مسرحية يقول لي شيئآ لفرقة مكسيم غوركي الالمانية في ستوكهولم

 

عصمان فارس 

ضمن عروض مهرجان إنغمار برغمان الدولي الثالث في مدينة ستوكهولم والذي يقيمه المسرح الملكي دراماتن في ستوكهولم شاهدنا مسرحية يقول لي شيئآ وفي مساء ما تجلس فتاة لوحدها في شقتها وتختار الطابق الاسفل وتكون على إتصال دائم مع كل صديقاتها عبر السكايب وتعمل دردشة مع الجميع وتبقى أمها تنادي وتتصل بها بواسطة التلفون ولكن دون جدوى وهي تجلس في الطابق الارضي ولاتتحرك وهناك فتيات شابات في مسرحية يقول لي شيئآ يمارسن لعبة عبارة عن كوميديا لاذعة وغاضبة وحالة النقد والتقليد من صورة ووضع النساء في عالمنا المعاصر وعالم الموضة والازياء وملكات الجمال والاعلانات التجارية والاعلام والميديا ومظاهر العنف في شوارع المدينة مسرحية يقول لي شيئآ وفرقة مسرح اليوم التمثيل باللغة الالمانية والترجمة الفورية الى الانكليزية  عبر شاشة صغيرة إخراج سباستيان تويبنج والكوريكراف تابيا مارتين والكاتبة سبيل بيرغ وبالتعاون مع فرقة بونجيس مسرح بازل وبطولة نورا عبدالمقصود ،سوتا جورلر،راهيل بياكوفسكي،سيتيا ميكي. والعرض على صالة المسرح الملكي الصغير دراماتن ،أما الكاتبة سيبيل بيرغ ولدت في ألمانيا الشرقية وهي كاتبة معروفة على النطاق الاوروبي درست مسرح العرائس ونالت الشهرة واستحسان القراء منذ كتابها الاول عملت في الخدمة المنزلية وكذلك سائقة شاحنة وحاليآ تعيش في سويسرا ومعروفة لدى الناطقين باللغة الالمانية وتبقى مسرحية يقول لي شيئآ عبارة عن حالة مديح الاطفال وعشق الشباب الى الانترنيت لن نكون أغبياء كما كنا سابقآ حاليآ نمتلك الصدارة  وزمام المبادرة والاضطلاع الاوسع والحرية بدون خوف أوخجل وربما نغضب يبدأ العرض المسرحي من خلال أربعة فتيات شابات مع فساتين قصيرة ومنقوة بالالوان والسواد وبلوزات فضفاضة وعملاقة وممارسة لعبة الغناء والرقص ومعزوفات وصرخات في الليل المهجور ويكون الاتصال والتنسيق عبر الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي الكل يرقص باستخدام أحذية رياضية ويرفضن حالة الانوثة ويعشقن تقليد السلوك الذكوري مثل شباب يشربون الخمر والكحول والمخدرات وما جدوى الحديث عن المكياج وواحدة منهن تبوح عن    قصة حبها وعلاقتها مع شاب ولاتودْ الرجوع الى فريق البنات وصورة جميع الفتيات وهن يستعرضن حالة الاحترام والمودة أما حقيقة الواقع والنظرة الى المرأة وإظهار الصورة الحقيقية للمرأة وهي تعيش حالة العزلة ربما الاضطهاد وهناك صورة لواقع المرأة الاوروبية والسويدية بالذات تستطيع أن تعبر عن رأيها وتميزْ مابين الابيض والاسود وتتحدى حالة الانغلاق والحصار مثلآ تظاهر المثليين والجنس علنآ وبدون خوف وممنوعات وهذا هو المهرَبْ الوحيد مع ذلك يدركْ الجميع إنها حالة سطحية ولاقيمة لها كل هذه الشكليات والحرية مع ذلك يبدو العالم مصاب بعُقَدْ وأمراض وأوهام والحياة عبارة عن غابة سوداء وقاتمة  والجميع يحاول أن يخفي الحقيقة ومع ذلك لكنها تبدو واضحة للعيان . في هذه المسرحية تمت معالجة النص وتحويل العرض المسرحي الى مسرح الغرفة المسرح عبارة عن جدار أسود وإظاءة خافتة إختلط المسرح مع الجمهور وكنا جميعآ محاصرين بهذا الجدار الاسود والقبيح مع أربعة فتيات وبملابس فضفاضة وجواريب طويلة وسوداء والحوار المشترك مع الجمهور والحديث عن الحياة التي لاتعني شيئ ونمط الحياة المألوفة فقط أنانية وكذب وأمراض وسخرية وزومبا ماذا نفعل؟ ومسرحية يقول لي شيئآ تعرض على مدى سنتين ونصف في مسرح مكسيم غوركي في برلين ربما هي مرأة عاكسة لواقع الشابات والشباب وهم يعيشون القلق والخوف والسوأل المطروح عن قيمة وصورة الحياة والجميع يصرخ لن نجد غير القبح ،لن نجد أي شيئ ،أنت أنا نعيش حالة حزن وإزعاج وجهد وملل ورتابة الحياة في كل شيئ أربعة فتيات والخطاب بلغة ووت واحد ويكون اللقاء والصداقة في الشارع والنادي وهن يصرخن لن نقتل ولانعتدي على أحد نمنح الحب نُحٍبْ الرجال ونمارس الحب بدون خوف وإرهاب ونمارس عشق العناق والقبلات بدون عقَدْ وأمراض نفسية أمام قوة الرجل الجنسية وهو يتناول الفياغرا أما نحن النساء نمارس رياضة اليوغا والحياكة كل أمنياتنا وأحلامنا مجرد عبارة عن أوهام ووباء لازلنا نبحث عن الحب الازلي والكبير ونتطلع الى مستقبل مشرق نحقق فيه كل أحلامنا وتبدا الفتيات بالغناء وبشكل رتيب يوحي للسخرية من الواقع وحالة الفراغ القاتل وكل الامورعبارة عن حالة ارتجال مفتعلة وضحك على الذقون وكل شيئ مستهلك والنظرة الدونية للمرأة ولكن تبقى الحياة جميلة ومهمتنا نحن أن نشخصْ حالة القرفْ في الحياة والجميع يضحك ويصرخ أنا بنت سعيدة لازلنا نمتلك شمس مشرقة ولكن غوفنا من الوحش الغوريلا وهو يبكينا ويخيفنا ويجلب الحرب والخراب ويمنعنا من الرقص والفرح ولكننا نمتلك جواز سفر والحياة عندنا عبارة عن قائمة مشروبات تلتهم النار وتثير التقيؤ ويبقى كل شيئ مرتبط بالسائل المنوي اللزج. يعتبر مسرح مكسيم غوركي في برلين أو مايسمى مسرح مابعد الهجرة والتسمية لها علاقة بالمهاجرين الاجانب من إصول غير ألمانية وهذا مكان مناسب لتقديم عروض مسرحية تعالج مشاكل الاندماج  مابين المهاجرين والمجتمع الالماني  مديرة مسرح مكسيم غوركي في برلين هي الفنانة شيرمن لاتغهوف هاجرت من تركيا الى ألمانيا مع أهلها وكانت صغيرة كبرت وتعلمت في ألمانيا عملت شيرمن في المسرح والسينما التلفزيون تقول شيرمن إن مسرح مكسيم غوركي في برلين يساهم في عملية التغيير والذي يحصل  في ألمانيا وأكثر العاملين فيه من المهاجرين ومسرحنا يستقطب جمهور كبير من المهاجرين والالمان . ويبقى مسرح مكسيم غوركي في برلين قريب الشبه من مسرح مدينة ستوكهولم أونجة كلارا والتي تعمل  فيه الفنانة والمخرجة فرناس أربابي وهي من أصل إيراني هاجرت مع أهلها من إيران   إلى السويد وكانت طفلة  صغيرة درست الصحافة والمسرح في جامعة ستوكهولم وهناك مسرح أخر مسرح مدينة ستوكهولم في منطقة شيرهولم في ستوكهولم هذه  المنطقة مكتظة بالمهاجرين الاجانب والفرقة تقدم عروض مسرحية لها مساس بواقع المهاجرين في السويد 

————————————————  
المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *