة يختلط فيها المنطوق الحركي بالمسموع والمرئي، ويصف زليط العرض بأنه مشهدية كوريغرافية راقصة تسعى الى أن تكون فرجة حية ومباشرة، تعتمد لغة الايقاعات البدوية ولغة الطقوس الراقصة، فرجة أصيلة تقترب في مفرداتها من العروض الاغريقية لما تتسم به من حميمية وتشاركية مع المتقبل بأسلوب معاصر، يعتمد كلّ مؤثرات الفرجة من رقص وموسيقى وشعر وصورة.
كما اعتمد حافظ زليط على حضور الجوقة في العرض على مستوى الرقص الموسيقى.
الجوقة الراقصة تمزج بين الرقصات التقليدية المحلية والشطحات الصوفية من جهة والرقص المعاصر من جهة أخرى أما الجوقة الموسيقية فستغرف من الإرث الموسيقي لعبيد غبنتن وكذلك سيتم إدماج طبّال قرقنة في العرض، يؤمّن العرض واحد وعشرون راقصا وأحد عشر عازفا وعشرة تقنيين، وتنتظره سلسلة من العروض المحلية والدولية طيلة الموسم الثقافي 2017.
يذكر أن حافظ زليط تلقّى تكوينا في الرقص الكلاسيكي والمعاصر بالمركز الوطني للرقص ببرج البكوش من 1993 الى 1997، ثم انتقل الى ايطاليا لإتمام تكوينه بالأكاديمية الوطنية بروما بين سنتي 1998 و1999. وقام بتربصات بروما ولشبونة، ثم التحق بالباليه الوطني التونسي كراقص محترف وعمل مع فرقة مسرح الرقص وشارك كراقص سنة 2003 بفرقة إسبانية يشرف عليها الكوريغراف رفائيل لينرس.
وقدّم عرضه الخاص الأول «في أي مكان» سنة 2000، تلاه عرض «اتجاه» الذي قدّم في إطار الملتقى العالمي للرقص المعاصر بلشبونة البرتغال، وأسّس سنة 2004 مجموعته «حركة للرقص» كما أنتج في إطارها العديد من العروض («سيقان حافية»، «قلق»…).
وألّف حافظ زليط عرض «شطّاح» (2010)، «المريد (2013)، «فوضى» (2014)، «عروق الرمل» (2016)، كما ساهم كمصمم كوريغرافي في عديد الأعمال المسرحية نذكر منها «الحضرة» و«صاحب الحمار» للفاضل الجزيري و«كعب الغزال» لعلي اليحياوي.
المصدر/ اليوم
محمد سامي / مجلة الخشبة