مسرحية كوميديا الخوف تاليف واخراج طلال هادي الخطاب الاخطر وليس المسرح البديل ؟- العراق

د. عزيز جبر 

 
كوميدية الخوف ..طلال هادي يمثل نبض الشارع 
في عرض امتد لاكثر من 45 دقيقه تستوقفك اكثر من فكره واكثر من حوار واكثرمن نًزف لجرحٍ غائر في نفسية كل عراقي ,,حديث بات الكل يمحقه ,,يتعبهُ ,يشعرك بالغثيان (وربما مرض القولون وضغط الدم ) الذي اصاب العراقيين بسببه لماذا؟ذلك السؤال الذي يًفرض عليك ان تجيب عليه سياسيا ,اجتماعيا ,ثقافيا ,ماالذي حدث ؟..على مر العصور والعراقي ينزف دما ورضوخ واستبداد وهيمنه مجنونه .الشعب بيده مفتاح التغير ولكنه الحلقه الاضعف في صراع الاجيا ل ,وهذا ماتريد تاكيده المسرحيه ,,الشعب صفق للطاغيه ,عشق الصنم ,امتهن اللامبالات (والشعليه)(والي يتزوج امي يصير عمي )او هكذا اوحى لي النص ,,رضوخ الشعب الى الطاغيه والطغاة بكل انواعهم حصيلة شراستهم ,استعمال القوه ورفع السوط بوجه من يريد ان يقول لا ..,الخنوع اذًا بات جزء من خرافة اعلاميه امتهنها لزيادة غطرسة الحاكم ,وبعوده سريعه لم ينتبه لها المؤلف,,ان عطاء الدم الذي بذله هذا الشعب لايقاس بما هو الان ولكن عجلة التاريخ سحقت اجمل التضحيات في سبيل رفعة الوطن وسموه .حين غيب الطاغيه فعل الاحزاب وتواصلها نجح في خنوع الكثره الغالبه اليوم ,؟السؤال الازلي للمسرحيه (كوميديا الخوف) من اين اتى.. ؟وقد ياخذنا الحديث عن النص بعيدا عن هذه التجربه التي قادها واحد ممن شكل حضورا بنكهته واسلوبه الواعي بالسخريه والعارف بنبض ناسه واهله الفنان الجميل طلال هادي قاد وبعد غياب طويل عن خشبة المسرح فصيل مقاتل محب لمهنة وخطاب المسرح وبلا مقابل خمسون ممثلا ومنهم نجوم في المسرح والتلفزيون .حركات واغاني دغدغت مشاعر ونواح وطرافه موحيه مبتكره ,كان طلال هادي بحق قائد لسمفونية استفزاز لمشاعر المتلقي لكي ينفس عن مكابداته كان يخرج عن الايقاع وبذكاء الفنان المعهود يشعرك انه يعلم انه خرج عن ايقاع المسرحيه في بعض مشاهده ,,حاول ان يقول طلال هادي كل شيء ,,ولكنه تناسى ايضا ان لخطابه المسرحي الذي حمل به الشعب كل ماهو فيه وهو (محق)في ما ذهب ولكن تناسى ان ثمة شراره لابد وان تلتهم كل هذا الحطب اليابس ,قد يقول قائل انك تطالب المخرج والمؤلف اكثر مما قدمه ؟ اقول باختصار شديد ..لابد من وجود معادل موضوعي لابد من فسحة امل معسول بتضحيات وهي لابد منها ,,شخصً الداء ونسى طلال هادي الدواء (لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) كيف.كيف ؟ كيف؟ هذا ما افتقد اليه النص .اجمل ما بهذا العرض انه مسرح تنفيسي وليس بديلا عن المسرح؟نعم نحتاجه ولكنه ليس البديل ابو فيروز العزيز .انت تمتلك اَليه الاستحواذ على مشاعر جمهورك فحركه بما تحتاجها المرحله ربما الخطر سيداهمك من بعض الشواذ الذين سببوا كل هذا البلاء ؟ولكنها خطوتك التي تريد تاسيس لها. تحية لهذه الوجوه الجميله الراكزه بحب المسرح من نجوم الفرقةالقوميه للتمثيل وتحيه وباقات ورد لكل الوجوه الشابه الذين اكدوا حضورا لمستقبل زاهر ينتظرهم .هذا الفصيل المقاتل علامه مميزه في مسيرة طلال هادي قائدا محبوبا واعيا يذكرني وعيه,, بوقفته امام وزير التربيه في زمن صدام وهوطالب يطالبه بالحريه ورفع القيود عن معهده ,,الحديث ذو شجون ,,وربما لنا وقفة اخرى لنواصل الحديث عن مسرح فيه طموح ليستوعب الجميع وانت قائده .
————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *