مهرجان الفجيرة للفنون لا يتنكر للموندراما

 

يكاد المسرحيون العرب الذين واكبوا مهرجان الفجيرة الدولي للفنون منذ دوراته الأولى عندما كان تظاهرة تحتفي بالموندراما بشكل خاص، يجمعون على أن تحوله لمهرجان شامل لمختلف الفنون ما هي إلا بادرة منفردة من شأنها تعزيز انفتاح الفنون فيما بينها. ورغم غيرة البعض على الطابع المسرحي للتظاهرة إلا أنهم أكدوا أن التنوع الفني الذي بات عليه المهرجان لم يلغ المكانة المتميزة للموندراما حتى هذه الدورة ويتطلعون لأن تحافظ على ذلك في الدورات القادمة.

المسرحي اللبناني الكبير رفيق علي أحمد أكد أن التحول الذي طرأ على المهرجان وتحوله من تظاهرة مخصصة للموندراما إلى أخرى تشمل عديد الفنون ما هي إلا خطوة متميزة وايجابية تستحق التقدير والشكر.

وقال علي أحمد أن يصبح المهرجان فنونا متنوعة، فأنا أرى أن هذا أمر إيجابي. بمعنى أن مهرجان الموندراما كان لهواة النوع كانت الناس تأتي أساسا للمسرحيات الموندرامية، ولكن الآن بين الاحتفالات التراثية وما بين الموسيقى وما بين الأغاني التي ستقدم وما بين الفن التشكيلي، أصبح الأمر أكثر شمولية وتنوعا حتى يتمكن أكبر عدد من الناس من المشاركة في هذا المهرجان. وبهذا نستطيع القول أن هذه الصيغة أصبحت تلبي أهواء ورغبات أمزجة أكبر عدد من الجمهور وهذا ايجابي جدا.

وأضاف “أود أن اشكر القيمين على المهرجان لأنهم لم يخونوا الموندراما وحافظوا على وجود عروض مسرحية موندرامية هامة بمشاركة ثابتة تؤثث فعاليات المهرجان. وما أضيف من فنون أخرى هو شيء إيجابي نحن بأمس الحاجة إليه فمن المهم إشراك الناس بالأعمال الفنية على تنوعها في مهرجان ما حتى يكون الكل مشاركا في هذا الفعل الفني وحتى يعود الكل للوجدان والعقل والمسرح.

ومهرجان الفجيرة الدولي للفنون هو امتداد لمهرجان الفجيرة الدولي للموندراما انطلقت أولى فعالياته سنة 2003 كل سنتين وتواصل حتى عام 2014 كتظاهرة غايتها ترسيخ حضور مسرح الموندراما على الساحة الثقافية العربية عموما والإماراتية خاصة.

لكن وبدء من دورة 2016 خرج المهرجان من حلته الموندرامية لينفتح على بقية الفنون الأخرى في مسعى لتطوير الحراك الثقافي عامة، وفتح المجال أمام أكبر عدد من الفنانين للتلاقي والتفاعل وتبادل الخبرات دون المساس بالمساحة المتميزة للموندراما ضمن الفعاليات.

الممثلة الأردنية عبير عيسى تعتبر من جهتها أن احترام القائمين على المهرجان للفنون عموما يجعل المسرحيين في غنى عن القلق من إمكانية فقدان الموندراما لمكانتها الأولى.

وتقول عبير عيسى “كنت أحب تميز مهرجان الفجيرة للموندراما لأنه، صدقا، كان من دورة لأخرى يقدم عروضا تبهرني وتستفزني للعودة للمسرح في وقت تراجع فيه المشهد المسرحي العربي وأصبحت المرات التي تصيبنا الدهشة إزاء تميز عروض مسرحية قليلة ونادرة. ولكن كلي يقين أن إدخال فنون أخرى على المهرجان ستكون أشياء جميلة ومختلفة وأنه ستكون هناك عروض متميزة خاصة في ظل ثقل الأسماء التي ستؤثث المهرجان على غرار عازف العود الكبير نصير شمه، هذا غير الفنون التشكيلية ما يجعلني على ثقة بأنني سأرى شيئا ممتعا ومتفردا”.

وتتابع “إن القائمين على مهرجان الفجيرة حريصين على التطور وتجنب التكرار باستمرار منذ بداية المهرجان، وهذا المعطى مهم ويبدد المخاوف بشأن تلاشي الموندراما وسط زخم الفنون الأخرى”.

وانطلقت فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون السبت الماضي بعرض فني أقيم على مسرح الكورنيش الكبير على شاطئ الفجيرة وتضمن مجموعة من القصائد الشيخ راشد بن حمد الشرقي ومحمد عبد الله سعيد الحمودي وفكرة لمحمد سعيد الضنحاني وألحان الفنان الأردني وليد الهشيم وسيناريو وسينوغرافيا وإخراج الفنان السوري ماهر صليبي، وأثث الحفل كل من الفنان التونسي لطفي بوشناق والفنان الإماراتي حسين الجسمي والفنانة المصرية أنغام.

وتضمن الحفل مشاركة أربعين راقصة وراقصا من فرقة سمة قدموا فيه عرضا لأوبريت ضم مجموعة من الفقرات عكست جمالية المكان وغناه الثقاقي.

ومن جانبه أعرب عراب المسرح السعودي فهد الردة عن أمله لو حافظ المهرجان على طابعه الموندرامي، لكنه أثنى على هذا التنوع الذي بات عليه المهرجان والذي ستكون له تأثيرات إيجابية على الساحة الفنية العربية.

وقال الردة ” مهرجان الفجيرة منذ بدايته وهو يقدم لمسة جديدة ومختلفة خليجيا وعربيا وبنى سمعته الدولية واستطاع أن يخلق حالة من التقارب العربي والغربي والآسيوي ولم شمل ثقافات مختلفة لتقدم نفسها بصورتها في إمارة الفجيرة الجميلة. وإن وددت أن يحافظ المهرجان على طابعه الموندرامي وتفتح مهرجانات أخرى في الفجيرة لبقة الفنون من منطلق أن هذه الإمارة جميلة وذات طابع سياحي مختلف وتحتاج لأكثر عدد ممكن من التظاهرات الفنية والثقافية للتعريف أكثر بها وبخصوصيتها على المستويين العربي والعالمي لتصبح وجهة ثقافية وسياحية أكبر وفي مستوى ما تتميز به من طبيعة جاذبة ومتفرد”.

وشدد على أن جمع كل الفنون في مهرجان واحد تبقى حالة ايجابية من شأنها أن يلتقي فيها قدر هام من المبدعين من أنماط مختلفة ولكن تقربهم وتلم شملهم الفنون في إمارة جميلة تدرك وتعي قيمة ذلك.

ويستضيف المهرجان عددا هاما من نجوم التمثيل والغناء والفنون الأدائية. إذ يحل اكثر من 300 نجم عربي على المهرجان من 18 دولة عربية فيما يصل عدد الضيوف الأجانب لـ70 شخصا من 36 دولة في الولايات المتحدة الأميركية والسويد وألمانيا وسويسرا والصين وصربيا وبوركينا فاسو وأرمينيا وروسيا وسلوفينيا وفيتنام وجنوب أفريقيا وتركيا وبنغلادش والمملكة المتحدة وبولندا وجورجيا والهند وكوريا الجنوبية وفرنسا وغيرهم.

 

الفجيرة – من فاطمة بدري

http://middle-east-online.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *