في عمر الـ 16، أسهمت عنبرة في تأسيس أول الأندية النسائية في لبنان. بعد عامين، تحدّت تقاليد عائلتها، إذ قابلت حبيبها سراً، الذي فقدته سريعاً بعدما شنقه جمال باشا السفّاح.
شكلت هذه الحوادث ملامح الناشطة والكاتبة اللبنانية عنبرة سلام الخالدي (1897 ــ 1986/ الصورة)، التي اقتنعت منذ البداية بدور النساء الجوهري في النضال القومي.
هكذا كرّست نشاطها للترويج لحقوق المرأة وتعليمها، كما تمرّدت على حجابها، فخلعته لتصبح أول امرأة تلقي خطاباً في احتفال عام من دون حجاب. في موازاة هذا العمل النضالي النسوي، كانت عنبرة من أبرز وجوه النهضة الأدبية النسائية في العالم العربي إذ أثبتت نفسها كمترجمة وكاتبة، فنقلت «الإلياذة» و«الإنيادة»، و«الأوديسة» إلى المكتبة العربية، كما كتبت مذكراتها «جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين» («النهار» ــ 1978)، التي انتقلت لاحقاً إلى اللغة الإنكليزية. تضم المذكرات ذكريات خاصة وأخرى تعود إلى ذاكرة بيروت الجماعية مطلعِ القرن الماضي، إلى جانب التوثيق لملامح المرأة الفلسطينية، بالإستناد إلى إقامتها الطويلة في القدس، التي بقيت فيها حتى النكبة (1948).
هذه المذكرات هي محور مسرحية «عنبرة» التي كتبتها وأخرجتها عليّه الخالدي (دراماتورجيا: نورا السقاف) وستنطلق عند الثامنة والنصف من مساء 14 نيسان (أبريل) على خشبة «مسرح بابل» (الحمرا ــ بيروت). يستعيد العمل تجربة نسائية فريدة من بيروت والعالم العربي، بمشاركة الممثلين نزهة حرب، وسارة زين، وفاديا التنير، وهاني الهندي، ودانا ضيا، وعبد الرحيم العوجي، ونجوى قندقجي، وعمر الجباعي، وزياد شكرون.
الاخبار