مسرحية فولبون “أو الثعلب ” لبن جونسون /د. علي خليفة

 

 

 

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

بعد قراءتي لهذه المسرحية فإنني أظن أن بن جوسنون أمهر من شكسبير -معاصره-في رسم الأنماط الكوميدية وتصوير المواقف المثيرة للفكاهة بينما شكسبير أمهر من بن جوناسون في بناء المسرحية -سواء أكان هذا في كوميدياته أم تراجيدياته -ولهذا لا نستغرب حين نرى بن جوناسون يوقف نفسه على كتابة المسرحيات الكوميديا وينتقد من خلالها أوضاعا غريبة في مجتمعه وشخصيات منحرفة السلوك فيه كما أنه بحسه الساخر يسخر من الطباع الغريبة في البشر الطمع والجشع والرغبة في الملك والخضوع للسحر والخرافات كما نرى في هذه المسرحية ومسرحية الكيميائي ومسرحية سوق بارثيلوميو
وتدور أحداث هذه المسرحية عن فولبون الماكر الذي يستغل بيعة الطمع الموجودة عند بعض الناس في سلب أموالهم برضاهم ويعينه تابعه موسكا الذي لا يقل مكرا عنه في عمليات احتياله
وهو يدعي أنه مريض يوشك أن يموت ويوهم بعض أصحابه بمساعدة تابعه موسكا أنه سيكتب وصية بأمواله كلها لأحدهم لأنه لم يتزوج ولا وارث له ويطمع أصحابه الثلاثة المَدعي العام فولتور والتاجر جورباتشيو وكذلك كورفينيو الذي صوره بن جوناسون شديد الغيرة على زوجته سيليا
وتتابع زيارات هؤلاء الأصحاب الثلاثة لفولبون في بيته وفي كل مرة يأتي إليه فيها أحدهم يحضر معه هدية قيمة لفولبون ليدل له على حبه له وأنه الأحق بوصيته له بماله كله
وحين يأتي أحد هؤلاء الأصحاب لفولبون يدعي المرض ويوهم موسكا ذلك الصاحب أن سيده فولبون سيكتب له الوصية بكل أمواله دون غيره من الناس
ويسعد فولبون باحتيالهم على أصحابه ومن حوله وما جر عليه ذلك الاحتيال من أموال ومجوهرات كثيرة وفي غمرة سعادته يخبر موسكا أنه في حاجة لامرأة جميلة يأنس بها وتزيد من فرحه فيخبره موسكا أن سيليا زوجة كورفينيو جميلة جدا ولكن زوجها لا يسمح لها بمغادرة البيت لغيرته الشديدة عليها
ويتنكر فولبون في ملابس بائع دجال ويذهب أمام بيت سيليا وينادي على السكان أنه يبيع مرهم يشفي من كلرالأمراض وبدرة تزيد النساء جمالا وتبرز سيليا من نافذة بيتها وتأخذ منه البودرة ويفتن بجمالها فولبون
ويقوم موسكا بحيلة لإحضار سيليا لبيت فولبون فيذهب لزوجها ويخبره أن سيده قد نصحه الأطباء بمجالسة امرأة جميلة وأن موته سيكون قريبا وهنا يتخلى كوربينيو عن غيرته على زوجته ليحصل على وصية فولبون بثروته فيقنعهم بأن تجالس فولبون في بيته وتقبل على مضض
وحينما تدخل سيليا وحدها حجرة نوم فولبون يقوم من فراشه ويحاول إمساكها فتصدم وتصرخ ويتصادف وجود بوناريو بن جورباتشيو في مكان ببيت فولبون بدعوة من موسكا لحيلة يدبرها -فيسمع صراخ سيليا وينقذها في حين يجرح بسيفه موسكا
ويوهم موسكا كورفينيو أن زوجته على علاقة ببوناريو ولهذا التقت به في بيت فولبون وكذلك يوهم موسكا جورباتشيو أن ابنه يتآمر عليه لأنه علم أنه سيوصي بثروته لفولبون مقابل أن يوصي فولبون بثروته له فيتهم كورفينيو وجورباتشيو سيليا وبوناريو بالزنا فيقبض عليهما ويحبسان
وبعد ذلك يحتال فولبون حيلة جديدة فيقول لموسكو إنه سيكتب وصيته بثروته له ثم سيدعي الموت ويظهر بعد ذلك على أنه لم يمت فتعود له ثروته
وحين يعلم أصحاب فولبون الثلاثة الطامعين في ثروته أنه مات وأوصى بثروته لخادمه موسكا ينقلبون على موسكا ويتوعدونه
وفي قاعة المحكمة وبينما المدعي العام يحكم في قضية سيليا وبوناريا وقبيل أن ينطق براءتهما يأتيه فولبون متنكرا في ملابس ضابط ويخبره أن فولبون مازال حيّا وأنه سيوصي بثروته له فيتراجع فولتور عن تبرئة سيليا ووبوناريو وفي الوقت نفسه يطمع موسكا في مال سيده فيقول إنه ماتويهاجمه فولبون في المحكمة ويكشف عن شخصيته
وهنا يتدخل رئيس المحكمة وقد علم تفاصيل كل هذه الأحداث فيأمر بحبس فولبون وتابعه موسكا وأن تصبح ثروة فولبون من حق الدولة ويأمر بعزل فولتور من منصبه في القضاء وكذلك يعاقب جورباتشيو وكوربينيو في حين يأمر بتبرئة سيليا وبوناريو من تهمة الزنا التي وجهت لهما
وبعد فهذا ملخص لأحداث المسرحية التي نرى فيها إثارة في أحداثها وجرعة كبيرة من الكوميديا تأتي من تصوير شخصيتي فولبون وتابعه موسكا المحتالين الظريفين في الوقت نفسه وتأتي أيضا من حيل التنكر التي قام بها فولبون ومن رسم المواقف الطريفة كموقف المحكمة في نهاية المسرحية

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *