مسرحية بوابة 7 انتقالة مسرحية مذهلة تقدمها الكاتبة عواطف نعيم

المصدر / الرافدين / نشر محمد سامي موقع الخشبة

انعطافة مهمة احدثها المخرج ( سنان العزاوي) وكتيبته في مسيرة المسرح العراقي اليوم .. على مدى ساعة ونصف هو الزمن الذي استغرقه العرض المسرحي (بوابة7) تسمر الجمهور الكبير الذي ملأ صالة العرض وممراتها الوسطية والجانبية والذي كان قد حضر منذ وقت مبكر وهو في غاية شوقه لمشاهدة العرض … وعند بدأ العرض صار واضحا انسجام الجمهور مع ما تم اعداده من جو جمالي عكس الدهشة والانبهار من مشاهد الشاشة العملاقة في عمق المسرح مضافا لها جماليات التشكيل البصري لسينوغرافيا العرض التي لعبت دورا كبيرا في تحفيز الفعل الادائي للشخوص بدراما الافعال ضمن الامساك بالايقاع من اللحظة الاولى حتى اخر دقائق العرض . والمغايرة الادائية و الاخراجية فرضت وجودها على منظومة العرض وفق مفاهيم الحركة وتوالياتها تساوقا بين مجموعة العرض بدءا من لعبة الكراسي و انتهاءا بذات اللعبة وبواقعية سحرية منحت الفكرة كل المساحات المتاحة وبمختلف الاشكال الهندسية حيث عكست التقابلات الثنائية نوع الصراع حين بدأت رحلة المهاجرون السبعة الى ما وراء البحار بحثا عن الامان الذي افتقدوه في بلدانهم بسبب احتدام الصراعات المحلية التي فرضت هيمناتها على حياتهم بكل مؤثرات الخوف الناجم عن وحشية الاحداث .. فعراقيان احدهما داعشي ومتهم بقتل شباب سبايكر وشقيقه من مجندي الجيش السابق وتونسي علماني ومصري من الاخوان المسلمين ومغربي مهرب السلاح للدواعش وصحفية فرنسية تعادي التطرف الاسلامي وسورية من الرقة سبيت بعد اغتصابها من قبل الدواعش جميعهم التقوا في محطة (بواب7) في بلاد المنافي زجهم المخرج العزاوي في منطقة الاشتغال الافتراضي ضمن صراعات تفجرت بينهم واتهام بعضهم للبعض الاخر وكأن كاتبة النص ( الدكتورة عواطف نعيم ) قد جمعتهم بكل دراية بنفوسهم الموبوءة بالخوف وفوبيا الذات والشك واحقاد واقعهم المرير وبانقسام قاس شتت في اعماقهم خصوصية البيء التي قدموا منها ..انها مذبحة الدم التي سلبت الانسانية باكملها فتكا واستباحة للحياة بفعل ضربات الارهاب المنظم للنيل من السلم الاجتماعي لكل المجتمعات الانسانية وبتخطيط قوى غاشمة عكستها العناصر السمعية والبصرية والسينمائية المستخدمة سواء على شاشة العرض او في السبوتات التي تزامن الاحداث ورنين الهاتف وكاميرات التصوير التي تسجل تحركات الشخوص وتملي عليهم ارادتها بممارسة رقابية لصيقة وكان المخرج اراد ان يشير الى الاجندات الخارجية المريبة التي تتحكم بالاوضاع وفقا لمصالحها العليا كان تكون حكومات او مافيات او اطراف تستغل اوضاع الشعوب وهي ترزح تحت وطأة الاحتراب الداخلي للبلدان .. هذا ما بثه العرض في منظومته الايقاعية التي استمرت بلا توقف او ان يصيبها اي هبوط ، وكان نظير جواد مبدعا في تجسيد شخصية العراقي فيما ملأ علاء قحطان مساحاته باداء مبهر ثم شاهدنا حيدر خالد بايقاعاته المتصاعدة في غاية الروعة اما ياسر قاسم بسحنته المصرية كان مقنعا حد انبهار الجمهور بادائه السلس وكان وسام عدنان وهو يرسل ملامح الداعشي في قمة عنفوان تعبيراته المقلقة وبات واضحا براعة المخرج العزاوي في صناعة الممثل بتقنية متفردة حين قدم الشابتين اشتي حديد واسراء العبيدي لاول مرة على خشبة المسرح الفكري الجاد فظهرتا باحترافية عالية وسط تعاطف الجمهور معهما بكل حب .

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *