برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الحديث المجاني في بعض الندوات النقدية المصاحبة لبعض الأعمال المسرحية في المهرجانات والملتقيات الفنية المحلية، فالمعروف أن بعض النقاد أو المسرحيين يسلطون الضوء على العمل المسرحي، ويحللون عناصره الفنية، ويذكرون بعض العيوب فيه وهذا أمر طبيعي من أجل استفادة العاملين فيه، خاصة المؤلف أو المخرج، ويقابله العاملون في العمل بالارتياح التام، مؤكدين أنهم سيأخذون الملاحظات بعين الاعتبار في أعمالهم المستقبلية.
الغريب في الأمر أن بعض من لا علاقة له لا بالمسرح ولا بالفن من قريب أو بعيد يطلب الحديث، ويبدأ بكيل المديح والتلميع للمؤلف أو المخرج مؤكدا أنه يعرف الفنان ويحرص على حضور التدريبات التي يجريها، وأنه قادم لإصلاح الحركة المسرحية وتطويرها، من خلال كلام مجاني لا علاقة له البتة بالعمل.
من المهم أن تنتهي ظاهرة الكلام المجاني من الندوات، ومن المهم جدا أن يحرص مديرو تلك الندوات والمسؤولون بوضع آليات خاصة تمنع من لا علاقة له بالفن من الحديث، وهو أمر معمول به في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية والعالمية، لأن ما يقوله البعض لا علاقة بالنقد، ويسيء بالدرجة الأولى للفنان وللمهرجان وللحركة الفنية، ولكي نحافظ على الصورة الجميلة لمهرجاناتنا المسرحية من المهم أن نمنع »السوالف وأحاديث المجاملات للأصدقاء والأقارب.
المصدر/ القبس
محمد سامي / مجلة الخشبة