منتدى المسرح يُضيّف جواد الأسدي..العودة لنفض الغبار عن المسرح العراقي – العراق

متابعة/ زينب المشاط 

المسرح العراقي من جديد، هذا الفن الذي يغني العراق بروّاده ومثقفيه، ويمتلك طاقات لا متناهية منه، إلا أنه يفتقر لعرضٍ عظيم، أو قد يندر العرض المسرحي العظيم اليوم، وهنا نشير إلى مرحلة ما بعد 2003، اضافة إلى ما قبلها بقليل…

لم يتبق لنا من المسرح العراقي سوى الذاكرة، وبقايا الصرخات التي انطلقت على خشبته والتي امتصتها الجدران بوجع، دون أن ترد صداها، وكثيرٌ من روّاده مخرجون وفنانون، سينوغرافيا، ومؤلفو حكايات مسرحية، جميعهم يحاولون التفوق اليوم على النسيان، ويستعينوا بالذاكرة  فقط لإحياء مسرحٍ جادٍ، عريق، بعيد عن الابتذال، تُقيّمه النخبة، وتزوره العائلة العراقية، تفهمه وتمتزج به، وتستمتع بعروضه، التي تناقش قضاياهم وواقعهم، لأن المسرح هو فن الشارع والمدينة، وفن هموم الناس المعالج لها.

قضايا المسرح تناقش من جديد في حضور رائد آخر من روّاده الذي ضيّفه منتدى المسرح التجريبي، وهو الكاتب والمخرج المسرحي جواد الأسدي، خلال جلسة يحاوره فيها الأكاديمي الكاتب والمخرج عقيل مهدي، وبحضور نخبة من فناني المسرح العراقي.عقيل مهدي يذكر خلال الجلسة “أن المسرح العراقي مؤخراً وللأسف، خلق من اللاشيء شيئاً، ولكن نحن روّاد المسرح، اليوم، اجتهدنا في خلق شخصيات مهمة، ولم نسمح أن يُخلق ويعظم اللاوجود في مسرحنا”. ذاكراً ” فهنالك شخصيات مهمة وكبيرة اليوم، نحاول تسليط الضوء عليها ونستذكرها لمنجزها الكبير من بينهم الكبير جواد الأسدي”.ويقول مهدي “سنشيراليوم، للمثاقفة في المسرح والتناص، ولأن الأسدي من مشاهدي العروض المسرحية الأجنبية، سنترك له الحديث عن المثاقفة والتناص للمسرح، وأيضاً لأن الأسدي رافق الكثيرين من روّاد المسرح الغربي في عروضهم وتمريناتهم على أداء العروض، فهل أفاد جواد الأسدي من تقنيات هؤلاء الكبار”.يشير المحتفى به الفنان والمخرج والكاتب المسرحي جواد الأسدي، “قبل الحديث عن تجاربي مع مخرجي الغرب وفنانيهم، أودُّ وصف لحظة وجودي معكم، فأنا اتوق لفكرة إعادة الغرف من ماء بلادي ومن الحياة التي نشأت بها وتربيت بها، وكبرت على يد فنانين كبار، وقد شاهدت الكثير من العروض المسرحية في العراق، حيث تقاسمت الحياة مع اصدقاء وفنانين”.

ويؤكد الأسدي “رغم أني كل يوم في مدينة، ومكان، ورصيف، كان يحضرني دائماً شيءٌ وهو على درجة عالية من التوجّع والألم، وهذا الشيء هو بلادي التي بكل وحولها وموجعاتها، ودمائها، تمتلك مكانة عظيمة في داخلي، خصوصاً، حين افكر أني يجب أن أعود إلى بيتي وأجد نفسي في مكان غير بلادي، لماذا انا هنا ولماذا انا وحيد بلا أيّة صحبة، هذه اللماذا تقتل المغترب، لأنه لا يملك جواباً له، فالالتباس المكاني مؤرق جداً”.

يعود  الأسدي للحديث عن المسرح مشيراً الى أن ” يتوجب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، كتابة الجسد المسرحي، وفق ما ربّاه علينا اهلنا من طفولة ونبل وجمال، كما ربانا عددٌ من الاساتذة، كسامي عبد الحميد وابراهيم جلال وجعفر السعدي وجعفر علي وجاسم العبودي”.

ويؤكد ” كانت لنا رغبة حقيقية في وقتها، لإعطاء المسرح جهدنا ومعرفتنا وأحلامنا، فكل الأجيال العراقية بدءاً من حقي الشبلي وحتى جيل سامي عبد الحميد، واضافة الى الجيل الجديد، شغوفين لعودة المسرح الى جمالة وألقه، وينفضون عن المسرح الغبار”. وأهم ما أشار له الأسدي والحاضرون في هذه الجلسة، هو احتواء المسرح العراقي والنهوض به من جديد، وعودة كل المبدعين في المهجر لاحتضان مسرحهم والعمل به من جديد.

—————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – المدى

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *