انطلقت أمس الأحد بمسرح قطر الوطني فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المسرح الشبابي الذي تنظمه إدارة الأنشطة والفعاليات الشبابية
حتى يوم السبت القادم ويعرف مشاركة 6 أندية هي: نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي, ونادي الريان الرياضي, ونادي السد الرياضي, ونادي العربي الرياضي, والمركز الشبابي للفنون المسرحية, ومركز شباب الدوحة.
وعرف الافتتاح حضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث, وسعادة مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام للوزارة، وعبدالرحمن بن محمد الهاجري مدير إدارة الأنشطة والفعاليات الشبابية بالوزارة, عبدالرزاق بن عبدالله الكواري وجمع غفير من الفنانين والمسرحيين ومحبي فنون الخشبة.
قبيل انطلاق عروض المهرجان، أشرف سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث ببهو مسرح قطر الوطني على افتتاح معرض يضم صور ومقتنيات الناقد والكاتب المسرحي الراحل حسن حسين محمد الجابر, الذي وافته المنية يوم 12 سبتمبر الماضي، حيث ضم المعرض نبذة مفصلة عن حياة الراحل وأهم الأعمال التي قام بكتابتها أو نفذها، كما تم التذكير من خلال هذه النبذة بأبرز الأعمال الإدارية والفنية التي قام بها على مدار مشوار حياته، خاصة إدارة فرقة الأضواء الموسيقية وفرقة الأضواء المسرحية وفرقة مسرح الأضواء وصولا إلى إدارة توجيه التربية المسرحية والموسيقية، فضلا عن التذكير من خلال الصور الخاصة التي ضمها المعرض بعدد من الأنشطة التي أسهم فيها الراحل, والتي مكنت من أن يكون فاعلا أساسيا في الساحة المسرحية, وهو ما تؤكده بعض المقالات التي نشرت حوله سواء بالجرائد المحلية أو العربية, فضلا عن الشهادات التي تسلمها الراحل طوال حياته, والتي تحمل اعترافا وامتنانا من طرف الجهات التي سلمتها له بما أسداه للحركة المسرحية القطرية والخليجية والعربية.
المهرجان علامة مسرحية مضيئة
وعلى هامش افتتاح المعرض، قال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري في تصريح لممثلي الصحف المحلية: إنه لا بد في البداية من استحضار روح الراحل حسن حسين الذي يعد من الأشخاص الذين كرسوا حياتهم لخدمة المسرح, حيث إنه لا يمكن أن يكون المهرجان دون استحضار هذا الرجل الذي أعطى الكثير للحركة المسرحية وكان من أعمدتها، فضلا عن أنه أحد المخلصين لهذا المجال وهو ما لا يمكن إنكاره من أي طرف.
وبخصوص المهرجان قال وزير الثقافة والفنون إن مهرجان المسرح الشبابي أصبح اليوم من العلامات المضيئة في مجال المسرح بقطر، خاصة أنه يرتقب أن يتم من خلاله تشكيل قاعدة عريضة للعاملين في مهن المسرح، معبرا عن ثقته في أن هذه الفعالية ستسهم دون شك في منح دفعة قوية للساحة المسرحية القطرية.
ولم يفت وزير الثقافة التأكيد على أنه ومن خلال متابعة المهرجان سيتم التمكن من تسجيل كل الملاحظات التي من شأنها إغناء هذا المجال, خاصة أن الهدف الأسمى يكمن في العمل على الرقي بالمسرح عموما إلى ما هو أفضل. وأشار الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري إلى أن وزارة الثقافة والفنون والتراث تعمل دون هوادة من أجل الرقي بالمسرح, وذلك من خلال العمل الذي يتم القيام به وبكل حيادية, خاصة أن لجنة المسرح التي شكلتها الوزارة لا تضم إلا عضوا واحدا من داخل الوزارة, لكون الهدف الأسمى يكمن في تقديم أشخاص لهم فهم بهذا المجال من أجل نشر الحركة المسرحية.
مهرجان خاص بمسرح
الطفل قريباً
وردا على سؤال يتعلق بمسرح الطفل، وحول ما إذا كان هناك توجه لتأسيس مهرجان خاص بهذه النوعية من المسرح قال وزير الثقافة إن هذا يدخل ضمن أهداف عمل الوزارة. مشيراً إلى أن هناك مجموعة أفكار تتم بلورتها, حيث سيتم الإعلان عنها قريبا من خلال المركز الثقافي للطفولة الذي يتم تبادل الأفكار حاليا بينه وبين الوزارة في هذا السياق.
نترقب إنجاح دورة مهرجان المسرح العربي
من جانب آخر، وبمناسبة استضافة الدوحة للدورة الخامسة لمهرجان المسرح العربي خلال الفترة ما بين 10 و16 يناير القادم، استغل وزير الثقافة والفنون والتراث المناسبة للتأكيد على أن الوزارة ارتأت التنويع في تقديم المنتج المسرحي القطري, عوض الاكتفاء بتمثيلية فرقة واحدة، وذلك في إشارة إلى ما أثير حول استبعاد مسرحية «البوشية» من تمثيل قطر في هذه الفعالية، مضيفا أنه أراد إعطاء الفرصة لبروز مسرحيات أخرى، علما بأن الوزارة تتطلع إلى أن تكون الدورة قوية وتعكس الثقة التي وضعها الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة, الذي يرعى المهرجان في قطر, اعترافا منه بقدرة قطر على تقديم تنظيم قوي وفعال لهذه الدورة, التي يرتقب أن تكون من أنجح دورات مهرجان المسرح العربي.
نادي الجسرة ينجح في قص شريط الافتتاح
وكانت البداية أمس مع مسرحية «بيت القصيد» لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، وهي من تأليف عبدالله صالح وإخراج علي الشرشني الذي ساعده علي الخلف, وإشراف عبدالحميد الشرشني, فيما أدار الإنتاج حسن عاطف،أما أدوار المسرحية فقام بتشخيصها كل من فهد القريشي وأحمد الباكر وياسمين إبراهيم وحمد الهاشمي ومحمد الحمادي، حيث تدور المسرحية حول شخص يعاني الألم اسمه ضاحي يتخيل ليلة زفافه، حيث إنه يعتبر ضحية كآلاف الضحايا الذين يبحثون عن بيت قصيدهم لكي يعبروا فيه عن آخر كلماتهم، وذلك حسب توصيف كاتب المسرحية عبدالله صالح لهذا العمل الذي وصفه أيضا المخرج علي الشرشني أنه «عندما تكون حياتنا مبنية على نعم ولا، وعندما لا تستطيع أن تقول لا فأنت مجبر أن تقول نعم, وهذا هو بيت القصيد».
فعلى مدى يقارب ساعة، ومن خلال استعمال الفنون الشعبية التي أبدعت في تقديمها فرقة المها للفنون الشعبية، نجحت المسرحية في شد انتباه الحاضرين, بل في بعض الأحيان انتزاع ضحكات الجمهور الذي غصت به جنبات مسرح قطر الوطني, رغم أن النص جمع بين المأساة والملهاة وإن تم تغليب هذه الأخيرة, خاصة عندما اختار المؤلف قتل بطل المسرحية ضاحي بن سيف ولم يجعله ينعم بكلمة «يبة» التي طالما تطلع لسماعها من ابنته التي لم تجد بدا من الصراخ في النهاية, لتؤكد أنها من زهر مسموم, تاركة النهاية مفتوحة على كل الاحتمالات.
موعد مع «الوطن»لنادي الريان اليوم
يشار إلى أن جمهور المهرجان سيكون على موعد مساء اليوم الاثنين مع ثاني عروض المهرجان, وذلك من خلال مسرحية «الوطن» لنادي الريان الرياضي, وهي من تأليف وإخراج سالم المنصوري, وتدور حول جنديين مع ضابط في منطقة حدودية, ويراقبون الوضع على الحدود.
الدوحة – الحسن أيت بيهي
http://www.alarab.qa