عين على المسرح -وزيــــر الــثــقـــافـــة عـــز الــديـــــــــــن مــيــهـــــــــــوبــي من المسرح الجهوي سيدي بلعباس يبرئ اهتمامه الكبير بالسينما على حساب المسرح … ويكشف الضائقة المالية بالقطاع الثقافي- بــقــلـــم : عــبـــاســـيـــة مـــدونــــي –ســـيــدي بــلــعـــباس-الــجـــزائـــر

في زيارة تفقدية للسيد ” عز الدين ميهوبي” وزير الثقافة اليوم الأحد الى مدينة سيدي بلعباس ، التي عاين بها العديد من المرافق الثقافية والفنية ، قادته الى قاعات السينما التي أكّد على ضرورة تعيين لجنة لإحصاء عدد القاعات القابلة للعرض مع الكشف على نيّة تدعيم المناطق الداخلية بقاعات سينما ، مع فسح المجال أمام المستثمرين الخواص للاستثمار بهذا المجال الحيوي ، بالإضافة الى زيارته الرواق الفني
“نوارة ” الذي افتتح به اليوم معرض الفن التشكيلي للفنان ” بلخريصات عبد القادر” .

آخر محطاته ضمن الزيارة التفقدية كانت المسرح الجهوي سيدي بلعباس الذي عرف بهوه عرض بعض الأعمال الخاصة بالمرحوم ” علي حفياد” المصور الفوتوغرافي حافظ الذاكرة المسرحية الجزائرية ، ليكون بعدها ركح المسرح شاهدا على بثّ أغنية محليّة لفنّاني سيدي بلعباس جمعت بين الجيلين وتمّ تسجيلها وتصويرها على مستوى فضاء دار الثقافة ” كاتب ياسين ” ، ليشهد الوزير بعد ذلك مقتطفا من عرض مسرحية ” الملك أوديب” لــ” توفيق الحكيم ” وإخراج الحكواتي ” الصادق كبير” لذوي الاحتياجات الخاصة فئة المكفوفين ، أين يعدّ العمل ثاني تجارب المسرح الجهوي لسيدي بلعباس في دعمه لهته الشريحة وهي تجارب رائدة على مستوى الوطن والعالم العربي ، وفي ختام المقتطف قام السيد الوزير بتكريم الممثلين من فئة المكفوفين الذين أهدوه بدورهم نص ” الحكيم ” بالبراي ، كما أشرف ذات الوزير على تكريم ثلّة من الوجوه الفنية بالمدينة من بينهم الفنان ” عمر عسو ” ، ” عباس لكارن” وفرقة جمعية مسرح الشباب والطفل سيدي لحسن ، سيدي بلعباس وعلى رأسهم الفنان المخرج ” دين الهناني جهيد” صاحب آخر عمل مسرحي ” أطياف ورقيا” الذي حصد مؤخرا جائزتي أحسن عرض متكامل وأحسن إخراج ضمن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمدينة مستغانم .

بعدها مباشرة كانت الفرصة للسيد ” عز الدين ميهوبي” ليلقي على مسامع الحضور كلمة موجزة كشف من خلالها عن مدى سعادته بزيارة مدينة الفن والراي سيدي بلعباس ، مشيدا بكل المجهودات المبذولة بالقطاع الثقافي على مستوى الولاية ، كما أشاد بالتجربة الرائدة لمسرح سيدي بلعباس في اهتمامه بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، أين شدّد على تسميتهم بــ: ” ذوي القدرات الخاصة ” ، مبرزا اهتمامه بالاشتغال باللغة العربية الفصحى على كذا نصوص ، وقد وعد بالوقوف الى جانب كذا تجارب على أن يضمن مشاركتهم ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي المزمع بعث فعالياته شهر يناير من السنة المقبلة 2017 ، من جهته ذات المتحدث تكلّم بصراحة واضحة عن دور الثقافة وأهميتها في المجتمعات ، وأشار في ذلك الى المادة 38 من الدستور الجزائري التي تنص على أن ” الثقافة حقّ مكفول لكل مواطن ” مشيرا الى أن الثقافة
– مثل باقي حقوق الانسان ، وأشار الى أن كل حقّ يقابله واجب وهو انتاج أعمال ثقافية راقية تستجيب لحاجيات المواطن ، وعلى المواطن أن يدفع للحصول على منتوج ثقافي مناسب ، فالثقافة بذلك لها مقابل ، والدولة توفر شروط انتاج الثقافة ، أمّا المجتمع هو الذي ينتج الثقافة –
وفي هذا أشار الى أنّه لابدّ من دفع مستحقات مشاهدة أي انتاج فني أو ثقافي سواء في مجال المسرح ، السينما ، أو أي نشاط مبرمج مثلما يتمّ الدفع في مباريات كرة القدم لابدّ من ترسيخ سياسة دفع مشاهدة تلكم الأعمال الثقافية والفنية ، وسيتعوّد المواطن على ذلك ، بخاصة وأن القطاع الثقافي يمرّ بضائقة مالية والمؤسسات التي لم تكن تعتمد تلكم السياسية وأغلبيتها دور الثقافة وبعض المؤسسات التي آن الأوان أن تحثّ المواطن على ذلك ، وقد استثنى الوزير في ذلك المناسبات الوطنية وبعض الفئات مثل ذوي القدرات الخاصة كما لقّبهم .

من جانب آخر وضمن حديثه ، أشار بشكل مباشر الى الاتهامات التي طالته في ضوء رعايته واهتمامه بالفن السابع ، أين أنكر ذلك مثبتا أنه وزير ومن مهامه الاهتمام بشتى الفنون من مسرح ، سينما وغناء وغير ذلك ، داعيا ممارسي المسرح وبشكل صريح الى استفزازه بأعمال راقية وذات جودة واستحقاق حتى تنال ذات الجرعات من اهتمامه كما السينما ، مشيرا الى أنّ كل عمل فني أو ثقافي يكون في المستوى المطلوب ويكون جادّا ومعبّرا عن عمق الثقافة الجزائرية سيلقى من طرفه كل الدعم والمساندة ، وسيفرض عليه كوزير الالتفات إليه ودعم أصحابه ، لكن ماذا عن الغلاف المادي الذي صرف مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي ونحن نعيش حالة التقشف ؟
على حساب مهرجانات محلية كمهرجاني سيدي بلعباس وقالمة ، والمهرجان الوطني ، أين ستنظم تلكم المهرجانات بنصف الدعم المعتاد .

وقد أشار الى تميّز المسرح في الجزائر دونما غيره باعتباره مسرح الاشكالية ومسرح السؤال ، فكلّ عرض مسرحي جزائري يفرض على متابعه طرح الكثير من الأسئلة وهذا ما يميزه عن غيره من التجارب المسرحية بالوطن العربي والعالم ، الأمر ذاته الذي يجعل مسرحنا الجزائري يحصد العديد من الجوائز والتكريمات سواء داخل الحدود الجزائرية أو خارجها .

وقد أنكر أن الجمعيات ، التعاونيات والفرق المسرحية بشبابها أنّها تعاني التهميش والتقصير من طرف الوزارة الوصية ، ممتنعا عن الاجابة والتوضيح على أساس أنّ جوابه سيكون مؤلما لكذا جهة ، مبقيا الاشكالية مطروحة في ظلّ ما تتكبده تلكم الجهات بخاصة في اطار الضائقة المالية وما سميّ بسياسة التقشف ، دونما طبعا أن ننكر دعم ذات الوزارة لهؤلاء في زمن البحبوحة ،
فهل ستتكاثف جهود جميع المعنيين من مسؤولين ، فنانين ومواطنين لتخطي الأزمة ؟ حتى ننتج ثقافة مقابل توفير شروط انتاجها ؟؟

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *