“ماذا لو لم يكن هناك مسرح”

10423978_10203889591332837_2213819530734614707_n

ماذا لو لم يكن هناك مسرح

ما يدخل الروح ويعبر عنها هو ما يبقى بالذاكرة في النهاية، ما يجعلنا نتفاعل معه بدموعنا، وضحكاتنا وتصفيقنا الحار، ما يرسم بسمة مختلفة على وجهونا تلمس أعماقنا الثرية، ما يخلق لنا جواَ نتقابل فيه مع من أحبوه وأخلصوا له حتى عرفوا كيف يشاركونا مشاعرهم وموهبتهم الصادقة.نختلف أحياناَ في وجهات النظر، ولكن نجتمع بالنهاية على حبه….إنه الـــمـــســرح.

أغمضت عيني بيوم  بعد انتهاء أحد العروض ومع دوي تصفيق الجمهور وتخيلت إذا لم يكن هناك مسرح هل كانت حياتي ستصبح بنفس الشغف؟….هل هنالك ما يُغني عن المسرح؟…أم أنه فريد لا يعوض دوره أحد؟

أؤمن في العموم أن  لكلاَ منا دوره في حياة من حوله  الذي لا يعوضه أحد إياَ كان، وكذلك الفن وفروعه، فلا يوجد أبداَ ما يغني عن المسرح وتفاعل الجمهور مع الممثل، والممثل مع تصفيق الجمهور وانحناءه وتحيته لهم التي تلخص العلاقة المُتبادلة بينهم المبنية على تذوق الفن والاحترام. توصلت بنهاية شرودي هذا  أثناء قديم المخرج لطاقم عمله وتصفيق الجمهور إلى أنه إن لم يكن هناك مسرح:

-لما كان  لنا مُتنفساَ نعبر به عن أنفسنا ونناقش عن طريقه مشكلاتنا ونطرح من خلاله أفكارنا وأحلامنا بهذا التواصل الحي المباشر مع الجمهور

-لما عرفت الكثير من الأصدقاء الذين أضافت صداقاتهم لي معانِ جديدة للحياة لم ألحظها من قبل.

 

-لما حاورت العديد من المخرجين والمسرحيين ورأيت بأعينهم  هذه اللمعة الحالمة التي تقول كل شىء.

-لما فهمت أن هناك أشيائاَ بالحياة يمكن أن تعتبرها كأبنائك بالضبط الذين ترعاهم وتصب عليهم من المجهود والحب صبا كي ينجحوا ويتفوقوا بالحياة ويرفعوا من شأنك عالياَ (كعرضك المسرحي مثلاَ)

-لما وجدت مادة للكتابة أحلى من الكتابة عن المسرح وأحداثه بفترة من فترات حياتي.

-لما وجدت ما يكسر خجلي الزائد بهذا الشكل السريع والذي كان يؤرقني كثيراً قبل تعرفي على هذا العالم.

-لما شعرت بمتعة مشاهدة العروض المسرحية المختلفة التي تترك أثراً بالوجدان يختلف عن أي شىء أخر.

-لما تعرفت على أبواب الدنيا بحلوها ومُرها، وخيرها وشرها-فحقاً ما الدنيا إلا مسرح كبير- فإن أردت دخول نموذجاً مُصغراً لهذا العالم، فعليك بالمسرح..-

أفتح  عيني أمام خشبة المسرح  من جديد طاردة هذه الفكرة المُرعبة من ذهني مستكملة تصفيقي مع الجمهور بانتهاء العرض الذي كنت أشاهده داعية دوام هذا التصفيق والاستمتاع وازدهار المسرح ليس ببلدي أو على مستوى العالم العربي فقط، ولكن على مستوى العالم بأكمله.

إسراء سيف

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *