(كايرو شو).. نبارك.. ونسأل / محمد الروبى

من الطبيعي أن يفرح كل مسرحي مصري بخبر تدشين شركة إنتاج مسرحية جديدة، ومن الطبيعي أن تزداد الفرحة حين يعلم أن الشركة الجديدة ستبدأ بعروض مسرحية لكبار نجوم مصر، ومن الطبيعي أن الفرحة تصل إلى عنان السماء إذا ما كان من بين المسرحيات الجديدة “الملك لير” (أيقونة شكسبير) وببطولة النجم يحيى الفخراني (استثمارا لنجاح سابق حققه الفخراني بالشخصية نفسها في المسرح القومي).
كل هذه الأخبار وغيرها تجعلنا نحتفي ونبارك للشركة الجديدة المسماه “كايرو شو” ولمديرها والشريك الأكبر فيها المخرج والمنتج السينمائي “مجدي الهواري”. فأن تبادر بالإنتاج المسرحي في مصر والآن هو بالتأكيد شيء يستحق الشكر والمباركة.
ولكن.. وآه منها هذه الـ(لكن).. لفت نظري في بيان الشركة الصحفي عدد من النقاط، أردت أن أشارك أصدقائي المسرحيين مناقشتها والسؤال عنها، والسؤال موجه أولا لأصحاب الشركة فهم الأجدر بالإجابة.
إن أول ما لفت نظري في بيان الشركة الذي جاء بغرض (إعلان أسماء مؤسسيها وخطة عروضها لعام 2019)، هو الوصف الذي جاء في بداية البيان وتكرر كثيرا خلاله، وهو (أول كيان مصري لصناعة الترفيه في مصر)!
هنا كان لا بد لي من التوقف للسؤال: ما المقصود من (صناعة الترفيه)؟ ومن أين جاء هذا الوصف الغريب (الترفيه)؟ ولماذا وصفت الشركة نفسها بـ(أول كيان)؟ وعلى أي أساس جاء هذا الترتيب (أول)؟
“صناعة الترفيه” ستحيلنا بلا مواربة إلى أول مرة سمعنا فيها هذا المصطلح، حين قرأنا خبرا عن تولي السيد ترك آل شيخ منصب (رئيس هيئة الترفيه) بالشقيقة المملكة العربية السعودية بعد أن قدم استقالته من رئاسة (هيئة الرياضة) بها.
وحينها أذكر أن وصف (هيئة الترفيه) قد أثار لدى البعض منا – هنا في مصر – سؤالا عن معناه.. فهل يعني (الفن) باعتباره (ترفيها) أم يعني الثقافة بشكل عام باعتبارها أيضا (ترفيها)؟.. لكن جميعنا اتفق أن لكل دولة حريتها في أن تختار من الأوصاف والصفات ما يتناسب ومجتمعها وفهمه، ومن ثم فلسنا معنيون بالتسمية، إلا أن السؤال سيصبح ضرورة حين يلصق بشركة (مصرية) تعمل في مجال (الفن المسرحي)، فلماذا اختارت الشركة (المصرية) هذا الوصف لتعلنه مجال عملها؟.. والآن تحديدا.
قد يبدو الأمر شكليا عند البعض، وقد يقول “يا سيدي ترفيه أو لا.. ليست تلك هي المشكلة.. المهم ماذا ستقدم”.. وأقول بل تلك هي المشكلة، فعنوانك لا يدل فقط على ماذا ستقدم.. ولا على كيف تنظر إلى معنى ما تقدم (ترفيها أم تنويرا)، ولكن أيضا من الذي سيقدم؟.. العناوين والصفات لا توضع جزافا.. هكذا علمنا الفن.. لا شيء فيه مجاني وبلا سبب.. فهل سنعرف السبب قريبا؟.. أظن.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *