عرض مسرحية “القلعة “بسينوغرافيا متكاملة

محسن النصار 

مسرحية “القلعة “من اخراج الكويتي علي الحسيني و تأليف الكاتب العراقي عبدالأمير شمخي  عرضت المسرحية في مهرجان المسرح العربي التاسع  في الجزائر وهي من العروض المرشحة على جائزة الشيخ د. سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي .

وتدور أحداث المسرحية حول الأنسان  المندفع والحساس والأنسان الذي  يوحي بالقوة  في متهات الحياة الأنسانية  حيث الوهم والحقيقة، والتي تؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون” لقد ذبحت أحلامي كما تذبح القرابين في التجربة الدموية التي عشتها . تلك هي النتيجة التي آلت إليها، فقد انتزع الآخرون مني كل شئ ، حتى إن روحي ساعة الغروب المحزن تنفصل عن جسدي ، فأراه ممددا كمركب صغير لم يعد صالحا إلا لتحتله العناكب واراها غيما أبيض تمزقه رياح عاتية ( يصرخ ) لقد أغلق الآخرون كل الطرق . وسحقتني العجلات جسدا وروحا وأحلاما ، ولم يعد لي إلا حلم واحد ، غريزة واحدة ، لن أتنازل عنها وأنا أمسك بها الآن”

 

ويبدو أن عرض مسرحية ” القلعة ”  يعني بتلك  الحقيقة الثنائية التي  تمكن العرض المسرحي من  الوصول إليها من خلال  واقعية جديدة من خلال تجسيد  النص المسرحي وأخراجه من  عبثيته من ناحية  الشكل والبقاء على المضمون  ، فكل عناصر العرض المسرحي في القلعة  منسجمة  وتعطي للعرض  القيمة نفسها تقريباً، واصبح المفهوم الثنائي للعرض  كالموت والحياة , والنور والظلام . والمقبرة والجنائن المعلقة ,والممثلين والصور والحوار السردي  والزمن والفضاء أصبح  عالم نستكشفه  خلال  مجريات احداث العرض المسرحي .

وكان الصوت والحركة  والفعل المسرحي ذات التلميح والدلالة والرمز  ,غذت المتلقي بأفكار وفلسفة مختلفة في  كل مضمون العرض المسرحي  فتتابع الحوار والأصوات والصور والحركة أعطت أبعاداً جديدة ومعاني جديدة خلال التحول المستمر في الزمن و الفضاء .. وبالنهاية يصل بنا العرض المسرحي  إلى نتيجة هي  ان الحقيقة نتوصل إليها من خلال الثنائية  والتفاعل بين الممثلين في المكان  والفضاء والزمن ليصبح حالة تعبيرية للواقع الذي نعيش فية  ,كانت جميع هذه العناصر المسرحية  تتفاعل  بقوة  في العرض المسرحي  .

واما الديكور والأضاءة والموسيقى والغناء والأكسسوارات والصور المشهدية، وهندسة وبناء الفضاء المسرحي من خلال الأضاءة المتغيرة الألوان أعطت هرمونية وانسجام متآلف بين المستوى البصري والمستوى الحركي والمستوى السمعي أعطت  سينوغرافيا  متكاملة  ومتميزة  حيث كانت  تقوم على تجسيد الحالات والأنفعالات  وتحويلها إلى واقع مؤثر  عن طريق التجديد  وإعادة الخلق للجو النفسي العام للعرض المسرحي . وبذلك حققت السينوغرافيا الرؤية المتكاملة في عناصر العرض المسرحي كالإضاءة والديكور  والصوت و المؤثرات الموسيقية والغنائية  والملابس ,لتداخل مع رؤية المخرج  لخلق فضاء  العرض المسرحي بمساعدة الأداء المتميز للممثلين بتجسيد الشخصيات  وإعادة خلقها من جديد لتأكيد  الرؤية  المسرحية التي اراد المخرج المسرحي طرحها في العرض المسرحي .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *