على هامش مهرجان “عشيات طقوس” المسرحية الدولية الذي يواصل نشاطاته في العاصمة الأردنية عقدت ظهر أمس الاثنين ندوة “المسرح والمقاومة”، أكد فيها الروائي والكاتب المسرحي هزاع البراري أن المسرح حالة وعي مقاوم متقدمة تتأسس على قواعد المعرفة والرؤى.
وقال البراري الذي يشغل مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الأردنية ردا على سؤال للجزيرة نت إن الحرب في المرحلة الحالية هي حرب تنويرية في مواجهة ثقافة تدميرية، معتبرا أنه يجب عدم مواجهة التدمير بالسلاح بل بثقافة مغايرة تقوم على أساس التنوير وتقبل الآخر وغرس الذائقة الجمالية التي تنبذ بطبيعتها العنف والدماء.
وقال المتحدث نفسه إن الإرث المسرحي العالمي والعربي يؤكد أهمية المسرح في صياغة وجدان ونهج الأمة أكثر من كونه معبرا عنها، فالعرب قديما كانت تقتتل بالقصيدة ويلتئم شملها بالسيرة الشعبية، والإبداع سلاح من لا سلاح له.
تجربة إنسانية
واعتبر البراري أن فنية المسرح وتأثيره يتوهجان مع ارتفاع أصوات البنادق، كما أن المسرح نتاج محارب ورافض ومقاوم، مشيرا بذلك لعدد من الاغتيالات التي طالت كتابا وفنانين كانت إبداعاتهم تحمل وعيا بحجم اشتباكات المرحلة.
وبعد أن استعرض المقاومة والمسرح تاريخيا، قال البراري إن القدس قضية ترتبط بالصراع في المنطقة العربية كقضية واحدة من أجل التحرر، وهي تمثل شكلا من أشكال قياس الرأي العام في الوطن العربي الرافض للاحتلال، مؤكدا أن المسرح الذي يشكل على خشبته ضمائر الناس وضمير الأمة لا يمكنه الانفصال عن أهم قضايا الأمة.
وعلى هامش التظاهرة نفسها، قدّم الروائي والكاتب المسرحي الأردني هاشم غرايبة صاحب رواية “القط الذي علمني الطيران” شهادة إبداعية تناول فيها مشواره الإبداعي وحياته في السجن.
وتحدث غرايبة عن دراسته ومشواره الإبداعي، خاصة في بغداد، وتأثره بأعمال مسرحية، ثم اعتقاله بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي الأردني وتفجر أول مواجهة في معتقله الانفرادي بالأردن وقضائه عشر سنوات في السجن.
وقال غرايبة إنه استطاع تشكيل فرقة مسرحية في سجن المحطة شرق عمان “المحطة 80” من كفاءات ثقافية غير متوقعة، حيث يوجد 370 معتقلا، وعرضت أول مسرحية بإمكانيات بسيطة جدا.
وردا على سؤال للجزيرة نت حول دور المسرحيين في المرحلة الراهنة، قالت المخرجة المغربية أستاذة المسرح بالمعهد الملكي لتكوين الأطر هاجر الجندي إن رسالة المسرحيين هي بث قيم الجمال والدفاع عنها وتهيئة السبل لاستمرارها، مطالبة بإعادة اليقين للجمهور والمشتغلين بالمسرح في إمكانية وجود الجمال.
توفيق عابد-عمّان
http://www.aljazeera.net/