هل ارتقى المسرح بالذوق العام ؟

قد يتساءل البعض هل انتهى زمن المسرح التقليدى الذى لقب بـ”أبو الفنون” لاحتوائه على معظم الفنون كالدراما والأدب والموسيقى والشعر والاستعراض والتواصل الحى بين الفنان والجمهور فقد اصبح حال المسرح متغيرا خلال 10 سنوات الاخيره نظرًا لانتشار القنوات الفضائية الكثيرة واليوتيوب والفيس بوك الذي أدى إلى انتشار المسلسلات والبرامج الكوميدية بطريقة مهولة فالكل كان يسعى إلى تقديم أعمال جادة بمفهوم المسرح، وفى حقيقة الأمر وقتها لم يكن الفنان أو الدولة تبخل على المسرح أو الفن بشكل عام بل كان يلقى كل الدعم من كل الناس، فالفنان لم يكن يسأل عن الأجر، والمخرج كان كل همه العثور على نص يليق به وبفريق العمل، والمؤلف كان يسعى وراء القضية التى تهم الناس، والدولة من جهتها لم تكن تبخل بالميزانية، ولم يكن مدير المسرح يبحث عن مجد شخصى أو مجاملة لأحد أصدقائه. فالفنان القدير محمد صبحى كان يقدم فنًا هادفًا لا يهدف للربح من خلال مسرحه فهو يقدم مسرحًا دون أى أهداف أخرى فدائمًا ما غرد الفنان محمد صبحى بعيدًا عن السرب ففى عز المسرح الاستهلاكى الذى انتشر فى التسعينيات والذى كان يعتمد على مطرب وراقصة وكوميديان وكان صبحى من الذين ينحتون فى الصخر لكى يرتقى بوجدان ومشاعر وعقول من يشاهد أعماله المسرحية ، فجميعها كانت مسرحيات تسير عكس التيار الجارف وبالرغم من هذا كانت تدر أرباحًا ولكن للأسف لم تعد مثل هذه الأرباح البسيطة تكفى لإنتاج مسرحيات كمسرحيات من هذا النوع ولكنه ما زال يجاهد وحيدًا عكس التيار.
بالاضافه الى أشرف عبد الباقى الفنان الوحيد الذى لا يقبل بالهزيمة فهو من الكائنات المتحورة التى تجيد فن البقاء على قيد الحياة فعمل علي ابتكار للمسرح أطلق عليه “تياترو مصر” وكانت فى الأزمنة السابقة محاولات كمسرح التليفزيون ولكنها لم تخرج من عباءة المسرح التقليدى أما أشرف عبد الباقى استطاع أن يحول المسرح التقليدى إلى برنامج يقدم فى التلفزيون فيكون مسرحًا حقيقيًا وصرحت الدكتورة ” رانيا يحيي ” مدرس النقد المسرحى باكاديميه الفنون : ان ذهاب الناس الي المسرح يرجع إلي جوده الأعمال الفنيه الجيده وحسب ماتقدمه من خدمات فنيه فهذا يشجع إلي الذهاب للمسرح بكثره واضافت إن من خلال تجربه أشرف عبد الباقي يعتمد علي أفكار جديده من خلال مشاركه مجموعه من الشباب الذي يؤدي لوجود إقبال كثير فالشباب لهم دور مهم معربه على أن الدوله لها دور ثقافي لا يستطيع أحد غيرها توفيره فالمسرح دوره تنويري وخدمة مدعمة قدم للمصريين للارتقاء بمستواهم الفني والثقافي وهذا هو الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة.
وترى أننا نحتاج إلي الوقت والدعم من كل فنان مهتم بالمسرح قبل الدولة لكي يتم عودة المسرح المصري إلي مكانته مرة أخري وأوضحت “هدي الشاذلي” معيده بكليه إعلام أن مشاهده المسرحيات داخل المسرح بتواجد جماهير بالإضافه إلي التفاعليه بين الجماهير والممثلين علي خشبه المسرح حيث يفوق متعه مشاهده الأفلام في السينما أو بالمنزل وتضيف إن هناك العديد من المسرحيات التي تقدم أسبوعيا ولكن لايوجد دعايه لها لذلك لايذهب الكثير للمسرح لعدم علمهم بالعروض التي تقام.
ويعد المسرح أداه للإرتفاع بالذوق العام المصري بعد أن شوهته بعض الأعمال السنيمائية التي أدت إلي ظاهره تسمي لغه “التكاتك” وقالت “إسراء بهاء” طالبه بجامعه حلوان ان عدم تداول الكثير الي المسارح بسبب إنتشار التكنولوجيا التي سهلت علي كثير مشاهده المسرحيات في المنازل ولكنها تري أن الذهاب إلي المسرح أفضل بكثير من المشاهده من خلال النت والتلفزيون . ويقول “محمد علي” طالب بجامعه القاهره يرجع سبب عدم ذهاب البعض إلي المسارح لإتفاع سعر التذاكر وإن نجوم المسارح لا يعملون كما في الماضي ومع ظهور البرامج العديده لا يحتاج الناس للذهاب إلي المسارح.
مي هنداوي
http://nisfeldunia.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *