فى دورته الـــ24 الطابع الكلاسيكى يغلب على العروض المصرية بالتجريبى..

المصدر : روز اليوسف : نشر محمد سامي موقع الخشبة

للعام الثانى على التوالى تتجاهل لجنة مشاهدة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى أحد العروض صاحبة التجربة الفنية المختلفة والإبداع المغاير، كان من بين أعضاء اللجنة الكاتب أبو العلا السلامونى رئيسا، الدكتورة سامية حبيب، سلوى محمد على، ياسر علام، إبراهيم الحسينى حيث غلب الطابع الكلاسيكى على العروض المصرية هذه الدورة فمن مسرح الطليعة يشارك عرض «يوم أن قتلوا الغناء»، إخراج تامر كرم، و«الجسر» إخراج وليد طلعت إنتاج الجامعة الألمانية والعملان كلاسيكيان للغاية ومتشابهان فى المدرسة الإخراجية فضلا عن أن العرض الأخير يحتوى على مشاكل كثيرة فى الإيقاع والتمثيل بالإضافة إلى عرض «قواعد العشق الأربعون» إخراج عادل حسان وإنتاج مسرح السلام.

باستثناء العرض الأخير حكم اختيار اللجنة الشرط الذى تنص عليه لائحة المهرجان وهو اختيار العرضين الفائزين بالمهرجان القومى للمسرح المصري، وكذلك عرض «السفير» الفائز بجائزة مهرجان نوادى المسرح من محافظة الفيوم لكن ماذا لو كانت هذه الأعمال غير ملائمة لفلسفة المهرجان وماذا لو كان فوزها محكوم فقط بإطار المسابقة التى قدم خلالها؟!، وبالتالى وجب على إدارة المهرجان إعادة النظر فى هذه اللائحة لأنه بهذا المنطق قد تفرض المهرجانات المحلية طابعها الخاص على التجريبى الذى يعتنى فى المقام الأول بالعروض صاحبة التجارب المسرحية الجديدة، وهذا العام أنتج مسرح الطليعة عرض «الجلسة _ شغل عفاريت» تأليف وإخراج مناضل عنتر، قدم فيه مناضل تجربة جديدة على المسرح فى الموضوع المطروح وفى حرفة دمج التعبير الحركى بالتمثيل المسرحي، فتناول العمل أزمة الإيمان والاعتقاد بالمس الشيطانى وربطها برواية مريم المجدلية والسيد المسيح وعلاقتها بالأديان بشكل عام، فإذا احتوى النص على بعض النواقص هذا لا يحرمه من أحقية المشاركة ضمن فعاليات المهرجان خاصة وهو العرض الأنسب لأجواء التجريبى فى الشكل والمضمون، بجانب تميزه على مستوى الإخراج والتمثيل والتعبير الحركى على وجه الخصوص الذى صممه عمرو البطريق، ففى هذا العمل قدم البطريق تجربة مهمة تستحق الالتفات بشغله على جسد الممثل باعتباره جزءًا أصيلًا من البناء الدرامى فالممثلون جميعا اتقنوا الأداء الحركى كما لو أنهم أعضاء بفريق الرقص المعاصر، لكن تجاهلت اللجنة هذا العمل الجديد، وكأن لجان المشاهدة بالتجريبى تتعمد العمل خارج الإطار الفلسفى للمهرجان برفضها كل إبداع مختلف..!
تكرر نفس الموقف العام الماضى مع عرض «الخلطة السحرية للسعادة» إخراج شادى الدالى وإنتاج مسرح الهناجر، رفضت اللجنة مشاركة العرض، فى حين أنه كان من أفضل الأعمال التى قدمت فى مجال التجريب لعام 2016 على كل عناصر العرض المسرحى سواء فى التمثيل، الحكى، الكتابة المسرحية، الإخراج، الغناء ففى هذا العمل على وجه التحديد استغل المخرج صوت المطربة فاطمة محمد على بشكل مختلف تماما عن كل الأعمال المسرحية التى سبق وأن شاركت بها!!
يفتتح المهرجان فعاليات دورته الرابعة والعشرين فى الفترة من 19 وحتى 29 سبتمبر الجارى ومن العروض المصرية المشاركة أيضا خلال هذه الدورة «التجربة» إخراج أحمد عزت لفرقة مكتبة الإسكندرية، «شامان» إخراج سعيد سليمان لفرقة مسرح الغد، «نساء بلا غد» إخراج نور غانم إنتاج المعهد العالى للفنون المسرحية، أما من العروض العربية «ظلال أنثى» لفرقة المسرح الحر الأردن إخراج إياد الشطناوى، من العراق «انفراد» إخراج بديع نادر خلف لفرقة عشتار، «عربانة» للفرقة الوطنية للتمثيل إخراج عماد محمد، بينما تشارك فرقة دها وسا المغربية بعرض «بلا سمية» للمخرج أحمد حمود، ومن المغرب تشارك المخرجة أسماء هورى وفرقة أنفاس بعرض «خريف»، و«ليلة خريف» إخراج سيرين أشقر من تونس، «نساء بلا حب والمقاومة» إخراج فتحى العكارى.
من العروض الأجنبية يشارك من جورجيا عرض «الشقيقات الثلاث»، الحيوات السرية لزوجات بابا سيجى» كينيا، «معالجة جديدة لـ«عطيل» بلجيكا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية تشارك عروض «بريفاتوبى»، و«وفاة بائع متجول»، «انطلقوا»، ومن السويد عرض «فى قلب الحدث»، «ميديا» و«رحلة فوق المدينة أرمينيا»، «تسعة ونصف حب» الصين، «ماسكارا ضد كابيليرا» المكسيك، «زمن التعجب» روسيا، «قفص رقم واحد..طائر رقم اتنين»  شيلى.
يكرم المهرجان هذا العام الألمانية إريكا فيشر أستاذ الدراسات المسرحية بجامعة برلين الحرة، الناقد المسرحى المغربى د.حسن المنيعى، مارفن كارلسون أستاذ المسرح والأدب المقارن والدراسات الشرق أوسطية بجامعة نيويورك، المخرج الصينى مينج جين خوى، واسم الراحل الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، كما تتضمن هذه الدورة برنامجًا ثقافيًا وفكريًا تكريما للمنظرة المسرحية إريكا فيشر بمشاركة باحثين وأكاديميين من مصر وألمانيا والمغرب وبولندا، كما يتضمن البرنامج الثقافى محاور فكرية عن «المسرح بين التراث والمدينة»، تنسيق الدكتورة اسماء يحيى الطاهر على مدى يومين وتتضمن تساؤلات عن التراث والمسرح والمواطنة والأداء وجسد الممثل.
كما ينظم المهرجان عددًا متنوعًا من الورش الفنية منها ورشة «الكتابة المسرحية» لفيمى أوشى فيسان نيجيريا، «محاضرة فى الإخراج المسرحى» مين جين خواى الصين، «دراسة المشهد» جيلر فورمان بريطانيا، «جماليات التدفق هيثم عاصم ألمانيا، «الإضاءة المسرحية» منى كنيعو لبنان، «العيادة المسرحية» جبار خماط العراق، «المسرح الوثائقى» دينينس بوتكس أمريكا، «الموسيقى والرقص المسرحى» نيكولاس كانتيللون سويسرا، ورشة مسرح الشارع إسلام سعيد مصر.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *