مسرح تأسس لملء ساعات البث وتحول إلى مصنع للنجوم

ظلت محاولات استعادة مسرح التليفزيون الذى انطلق فى عام 1961 مستمرة على مدى ما يقرب من نصف قرن، وذلك تقديرا من المسرحيين، والإعلاميين، لقيمة هذه التجربة التى قدمت لساحة الفن الكثير من العوض، التى تمثل محطات راسخة فى تاريخ المسرح والإعلام المصرى، فضلاً عن تقديمها عددا كبيرا من الوجوه الجديدة، التى أصبحت نجوم الصف الأول ولسنوات طويلة.
البداية الأولى لهذا المصطلح انطلق فى حقبة ستينيات القرن الماضى مع هذه التجربة التى انطلق معها نجوم فى الكتابة والإخراج والتمثيل، أمثال الراحل فؤاد المهندس الملقب بالأستاذ، وسيدة المسرح العربى سميحة أيوب ونعمان عاشور وكرم مطاوع وسعد أردش وسعد الدين وهبة، وعادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدنى وغيرهم.
كانت بداية هذا المسرح مع إنشاء التليفزيون المصرى عام 1960 ومحاولة ملء ساعات الإرسال، وفى عام 1962 تم إنشاء 3 فرق مسرحية بمسرح التليفزيون هى «النهضة» و«الحرية» و«السلام»، وانضمت لها فى 1963 «الكوميدية» و«الشعب» و«النصر» و«التحرير».
وقدمت هذه التجربة أكثر من 18 مسرحية فى ذلك الموسم الشتوى فقط و16 فى موسم الصيف، وكانت كل فرقة من هذه الفرق قد تخصت فى تقديم لون معين من المسرح، ففرقة المسرح الكوميدى التى عين عبدالمنعم مدبولى مديرا لها، فقد اعتمدت اعتمادا كليا على مجموعة «ساعة لقلبك» ومنهم فؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدى ومعهم بالطبع عبدالمنعم مدبولى، وسمير خفاجة.
ولكن شهر العسل لم يدم طويلاً بين مدرسة الكوميديا الفارس التى يقودها عبدالمنعم مدبولى، والتى عرفت باسم «المدبوليزم»، وسمير خفاجة الذى تخصص فى كتابة هذا النوع من الكوميديا، وأخذت أقلام كثيرة تهاجم ما يسمى بمدرسة «الضحك للضحك» وتصرخ من خلو الأعمال الفكاهية من الأهداف الاجتماعية المتماشية مع الاشتراكية، وانتصرت هذه الحملة إلى أن جاءت اللحظة التى قرر فيها هؤلاء الممثلون أن يستقلوا بالعمل بعيدا عن مسرح التليفزيون وأن تكون لهم فرقتهم المسرحية الخاصة، هكذا تكونت فرقة «الفنانين المتحدين» لتقدم عروضها على مسرح الحرية بشارع الشيخ ريحان بقيادة سمير خفاجة.
وظل مسرح التليفزيون يقدم كل أسبوع عرضا مسرحيا جديدا، وخلال فترة بسيطة تمكن المسرح من إنتاج أعمال نافس بها العروض التى قدمتها مسارح البيت الفنى لفترة طويلة، وتخرج فيه العديد من الفنانين، الذين استقطبتهم السينما ليصبحوا نجوما.
وشهدت الساحة محاولات كثيرة لاستعادة مسرح التليفزيون على مدى السنوات الأخيرة، ومن بينها تجربة الفنان محمد صبحى، والذى أنتج لصالح التليفزيون مجموعة عروض لأحياء أعمال مسرحية، ومنها «لعبة الست» التى لم تلحق عروضها القديمة بعصر تسجيل العروض، كما أعاد تقديم عرض «سكة السلامة» بصياغة أكثر معاصرة، وقدم من المسرح العالمى عرض كارمن الشهير قبل أن تتوقف التجربة.
وكانت هناك محاولات أخرى مع بداية الألفية الجديدة مع إنتاج التليفزيون.
بعض العروض ومنها مسرحية «يا غولة عينك حمرا» للنجم الراحل نور الشريف والمخرج حسن عبدالسلام، وكان آخر هذه المحاولات مع المخرج عصام السيد على مسرح يوسف السباعى بمصر الجديدة، والتى لم تدم طويلا، وانتهى الأمر بتنازل التليفزيون عن هذا المسرح فى 2010 بعد أن اعتبر إيجاره أموالاً مهدرة.

 

وليد أبوالسعود:

http://www.shorouknews.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *