لم يفقد المسرح بريقه وشعبيته في أوروبا / عصمان فارس

عند التعامل والاشتغال في المسرح الحديث،أولاً علينا أن ندرك ما هو الغرض من المسرح وماذا كان ، وما تغير في هذا السياق؟. يعود تاريخ المسرح إلى العصور القديمة وعهد أرسطو،المزيد والمزيد من الكتاب والمفكرين والمخرجين يفكرون ماذا نجعل من المسرح ؟ ما هو وكيف يمكن الحصول على أفضل إخراج للجمهور لكي لايفقد المسرح شعبيتة ؟. لهذا الغرض ، صاغ أرسطو الطلب على الوحدات الثلاث من الزمان والمكان والعمل بالإضافة إلى شرط الحالة.كما تطورت العديد من النظريات الفرعية.ماذا كان الغرض من المسرح؟كان فريدريش شيلر يعتبر المسرح “مؤسسة أخلاقية للتحدث عن الحس التعليمي للمسرح” ،كان المسرح أكثر من ذلك بكثير! خاصة فيما يتعلق بوسائط الإعلام في الماضي ، يمكن القول بوضوح أن المسرح قد ساهم بشكل كبير في الترفيه هناك شيء واحد مؤكد: في الأوقات التي كانت فيها السينما والإنترنت غير موجودة ، كان المسرح شكلاً من أشكال الترفيه.المسرح الحديث من الترفيه إلى الثقافة حتى في عصرنا ، لا يزال المسرح والذوق الخاص يستخدمان للترفيه ولكن في الوقت نفسه يوجد أيضًا عنصر ثقافي مضاف. يمكن أن يُقال ،خاصة عند النظر إلى الجمهور ،أن زيارة أحد المسارح لها خصوصيىة وموقف مختلف عما كانت عليه قبل ٢٠ أو ٥٠ أو ٢٠٠ سنة. وفي  أوقات التلفزيون والإنترنت وخدمات البث القانونية ، ليس من الضروري ترك المنزل للترفيه. بالنسبة لمعظم الناس ، لكنها أصبحت زيارة المسرح الآن من المعالم الثقافية، خاصة في البلدان الاوروبية وفي بلد مثل ألمانيا يتضمن المشهد الثقافي في ألمانيا حوالي ٣٠٠ مسرح وأكثر من ١٠٠ فرقة أوركسترا محترفة.ومجموعة واسعة من العروض الثقافية هذه النتيجة ليست مفاجئة. والمسارح المملوكة للقطاع الخاص ليست بأي حال أدنى من مسارح الدولة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ألمانيا والمعروف عن مهرجاناتها الشهيرة (كما مهرجان فاغنر، مهرجان كارل مايو، مهرجان لوثر)، التي تنص على تجربة المسارح الخاصة جدا في حين يقدمون ويروون قصصا وحكايات ألمانية فقط،المسارح و دور التمثيل في ألمانيا دراما مسرح برلينر،تقع أشهر المرافق المسرحية في المدن الألمانية المعروفة فرقة هامبورغ الألماني مسرح برلين مكسيم غوركي مسرح برلين ومسرح شتوتغارت وميونيخ ومسرح هامبورغ والمسرح الوطني في لايبزيغ ،  الفنانين المسرحيين حول العالم يقصدون  برلين.فعلآ تعتبر المانيا جنة اوروبا في المسرح،لا ينتهي المسرح الألماني عند الحدود السياسية لألمانيا ، بل يعني المسرح القائم على لغة مشتركة وخيال فني مشترك. النمسا وجزء من سويسرا وكل مهرجانات المسرح في الدول الاوروبية بوجود مخرجين كبار ومبدعين ألمان أمثال فرانك كاستروف، وأوستر ماير،وفالك ريختر.

المخرج الالماني فالك ريختر والرعب السياسي
في مسرحية الخوف هناك شخصيات فجة وأراء سياسية سيئة ومضحكة وخطب وشعارات وأصوات عنصرية ونازية جديدة معادية لكل الاجانب واوهام السياسي الغبي وهو يجيشْ الشارع لمعاداة الزومبي أو مايسمونه هم الاجانب المتسكعون وشعارات الكراهية والعدوانية،وبسبب هذه الاوهام ولد الخوف والرعب وحرق مخيمات اللاجئين ،الخوف من تهديد وطنهم الالماني وحضارتهم وتأريخهم ،ويقفون في الشوارع وهم جماعة بغيدا وهم يرددون شعارات ضد الاجانب والمثليون جنسيآ ،شعارهم الحفاض على المواطن الالماني هذه الاحزاب الشعبوية تحمل بذور النازية الجديدة يعيدون رعب الماضي وأمجاد جنون العظمة،فالك ريخترعلى “مسرح شاوبونه” في برلين، قدّم المخرج والكاتب الألماني فالك ريختر والراقص ومصمم الرقص أنوك فان ديجك مسرحيتهما الجديدة “احمِني”  التي تطرقت إلى الكوارث النفسية والاجتماعية والغريزية .بدأ المسرحية ببقع ضوئية على ممثلين مبعثرين على خشبة المسرح وأمام كل منهم ميكرفون. تفتتح ممثلة العرض بقولها: “من الآن فصاعداً لن يصبح أي أحد مسؤولاً عن أي شيء”. ويقع الممثلون جميعاً ميتين بعد إطلاق أعيرة نارية عليهم، ثم يقفون فينهال عليهم الرصاص، وينهضون ويموتون، وهكذا.فالك ريختر المسرح السياسي في مواجهة الاحداث ،أن المسرح بمثابة إمكانية لتعميق إدراك البشر بالواقع، المسرح والعولمة،يشتبك فالك ريختر براديكالية شديدة مع تلك البنية التسلطية التى يقبع داخلها الإنسان الحديث،المسرح والتفاعل مع الحياة، عبر الاسواق والمولات والانترنيت والمطاعم والتسوق والاعلام والدعاية والاعلانات وعالم الماركات والتكنولوجيا والسيلفي والموبايل، عالم متطور ومرعب كيف يواجه المسرح هذا العصر الجديد؟،عالم السوشيال ميديا وترويج الاخبار الكاذبة وتضخيم الاحداث،والانسان يعيش في فزع وخوف وقلق ويتحول الى مجرد رقم في أي لحظة،زمن بائس وزمن تعيس فقدنا فيه لغة الحب،النظام العالمي الحالي غير عادل بأي صورة، والأمن فيه مسألة وهمية. الفزع والإرهاب يضيع الحقوق الفردية بحجة صالح المجموع، سباق التسليح يزداد جنونًا، ويوما بعد يوم يزداد انحدار الوجود البشري. وقد حاول  فالك ريختر زيادة وعي البشر بالواقع الآن، والدفع لتغييره عبر مشاهد صادمة أحيانًا، وألعاب لغوية أحيانًا، وهو لا يتبع وصفة معينة أو “مانيفستو”، وشخصيات مسرحياته لا تؤكد أن الأشياء غير قابلة للتغيير، لكنها تقول للمشاهدين أنهم؛ هم أنفسهم، يمكنهم تغييرها، وهنا تظهر وتضيء مساحة عريضة للحلم.يخلق فالك ريختر عوالمه بجماليات خاصة -وإن كانت لاذعة أحيانًا-، لا يعتمد على الحدث ونموه فقط، بل يعتمد على العاطفة الإنسانية وكشفها.يبحث فالك ريختر عن الطابع الإنساني للحياة، بعيدًا عن هوس الاستهلاك وروتينية العمل وسيطرة الميديا.يقدم فالك ريختر مسرح مشحون بالسياسة،الفنانون يصنعون الفن والفن الاخر .ولد فالك ريختر في مدينة هامبورغ سنة ١٩٦٩ ،ودرس الفلسفة والمسرح.لماذا كل هذا الخوف والرعب في بلد حر ومفتوح ومتنوع مثل ألمانيا؟المسرح والتفاعل مع الحياة، عبر الاسواق والمولات والانترنيت والمطاعم والتسوق والاعلام والدعاية والاعلانات وعالم الماركات والتكنولوجيا والسيلفي والهاتف النقال ، عالم متطور ومرعب كيف يواجه المسرح هذا العصر الجديد؟،عالم السوشيال ميديا وترويج الاخبار الكاذبة وتضخيم الاحداث،والانسان يعيش في فزع وخوف وقلق ويتحول الى مجرد رقم في أي لحظة، زمن بائس وزمن تعيس فقدنا فيه لغة الحب،النظام العالمي الحالي غير عادل بأي صورة، والأمن فيه مسألة وهمية. الفزع والإرهاب يضيع الحقوق الفردية بحجة صالح المجموع، سباق التسليح يزداد جنونًا، ويوما بعد يوم يزداد انحدار الوجود البشري. وقد حاول فالك ريشتر زيادة وعي البشر بالواقع الآن، والدفع لتغييره عبر مشاهد صادمة أحيانًا، وألعاب لغوية أحيانًا، وهو لا يتبع وصفة معينة أو “مانيفستو”، وشخصيات مسرحياته لا تؤكد أن الأشياء غير قابلة للتغيير، لكنها تقول للمشاهدين أنهم؛ هم أنفسهم، يمكنهم تغييرها، وهنا تظهر وتضيء مساحة عريضة للحلم.يخلق ريشتر عوالمه بجماليات خاصة -وإن كانت لاذعة أحيانًا، لا يعتمد على الحدث ونموه فقط، بل يعتمد على العاطفة الإنسانية وكشفها.يبحث فالك ريختر عن الطابع الإنساني للحياة، بعيدًا عن هوس الاستهلاك وروتينية العمل وسيطرة الميديا.في بلد مثل ألمانيا يعتبره الكثيرون بلدًا حرًا ومفتوحًا ومتنوعًا ، يتحرك الخوف. الخوف من الغريب ، الخوف من الانقراض ، الإلغاء ، الغربة ؛ ليتم وكذبه  السياسة والإعلام. الخوف من الأقليات المطالبة بحقوق متساوية  ، وفقدان الامتيازات الخاصة بهم. ومن هذا الوحش الذي يصدر كل هذه المخاوف والخطابات القريبة من شعارات النازية ; ولد فالك ريختر في هامبورغ عام 1969 ودرس اللغويات والفلسفة والمسرح.كلنا نتطلع الى الامن والامان والاستقرار مسرحية أمن للمخرج الالماني فالك ريختر، ماذا نمتلك ونعيش حالة من الفزع والخوف والشعور بعدم جدوى الحياة في ظل البطالة وتنامي العنصرية والفاشية الجديدة والتطرف والارهاب وتقلبات الطقس وإنحراف الشباب ؟ماذا يحصل من زلازل طبيعية وسياسية لكوكبنا الجميل ؟كل هذه الاسئلة عالجها المخرج فالك ريختر من خلال عرض مثير للجدل وتكنولوجيا المسرح المعاصر من خلال جسد الممثل والسينوغرافيا واستخدام السينما من خلال العرض المسرحي يتم دمج الفيديو والنص والرقص والموسيقى ،يعمل المخرج المسرحي الألماني الشهير فالك ريختر.

______________

المصدر / ايلاف

موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *