ضمن سياسة وإستراتيجية التكوين المسرحي التي تعكف عليها خلية المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم ، وعلى مستوى دار الثقافة ” الأمير عبد القادر” بعين الدفلى بمساهمة تعاونية “Praxis ” من مليانة ، تأكيدا على روح التفاني ومواصلة رسالة الفن الرابع ، حتى يرسّخوا لأسس التكوين المسرحي بشتى فروعه ، تتواصل الأنشطة على مستوى فضاء دار الثقافة بما في ذلك المعرض التحسيسي تحت إشراف ” عزيز مجاهد” بالتنسيق مع التنظيم الطلابي الحر لجامعة ” خميس مليانة ” الذي اشتمل شرحا مفصّلا للطلبة الجامعيين عن مدى أهمية الفن الرابع ودورهم الفاعل في تنشيطه وإحيائه وممارسته ، وتحفيزهم للالتحاق بركب كذا تربصات تكوينية تعزّز معارفهم وتنمّي قدراتهم الإبداعية الكامنة ، وقد شملت تلكم الأيام في جانبها الأكاديمي محاضرات في اختصاصات مسرحية متنوعة أثراها كل من الدكتور ” لخضر منصوري” ، الدكتور ” عزوز بن عمر ” من جامعة وهران ، الدكتورة ” قجال نادية ” و” بلحوالة سهيلة ” من جامعة مستغانم.
وحسب ما أدلى به ” لخضر بوزيد ” من خلية مهرجان مسرح الهواة بمستغانم فإنّ التربص الوطني الثالث الذي عرف تأطير العديد من الورشات من إخراج ، سينوغرافيا ، تمثيل وتعبير جسدي ، قد شهد اليوم الرابع فيه على التوالي تقدّما ملموسا في أشغال الورشات خلال الفترة الصباحية أين عرفت ورشة التعبير الجسماني في جدول أعمالها تلقين الإيقاع لدى الممثل ومدى أهمية الجسم في العملية المسرحية وكيفية تطويعه ، لاكتشاف قدرات كلّ ممثل مع التركيز التامّ على جمالية الحركة والإحساس بالآخر ، أين يكون البدء بالتشكيل الحركي الذي يحمل على التنسيق مع باقي الممثلين .
في حين ورشة السينوغرافيا و الإخراج استساغ مؤطرها أن تكون وحدة موحّدة تشمل كل السينوغرافيين والمخرجين بغية خلق تصوّر للعرض المقترح لهته الدورة ، مع الوقوف عند دور كلّ منهما ، وربط عوامل الاشتراك والفرق بين كل اتّجاه ، وصولا الى ابتكار العملية المسرحية ككتلة واحدة وجسد واحد يكون فيه المخرج مسيّرا للعرض بمعيّة فريق الإبداع ، مع التركيز على خاصية الوصول الى العمل الجماعي التي تجعل من العمل ذا رؤية واضحة وفاعلة ، لكلّ طرف فيه دوره المميّز .
الفترة المسائية خصّصت للجانب التطبيقي الذي يجمع الممثلين والمبدعين ضمن حيّز أفواج عمل تشتغل على نصوص جزائرية وعالمية تكملة للبرنامج المسطّر لهته الدورة الخاصة ، ونص ” دم الحب والرحيل” للكاتب ” ولد عبد الرحمان كاكي” ستكون ثمرة التربص الوطني وعصارة الورشات التي كشفت عن كذا طاقات إبداعية في حاجة للمتابعة والصقل والتوجيه ، وقد أكّد مصدرنا أن الطاقات الشابة التي وقف عندها المؤطرون ناهيك عن الذكور ثمّة عنصر نسويّ يفرض نفسه بفعالية وأنهم على استعداد تامّ لاستكمال برنامج التربصات وما سيليه مستقبلا حين توسيع نطاقها .
بقـلـم : عـبـاسـيـة مــدونــي – سيدي بلعباس- الـجــزائـر