وليم الرائع…. اكتشاف جديد لشكسبير في كتاب عن سيرته..


ترجمة: عدوية الهلالي 

 
عن دار فلاماريون الفرنسية للنشر، صدرت ترجمة عن الانكليزية لكتاب (وليم الرائع) لستيفن غرينبلات قامت بترجمتها ماري آن دوبيرو في 488 صفحة..
يتناول الكتاب سيرة حياة الكاتب الدرامي الانكليزي الشهير وليم شكسبير ومصيره ونبذة عن أعماله..اطلق عليه غرينبلات عنوان (شكسبير…كيف اصبح شكسبير؟)
 
 اما الترجمة الجديدة فحملت عنوان (وليم الرائع)..يقول غرينبلات في كتابه”هدفي هو اكتشاف الرجل الذي كتب الأعمال الأكثر أصالة خلال القرون الأخيرة، فقد يكون الرجل معروفا لدينا عبر الآثار التي تركها لنا في الوثائق الرسمية لعصره، لكني حاولت التجوال من جديد في المسالك الخفية لحياته وفنه”…وهكذا ضم الكتاب وثائق ووصايا دقيقة وقوائم بأسماء الممثلين وصورا حقيقية..ويعتمد عمل غرينبلات، وهو أستاذ في الأدب في جامعة هارفارد، على دراسة الأحداث التاريخية بالعلاقة مع أحداث العصر الذي يعيش فيه الكاتب مع محاولة تحليل أعماله والظروف التي تحيط به وتقوده الى مصيره..
ويعرض لنا كتاب (وليم الرائع) صخب شوارع لندن وما فيها من عنف ومشاهد رائعة تثير الإعجاب كما يتعقب آثار المعاني السامية التي تحفل بها مسرحيات وقصائد شكسبير..تلك السوناتات التي ستصبح فيما بعد(صناديق لأسرار الكاتب وخفايا عصره)…لقد ترك شكسبير آثاره في مسرحياته التاريخية التراجيدية منها والكوميدية التي تحوي كل شيء ولديها كل شيء لتقوله..
استند غرينبلات في كتابه على أحاسيسه الخاصة كأستاذ جامعي من عصرنا مفتون بالقوة والبراعة المذهلة للكتابة الشكسبيرية التي تنبع من التجارب والخبرات التي خاضها شكسبير شخصيا بجسده وروحه..
(وليم الرائع) هو كتاب ممتع وطريف ويمكن قراءته بسهولة طالما يتعلق بلوحات عصره المرسومة بإتقان لكنه يتضمن ايضا البحث والتحليل فضلا عن وجود شيء ما مثير ومقلق في حياة وليم شكسبير كرحلته الى ستراتفورد لدى غزو لندن وتأثير والده عليه…كان وليم من الأعيان، وكان كاثوليكيا في عالم بروتستاني…تزوج من آن هاثواي وأنجبت له التوأمين جوديث وهامنت، لكنه فجع بوفاة الصبي المبكرة في سن الحادية عشرة..كان متعلقا بابنته سوزانا وفي أيامه الأخيرة حاصره الإفلاس وعاش ببساطة وزهد…
لقد تعقب غرينبلات كل هذا كما تعقب آثار الكاتب العملاق في مسرحياته وقصائده فهو رجل ذو وضوح شديد ويمكنه ان يشير ببساطة الى حياته في أعماله كما حدث حين كتب (هامنت في هاملت) بعد عدة سنوات من وفاة الطفل…يمكننا اذن ان نتبع غرينبلات في كل مكان لأن خياله هو الذي يقود قلمه ولديه صدق ونزاهة في استعادة أحداث حياة كاتبه الأثير والبحث عنها في أعماله فهو قادر على جعل شكسبير اكثر حيوية والى الأبد…
 
—————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية –  اوراق المدى 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *