ليلك ضحى .. غيتار ومسرح يواجهان التطرف والظلامية / مروة السنهوري

نشر : محمد سامي موقع الخشبة

تعالج مسرحية ليلك ضحى – الموت في زمن داعش التي عرضت ضمن مناشط أيام الشارقة المسرحية مسألة التطرف الديني عبر قصة حب عنيفة بين شاب وفتاة يدرسان في كلية الفنون سوياً، التحق الشاب بقسم المسرح فيما درست هي في قسم الموسيقى، هو مسلم وهي مسيحية.
يقرر البطل والبطلة الزواج بعد التخرج، لكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن، إذ جرى تعيين الشاب في قرية تبعد 500 كم عن العاصمة بينما عينت الزوجة في العاصمة لذلك سعت إلى الانتقال للقرية التي يعمل فيها زوجها «تل القمح».
يفتن أهالي القرية بالفتاة التي تحمل آلة الغيتار والشاب الذي يعلم الأطفال المسرح، وبعد تصاعد الأحداث تقع القرية تحت سطوة المتطرفين، وهنا يقع الزوجان في قبضة الإرهابيين والذين يعرفون صدفة أن الفتاة مسيحية وزوجها مسلم وهما بالنسبة لهم زنديقان كافران كونهما يعملان في مجال المسرح والموسيقى.
ومن المفارقات التي تسردها المسرحية أن الحارس الذي كان يقف على سجنهما كان شاباً في الـ 16 من عمره وكان طالباً لدى الزوج يدرس المسرح.
تتطور الأحداث حتى تنتهي بإقدام الشاب والفتاة على الانتحار في السجن بعد أن تسلل اليأس إلى قلبيهما وانتهى العرض بتراجيديا حزينة كسرت أفق التوقع لدى المتلقين، بعد ملامسة مفارقة الحياة ونهاية الشر ضمن أبعاد اجتماعية لها دلالاتها الموحية في صراع درامي مؤثر تفاعل معه الجمهور.
وليلك ضحى من تأليف مخرج العمل الفلسطيني غنّام غنّام والذي سبق له الفوز بجائزة الإبداع في الأردن عام 2016 وترجمت المسرحية إلى اليابانية عام 2017.
تميز الأداء التمثيلي بمستوى عالٍ من الإتقان والقدرة على التحرك برشاقة في فضاء المسرح المفتوح بانسجام مع الموسيقى، النص والإخراج.
وكانت اللغة بطلة العرض واتسمت بسلاسة التنقلات حاملة كل دلالات البيئة على مستوى الخطاب اللغوي الذي أغنى بؤرة الحدث على صعيدي البيئة والمكان.
واتسم التصاعد القصصي بالتسلسل على مختلف مسارات النص وتكويناته التي كتبت بجودة سردية عالية وتنفيذ إخراجي متقن بفواصل موسيقية وغنائية مثلت متنفساً للمتفرج ومتعة في المتابعة.
وربط بين عناصر العرض المسرحي هارموني فريد من نوعه بين الأداء التمثيلي والبنية القصصية للنص والإضاءة والموسيقى وتماسك النص ما دعم رؤية المخرج وأوصل الفكرة للحضور.
وأكد المخرج أن الدلالات المبثوثة في عنوان العرض قد تبدو متشظية وجامعة في الوقت ذاته لتفاسير عدة لأن كلمة «ليلك» يمكن أن تحيل إلى وردة ليلك وقد تحيل إلى الليل وهي أيضاً الشخصية النسائية الرئيسة في العرض.
أما كلمة ضحى فتحيل إلى الأوقات الأولى من الصباح وتمثل أيضاً الشخصية الذكورية الرئيسة.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *