في العرض المسرحي 1-1=2 .. الحيوات التي تخلّفها الحروب بعيداً عن المنطق والعدالة

حاول مجموعة من الشباب أن يثبتوا أن المسرح الجاد ليس حكراً على النخب الفنية، ورغم ان هؤلاء الشباب مازالوا في طور التعلم إلا أنهم استطاعوا تقديم أهم عرض للمسرح الجاد عرف حتى الآن، الذي أقيم مساء يوم الإثنين الفائت على خشبة المسرح الوطني بحضور جماهيري مميز، العرض بعنوان “1-1=2” تأليف حيدر عبد الله الشطري وجبار صبري، إخراج كرار الميساني وتمثيل مجموعة من طلبة معهد وأكاديمية الفنون الجميلة ، العمل يتحدث عمّا خلّفته الحروب من أفراد عاجزين، ويجسد صورة الفرد العراقي وخاصة فئة الشباب الذين أثقلتهم الحروب واستهلكتهم.
قالت الممثلة الشابة زهراء أحمد “حرصنا بفترة قصيرة جداً على حضور بروفات العمل بشكل مبكر، كُنا نقوم بالتمارين في غرفة ضيقة وبجهود استثنائية، الحمد لله استطعنا وبإدارة المخرج كرار الميساني ان نحقق نجاحاً منقطع النظير.”
العمل يُجسد واقعنا العراقي بكل تناقضاته ونسبه اللامنطقية والمخطوءة ، يذكر كرار الميساني مخرج العمل “أن العمل ومن اسمه يوحي بمدى التناقض الذي يعكس الواقع العراقي.” وأشار الميساني مُتحدثاً عن أبطال العمل وقال ” إن أبطال العمل أغلبهم من طلبة معهد الفنون الجميلة، بعضهم ايضا طالب في أكاديمية الفنون ولكنهم يوحون بوجود مستقبل مميز للفنان المسرحي العراقي، وقد عملوا بروح الفريق الواحد ما منح العمل نجاحاً استثنائيا.”
الممثلة الشابة صفا نجم تتحدث عن دورها قائلة ” حاولت أن أجسد شكل الحرب في دوري في هذه المسرحية، وأعتقد أنني تمكنت من أن أكون الحرب بضجيجها وخوفها وشكلها الآلي المشوه وصوتها الأجش الذي خدم المسرحية كثيرا وأعطى نبرة وجع مضاف الى النص كما اني تحركت في مساحتي بطريقتي وأسلوبي الخاص وأعتقد أني كونت من خلال هذا العمل فكرة عن طريقتي الأدائية وأسلوبي في تجسيد الدور.”
كما جسد الشاب طه الموسوي دور الجندي في الحرب، واستطاع من خلال دوره ان ينقل الصراعات التي يعايشها الجندي فيقول الموسوي” جسدت معاناة اي شاب تجرفه الحروب وتفرض عليه الدخول في صراعات هو في غنىً عنها، وقد جعلت من “بسطال الجندي” أداة للدق على الدماغ البشري وهذه رمزية ذكية في الإخراج نحاول من خلالها ان نجسد نوع الندم الذي ستعايشه الحكومات والشعوب التي تخوض الحروب.”
كاتب العمل حيدر عبد الله الشطري الذي شارك المؤلف جبار صبري في كتابة مسرحية 1-1=2 تحدث عن العمل قائلاً “حاولنا من خلال هذا العمل أن نقدم شيئاً جديداً مثل العناية بفن الجسد وحركات الجسد التي تغني عن الكلام في العرض المسرحي، فمن شاهد العمل سيجد أننا ركزنا كثيراً على أداء الجسد.” مشيراً الى ان “هولاء الشباب استطاعوا أن يبرهنوا على أن المسرح الجاد ربما يخفت لقلة مرتاديه لكنه لايموت وعلى الجهات المعنية أن تفكر ألف مرة بهولاء الشباب من حيث الدعم والرعاية والأبوّة للمحافظة على هذه الثلة التي تريد أن ترجع المسرح الى سابق عهده في الريادة العراقية والعربية وربما العالمية.”

________________

المصدر / المدى

موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *