مسرحية “الصبية والأراجوز” على خشبة المسرح القومي باللاذقية.. عن حكايات الماضي والحاضر

تتناول مسرحية “الصبية والاراجوز” التي تقدمها فرقة المسرح القومي في اللاذقية حاليا الأزمة في سورية ضمن جملة من الحكايات باعتماد أسلوب المسرح داخل المسرح.
 
والعرض هو من تأليف وإخراج الدكتور محمد اسماعيل بصل الذي يشغل مدير المسرح القومي في المحافظة واستوحاه من مسرحية “الأيام المخمورة” للكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس.
 
وقال الدكتور بصل في تصريح لنشرة سانا الثقافية “مسرحية الصبية والارجوز حكاية الواقع والحلم… الحقيقة والوهم والوعي واللاوعي ومجمل الثنائيات الضدية التي تشكل قوام الوجود .. إنها حكاية الماضي المثقل بالخيبات والانكسارات .. وهي ذاتها حكاية الحاضر الملتهب بالدمار والخراب ..أما الآتي فهو حكايتهم وحكايتنا”..
 
وبين الفنان نبيل مريش الذي يلعب دور الدرويش في المسرحية أن الدور لامسه من الداخل وأحبه لأنه يحكي الحالة العامة السائدة في المجتمع السوري وهو الذي يقول ما لا يقوله الاخرون من الحقيقة بحلاوتها ومرارتها معتبرا أن الشخصية مفعمة بالحزن والقهر وناطقة بلسان الحال والواقع وتصف الحالة السورية بطريقة مسرحية وتنبه للقادم وتكرر دائما عبارة “رح توصل.. انتبهوا” دلالة على الحرب والخراب والدمار.
 
الفنان فايز صبوح الذي يمثل شخصية أبو مسيلمة وهو متزعم تنظيم إرهابي أوضح أن دوره يمثل حال مجموعة إرهابيين وصلوا لمرحلة الخوف من المستقبل ولا يعرفون ماذا يفعلون للتخلص من المأزق الذي وضعوا أنفسهم وبلدهم فيه وخصوصا بعد معاناتهم من نقص في التمويل الذي كانوا يحصلون عليه لافتا إلى أن المسرحية تتحدث عن وجع السوريين في هذه المرحلة بعد مرور ست سنوات من عمر الأزمة وتحاول التذكير بمبدعي بلدنا ومفكريه وضرورة الاستفادة من قراءتهم للمستقبل.
 
الفنان خليل غصن يلعب دور أحد الإرهابيين الذي يلهث وراء المال لفت إلى أن المسرحية تقارن وضع سورية قبل الحرب عليها بأمانها وحبها وألفها وجمالها والآن بعد تعرضها لإجرام أعداء الحرية والسلام بالتالي فهي تعري الواقع وتضع الحقائق أمام المشاهد مؤكدا أهمية المسرح وخصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها سورية باعتباره منبرا للثقافة والتنوير وسلاحا فعالا في وجه الجهل.
 
السينوغرافيا كانت للفنان محمد بدر حمدان الذي قال “أحسست أمام نص المسرحية أنني أتعامل مع ملحمة فكرية تدون ومضات من التاريخ البهي لأبي الفنون وصولا إلى وقتنا الراهن ما دفعني إلى تحدي نفسي فقررت رسم أكبر جدارية في تاريخ المسرح السوري تكون بمثابة الامتداد الحاضن للمكان ثم تبديل ديكور العمل خلال تبادل الأزمنة بما يناسب المشهد والحكاية واستخدام اللونين الأحمر والسود تناسبا مع قسوة النص وشفافيته”.
 
وأضاف “يتشكل الديكور في العرض من محاكاة واقعية لحالة مهدمة بسبب دمار الحرب وفي الزمن الثاني يتكون الديكور من عربة ضخمة حيث يقدم الاراجوز وزوجه باستعراض اغانيهم وحكاياتهم وهناك جسر وسط الخشبة كصلة تربط بين الزمن الزاهي والزمن الأسود المكحل بالرمادي”.
 
ويضم فريق عمل المسرحية الممثلين وهم نجاة محمد ووسام مهنا وفايز صبوح وخليل غصن ونبيل مريش وخالد حمادة وشاكر شاكر وسوسن أحمد غربة مريشة وجعفر درويش وبهاء بيلونة ومنار بغا ورافي عزيز ويقين زنيبة ونضال عديرة أما الديكور فهو لمحمد بدر حمدان ومساعد المخرج الدكتور يوسف شاهين والتعاون الفني لهاشم غزال ودراماتورغ ياسر دريباتي.
——————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  اللاذقية- سانا

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *