تنطلق في السابعة والنصف من مساء اليوم بمسرح الكلية التقنية العليا بالخوير فعاليات المهرجان المسرحي الرابع للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي تستضيفه السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية خلال الفترة من السابع والعشرين من شهر ديسمبر الجاري وحتى الثاني من شهر يناير القادم.
ويرعى افتتاح المهرجان معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، بحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية والوفود الخليجية المشاركة وجمع من المدعوين، حيث يشهد حفل الافتتاح إلقاء كلمة وزارة التنمية الاجتماعية ، وكلمة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، إلى جانب تقديم العرض المسرحي للسلطنة بعنوان ” المزار”.
أهداف
يعمل المهرجان على تحقيق عدد من الأهداف كغرس الثقة وتنميتها لدى الأشخاص ذوي الإعاقة لإظهار قدراتهم ومواهبهم ، والعمل على صقلها من خلال التدريب وتراكم الخبرات لديهم ، وتنشيط وتنمية الحراك الثقافي والمسرحي لذوي الإعاقات في دول مجلس التعاون ، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لديهم للتعبير عن قضاياهم ومشاعرهم ومواقفهم في جميع الأمور التي تدور في مجتمعاتهم مسرحياً ، وتنمية الذوق الفني المسرحي وفق مبدأ الأهلية المتساوية بين كافة أفراد المجتمع وأن اختلفوا في قدراتهم واحتياجاتهم ، والمساهمة في تعزيز التمكين الذاتي والدمج الاجتماعي للمعاقين من خلال الفنون وبخاصة الفن المسرحي ، إلى جانب تعزيز الاتجاهات والمواقف الإيجابية لدى المجتمع من المعاقين وتغيير الصور السلبية السائدة تجاههم.
إغناء الحراك المسرحي
يذكر أن المسرح واستمرار نشاطه وتطوره يعتبر مؤشراً قوياً على تطور المجتمع ورقيه فكرياً وثقافياً وفنياً واجتماعياً ، ولهذا من المهم الاهتمام بالحركة المسرحية على كافة مستوياتها ودوائرها بما فيها مسرح الطفل ومسرح الفئات الخاصة ، وإن لدول مجلس التعاون تجارب في العمل المسرحي ، وبعضها قطع أشواطاً مهمة في ذلك، وعليه من المهم توظيف هذا التاريخ والتجارب والخبرات والكوادر؛ لإغناء الحراك المسرحي عن طريق استثمار الكثير من المواهب والطاقات المبدعة غير الملتفت لها، ومن أهمها الأشخاص ذوو الإعاقات ، وهناك تطور واضح في الثقافة المجتمعية بشأن هؤلاء الأشخاص من خلال اهتمام الجهات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص بضرورة العمل على تمكين هذه الفئة وإدماجها في المجتمع، وتحرير طاقاتها الإبداعية ومواهبها الفنية، كما أن زيادة الوعي لدى هذه الفئة بإمكاناتها، وإدراكها بأن الإعاقة يجب ألاّ تحجب ثقتها بذاتها، وأنها تمتلك من الطاقات والمواهب ما هو أقوى من القدرات المعاقة، وأن بإمكانها الاندماج مع المجتمع والمساهمة في تنميته وتطويره لكون المعاق إنساناً مواطناً يتمتع بالأهلية القانونية ، ولعل من الطاقات التي تحتاج إلى تحفيز واستنهاض لدى فئة الأشخاص ذوي الإعاقة هي المواهب الفنية، ومن ضمنها المواهب المسرحية المتعددة في التأليف والتمثيل والإخراج والإضاءة والسينوغرافيا ، ومن هنا جاء قرار مجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للقطاع الاجتماعي بأهمية تنظيم المهرجان المسرحي للمعاقين بصورة دورية ؛ وذلك في محاولة لبناء تجربة جديدة في إطار الاهتمام بهم والعمل على تمكينهم وإدماجهم في الفضاء الاجتماعي من خلال تنمية مواهبهم الفنية ورعايتها في مجال العمل المسرحي.