«الاحتفاء حينما يأتي من منصة محلية تُعنى بإبداعات الشباب يبقى مذاقاً آخر، والتقدير المحلي رسالة لأي مبدع، بأن ما قدمته يستحق العناء، وأن هناك دوماً من يقدر العطاء، خصوصاً حينما يكون نوعياً»، هذا ما قاله الفنان حسن رجب، الذي اختارته اللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، شخصية العام، لدورتها الثامنة التي تنظمها هيئة دبي للثقافة والفنون.
مرتضى جمعة: ما دلالة ذلك؟ كان المخرج الشاب مرتضى جمعة صاحب مسرحية «بقع» متفائلاً بأنه سيحافظ على حضوره على منصة التتويج هذا العام، رغم الانتقادات التي وجهت للعمل خلال الندوة التطبيقية التي تلتها، وقال لـ«الإمارات اليوم»، هناك اشتغال على السينوغرافيا ورغبة في عدم استسهال النص الأيسر، وهي عناصر منصفة وفي صالحي لو التفتت لها لجنة التحكيم. جمعة فوجئ بحصوله على جائزة غير متوقعة، مستبقاً جوائز لجنة التحكيم، وهي جائزة عينية تقدم لجمهور دبي لمسرح الشباب من خلال سحب يومي، وهو المشهد الذي رآه بمخيلة المخرج «ذا دلالة»، أو ربما إشارة لجوائز اليوم التالي الذي يشهد إعلان نتيجة المسابقة الرسمية، دون أن يحدد تماماً ما دلالة ذلك، وما إذا كان يصب في تأكيد الحضور، أم الغياب. عدنان سلوم: يوم للفرح
وصف المشرف على قطاع المسرح في مراكز الناشئة بإمارة الشارقة عدنان سلوم، أن عرض «ارض الحياة» ضمن عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب، هو بمثابة يوم للفرح، لكل المبدعين الناشئين الذين ترواح أعمارهم من 12 إلى 18 عاماً. وأضاف: «المشاركون في العرض اكتسبوا ثقة كبيرة بصعودهم إلى خشبة هذا المهرجان الناضج، ومن المؤكد أن بعض النضج، سيدفع بهم لأن يأتوا على الخشبة ذاتها ضمن عروض رسمية، ضمن أعمال الفرق الأهلية المشاركة في المهرجان». |
واحتضنت ندوة الثقافة والعلوم، أول من أمس ندوة قدم حضورها شهادات عن مسيرة رجب الفنية، الزاخرة بالعطاءات المدهشة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بدأها بالمسرح المدرسي عام 1981، حينما كان تلميذاً في المرحلة الإعدادية، دونما انقطاع عن الخشبة.
وجاء ختام عروض المهرجان بعرض بصري بعنوان «أرض الحياة» سيناريو وإخراج وتمثيل 13 هاوياً من مراكز الناشئين بالشارقة، الذي يشرف على قطاعه المسرحي الفنان عدنان سلوم، فيما اشرف على العمل كل من ما هر هربش، وعماد بيتم.
وسعى العرض إلى استلهام الواقع الإماراتي في زمن الصيد والغوص على اللؤلؤ، بمرافقة الغناء والموسيقى من المواويل الإماراتية القديمة، التي تحاكي تلك المرحلة، قبل أن يتحول إلى المشهد الإماراتي المعاصر بشتى صوره الحضارية.
وأضاف رجب لـ«الإمارات اليوم»: «خشبة المسرح تستحق كل نقطة عرق تسقط عليها، والمسرح الذي هو أبوالفنون، إذا قدر لي الاختيار مرة أخرى، سأختاره ليكون المصاحب والمستوعب، والمرآة التي أستطيع من خلالها التعبير الفني».
محمد عبد المقصود – دبي
وأضاف رجب الذي تلقى شهادات رفقاء الدرب والمتابعين لمسيرته الفنية بتأثر واضح، أن المسرح الإماراتي لايزال يمتلك مقومات ثرائه، وأن سنة المسرح، كما سنة الحياة، هي توالي وتعاقب الأجيال، مضيفاً: «جيل الشباب قادر على حمل الراية، لكنه لايزال بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل دعمه».
وكشف رجب أنه لم يكن يحب المسرح، وأنه عندما نال الشهادة الثانوية، كان يحلم بأن يكون طياراً حربياً، «ولكن الوالدة قالت لي: «أخاف عليج تطيح من فوق». فرحت أفكر بمستقبل آخر، وحينها قدحت بذهني شرارة المسرح، فتوجهت إلى الكويت، وهناك أيضاً فكرت بالعودة بسبب مشاغباتي وتساؤلاتي التي لا تتوقف، إلى أن اكتشفت أن الدراسة شيء والمسرح في الواقع شيء آخر. وهكذا وجدت نفسي مسكوناً بالمسرح ليل نهار، ملاحظاً أن شباب اليوم يشكون قلة الإمكانات، بينما في جيلنا كنا نعمل «صباغين ونجارين» لتنفيذ أعمال الديكور والأزياء، وندفع من جيبنا ما استطعنا ذلك. وتناول العروض من خلال دوره في «لجنة المشاهدة»، ملاحظاً أن جميع الشباب يحتاجون إلى التزود بالخبرات الثقافية، لأنهم جميعاً يعانون مشكلة المفاهيم والمصطلحات، حيث يتحدثون عن السوريالية أو الرمزية، ولا يفقهون منها شيئاً. وأكد أن المسرح الإماراتي الراهن نخبوي، ولن يقوم بوظيفته من دون دعم وتمويل رسمي كامل.
وقال رئيس مجلس إدارة «ندوة الثقافة والعلوم» سلطان صقر السويدي، إن الإماراتيين يفخرون بشخصية متميزة مثل الفنان حسن رجب، قدمت للفنون والثقافة عموماً، الكثير من الإبداعات الملهمة للأجيال الجديدة. مضيفاً أن تكريمه هو تكريم لأهل الثقافة ولجميع الإماراتيين.
وقال الدكتور المستشار الثقافي في هيئة «دبي للثقافة» صلاح القاسم، إن الفنان حسن رجب هو أحد رواد المسرح الإماراتي، الذين تركوا بصمة خاصة، سواء من خلال أعمالهم الفنية أو من خلال الورش التدريبية، التي كان يشرف عليها ويعطيها الكثير من وقته وجهده. متسائلاً لماذا لا يستضاف على المنابر الإعلامية والمنتديات الثقافية والاجتماعية وفي الجامعات للحديث عن مسيرته الغنية وتجربته الإبداعية العميقة؟
وقال مدير إدارة الفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وليد الزعابي، إن التكريم للفنان حسن رجب هو مستحق بجدارة، باعتباره أحد مؤسسي المسرح الإماراتي. مؤكداً أن الحديث عن مسيرته وتجربته الغنية يطول كثيراً، وهي معروفة ومشهودة من قبل الجميع، وربما تستدعي الكثير من الدراسات والأبحاث للإضاءة عليها كما يجب.
بصمة خاصة
قال الدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافي في هيئة «دبي للثقافة» إن الفنان حسن رجب هو أحد رواد المسرح الإماراتي، الذين تركوا بصمة خاصة، سواء من خلال أعمالهم الفنية أو من خلال الورش التدريبية، التي كان يشرف عليها ويعطيها الكثير من وقته وجهده. متسائلاً لماذا لا يستضاف على المنابر الإعلامية والمنتديات الثقافية والاجتماعية وفي الجامعات للحديث عن مسيرته الغنية وتجربته الإبداعية العميقة؟
محمد عبد المقصود – دبي
http://www.emaratalyoum.com/