ماحدث اليوم في استقبال الخالد يوسف العاني/كاظم نصار

وتشييعه في شوارع بغداد مفخرة يستحقها هذا الفنان الذي ظل عراقيا حتى النخاع … هرعنا جميعا لاستقباله في المطار لنلقي عليه نظرة الوداع الاخيرة ..كان كل منا يتذكر ماثره الشخصية معه ..ماجرى اليوم هو انتزاع شعبي لقيمة الفن وقيمة العراقية التي في الفنان مضافا اليها سيرته الفريدة وابداعه ورموزيته ..لايستطيع اي منا ان ينتزع هذا الاستقبال الرئاسي في حياته اوموته دون ان ينذر حياته وروحه للفن ويبقى مؤثرا وحاضرا ويكون رمزا شعبيا يدخل البيوت منذ 70عاما …كنت اقول للفنانين المعزين في طريقنا للمطار ان قيمة العاني الاهم انه مسك بيد السينما والمسرح والدراما التلفزيونية واخذها برفق من عليائها ونخبويتها الى حضن الناس وبيوتهم ..في المسرح (فلوس الدوة )و(اني امك ياشاكر )تغدو وكانها بحث في القاع المجتمعي العراقي ولو خيرت الناس بين ان تذهب الى مسرحيات مثل (يوربيدس عائدا )وبين شعبيات العاني ستختاره ملكا متوجا على قلوبهم لانه الاقرب لرعبهم وفقرهم ومعاناتهم عقودا وليال ….ابو يعقوب كان حاكما ورئيسا ولكن من دون انقلاب عسكري ولامحاصصاتي فالناس هي من اختارته زعيما للفن وامينا لسر احزانهم وامالهم ….
ماحدث اليوم من هيبة ووقار لجثمانه وروحه لحظة فارقة في تاريخ الفن في البلاد ولرموزه ومبدعيه وعراقيتهم حتى ولو بعد حين ……لنا العزاء وله فضاء الجنة الاوسع ……

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *