مسرحية “المونالويزا” الجزائرية.. كوميديا سوداء عن واقع المرأة العربية

قدّمت فرقة جزائرية، يوم الأحد، على خشبة المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” بالعاصمة، مسرحية “الموناليزا”، في قالب كوميديا سوداء تحكي عن واقع المرأة خاصة الجزائرية والعربية عامة.

وعرض هذا العمل، ضمن فعاليات المهرجان الجزائري للمسرح المحترف، في طبعته الحادية عشر، والمنظم من الفترة مابين 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وحتى 3 ديسمبر/كانون الأولّ المقبل، بمشاركة 17 فرقة مسرحية محلية.

واستوحت المخرجة “تونس آيت علي”، فكرة المسرحية من لوحة “الموناليزا” الشهيرة للرسام الإيطالي ليوناردو دافينشي، غير أنها أعطتها روحا جزائرية بجعل اللوحة شخصية ناطقة تتكلم باللهجة المحلية عن واقع المرأة العربية من منطلق صراعها مع الرجل.

وتبدأ القصة عندما تتكلم لوحة “الموناليزا الجزائرية” على الخشبة، قائلة إنّها “حزينة والرجل يحاصرها بأحكامه الجائرة والخاطئة التي يطلقها عنها، غير أنّه يريدها في الوقت ذاته، وهي لا تفكر إلا في أن تشم نسيم الحرية، فهي ترغب في عودة البسمة الحقيقية إليها”.

وتجسد “المونالويزا” في ديكور بسيط وسينوغرافيا متواضعة، صراع الرجل والمرأة وهموم الأخيرة، من خلال قصة حب بطلها فنان تشكيلي يعشق امرأة في خياله (افتراضية)، وامرأة حقيقية على أرض الواقع، حيث تسكن كيانه الأولى وتحس به الثانية، لكن لا يشعر بحبها له، مما يؤدي إلى تكهرب العلاقة بين المرأة الحقيقية والرجل في قصة المسرحية.

ويصور العمل في قالب كوميدي تراجيدي، الصراع الدائر بين الشخصيات الثلاثة “حسين بن شميسة”، “سعاد خلفاوي” و”سعاد عطال ريمة”، عبر إبراز هيمنة العنصر الذكوري على الأنثى في المجتمعات العربية.

وتظهر المخرجة في العمل الذي تابعه جمهور غفير، سلطة الرجل الفنان لمنطقه على المرأة في نواحي كثيرة، عندما يضيع بين حبه المريب للشخصية الافتراضية التي لا تحبه بل تريد التحرر وترغب في التخلص من عشقه بأي ثمن، بينما تبحث المرأة الحقيقية التي تريد هذا الرجل عن الحب والأمان والزواج حتى تسلم من العنوسة وتتفادى قساوة المجتمع.

وجاءت المعالجة الدرامية لمسرحية “المونالويزا” التي أنتجها مسرح باتنة الجهوي (شرق الجزائر)، من طرف الدكتورة والناقدة المسرحية الجزائرية جميلة مصطفى الزقاي، عن نص نثري كتبه المصري سعيد نصر سليم، بينما وقع سينوغرافيا العرض مراد بوشهير، وكانت الكوريغرافيا للفنان توفيق قارة.

وقالت المخرجة “آيت علي”، في تصريح للصحفيين، عقب العرض، إنّ “المسرحية تصور واقعّا مرّا تعيشه المرأة في المجتمع العربي مختزلا في قصة حب، لكن قدمت بلمسة جزائرية فنية تنطلق من هيمنة الرجل على الأنثى بناء على قصة حب”.

وتونس آيت علي، ممثلة ومخرجة مسرحية جزائرية، خريجة مدرسة الفن الدرامي “ابن رشيق” في تونس، أخرجت عديد الأعمال المسرحية منها مونولغ “الراحلة” و”شهرازاد والغنيمة” (1994) للكاتب الجزائري الراحل رشيد ميموني، و”تللي” (2010)، ونصوص أخرى، كما حصلت على عدة جوائز داخل وخارج البلاد.

جدير بالذكر أنّ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، موعد سنوي تنظمه وزارة الثقافة الجزائرية، وتشرف عليه إدارة المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”.

—————————————————–

المصدر :مجلة الفنون الميرحية –  اليمن العربي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *