عين على المسرح – مهرجان فرحات يامون للمسرح الدولي يواجه شبح إلغاء الدورة الثامنة والعشرون في انتظار التفاف جديّ لبعث فعالياته – بقلم : عــبــاســيــة مــدونــي – ســيــدي بــلــعــبــاس – الــــجــزائـــر

في ظل الجهود المبذولة من لدنّ هيئة مهرجان فرحات يامون للمسرح الدولي الذي تحتضنه جزيرة الأحلام جربة  بتونس الخضراء سنويا ، وأمام عائق انعدام الدعم المادي لبعث فعاليات الدورة الثامنة والعشرون المزمع بعث فعالياتها خلال الفترة الممتدة  من 15 إلى 20 مارس 2018 ، فإن كل الآمال تبقى معلّقة بغية الحفاظ على ذلكم التقليد المسرحي العريق ، والمكسب الفني والسياحي والثقافي إبداعيا في المقام الأول .

مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح ، قبلة للفنانين وللمبدعين من شتى ربوع الوطن      العربي ، وصار منذ سنوات خلت وبخاصة الدورات السابقة تحت ريادة الدكتور الفنان ” زهير بن تردايت ” وكل طاقم المهرجان وجنود الخفاء ، مرتعا خصبا للتلاقي ولتلاقح الأفكار وللإبداع في أسمى معانيه ، وهذا بفضل البرنامج الثري المسطّر سنويا ، وكمّ العروض المسرحية الموزعة على مستوى فضاء دار الثقافة ” فريد غازي” وعديد الفضاءات التي كانت حاضنا لفعاليات كل دورة ، ناهيك عن عدد الورشات المبرمجة بكل دورة ، والندوات العلمية التي تتساوق وشعار كل دورة من عمر المهرجان وفق رؤية فكرية ونقدية واعدة .

ناهيك عن التقاليد المسرحية التي ترسّخت خلال الدورات السابقة ، بفعل توافد الجماهير بخاصة العائلات والأطفال ، والأجانب باعتبار جزيرة الأحلام قطبا  سياحيا واعدا لم ينسلخ أبدا من اهتمامه بالابداع والفن بخاصة أبي الفنون  ، فجمهور جربة الوفي هو الحاضن الفعلي لهذا المهرجان في طبعته المغاربية ، العربية والدولية .

كل هذا ، سيكون قاب قوسين أو أدنى مهدّدا بالتلاشي إذا ما تمّ إلغاء الدورة الثامنة والعشرون من فعاليات المهرجان ، وهذا نتيجة عديد الأسباب بغض النظر عن عدم توفر فضاء دار الثقافة  “ فريد غازي ” التي دخلت حيّز الترميم ، فإن السبب الرئيس الذي يثقل كاهل هيئة المهرجان هو انعدام الدعم المادي الذي يقف حاجزا صلبا أمام كل طموحهم وإرادتهم نحو بعث فعاليات العرس المسرحي الدولي .

وحسب تصريحات الدكتور ” زهير بن تردايت ” فإن الأمر يستدعي تدخلا جادّا وسريعا من لدن وزارة الشؤون الثقافية وعلى رأسها السيد الوزير ” محمد زين العابدين”  فهو المخوّل الوحيد لإنقاذ المهرجان من شبح الإلغاء ، والحفاظ على استمراريته ، الأمر الذي يستدعي تدخلا مباشرا من طرفه ، ردعا للبيروقراطية   الإدارية ، وحفاظا على الأصول والثوابت الجمالية والإبداعية للمهرجان.

هذا وحسب ذات المتحدث  ، فإن فعاليات المهرجان الدولي فرحات يامون للمسرح في دورة 2019 والتي ستكون دورة              ” عياد السويسي” تحت شعار ” منابت الإبداع المسرحي ”  ، وفي انتظار الالتفاف الجديّ حولها ، وإزاء غياب فضاء دار الثقافة ” فريد غازي ” فإن هيئة المهرجان قد خرجت بتصور جديد يقضي ببرمجة عروض تجمع بين فن الحكاية والموسيقى ،    مع استقبال تلكم العروض للوفود المشاركة من تونس ، الجزائر ، المغرب ، مصر ، الكويت ، سلطنة عمان وفرنسا .

ذلكم التصور لدورة 2019 ، قد يفي بالغرض نظرا للظروف الراهنة ، دونما التخلي عن تنظيم الندوة العلمية الدولية بعنوان ” منابت الإبداع المسرحي وفضاءات التكوين “، ناهيك عن تكريم أسماء فنية واعدة  من تونس ومن سوريا.

وعليه ،فإن جزيرة الأحلام جربة الساحرة لن تفتح أبوابها لاحتضان فعاليات الدورة الثامنة والعشرون من مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح إلا إذا ما تظافرت جهود المعنيين ، وتكاثفت الأيادي وتحركت الجهات المسؤولة لفكّ ديون الدورات الفارطة ورصد الدعم اللازم لدورة 2019 ، لتكون في مستوى الحدث الثقافي والإبداعي مسرحيا وفنيا .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *