سميحة أيوب: وسام الجمهورية مسئولية كبيرة.. واحترام عقلية المشاهد السبيل الوحيد لعودة المسرح

سميحة ايوب

 

آية محمد – المواطن 

أؤمن أن “لكل مجتهد نصيب ومن جد وجد”، حظى طلاب مدرسة ليسية الحرية باب اللوق باللقاء مع سيدة المسرح العربى وأيقونة المسرح الفنانة القديرة “سميحة أيوب”، وذلك في إطار مشروع “الملهم” الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور حاتم ربيع والتحرير لاونج جوته ومؤسسته منى شاهين بالتعاون مع وزارة التربية التعليم، ويشرف عليه بالمجلس رشا عبد المنعم مدير إدارة التدريب.

جاء اللقاء وسط حفاوة واهتمام من الطلبة وتشوق لسماع تاريخ سميحة أيوب الفنى الحافل بالعمل والأخلاق والنجاح والقيم التى يحتاج النشء إلى التعرف عليها حتى يستطيعوا النهوض بذاتهم وبمجتمعهم ووطنهم، وحرص على حضور اللقاء من وزارة التربية والتعليم الدكتور هانى كمال مدير الأنشطة الثقافية، والأستاذة سهير أبو ضيف مدير عام الإدارة التعليمية بعابدين، والأستاذة عبير توفيق مديرة مدرسة اليسية. 

بدأ اللقاء بكلمة الأستاذة منى شاهين مؤسسة التحرير لاونج جوته التي قامت بتعريف مشروع الملهم مؤكدة على رسالته التي تهدف إلى خلق نماذج ناجحة يحتذي بها الشباب، ووجهت رسالة للطلبة تؤكد فيها أن النجاح ليس صعبًا وإنما الأصعب هو الاستمرار فيه، لذا لابد أن نصل إلى شئ مميز فى حياتنا، وعن العمل المسرحى قالت أنه عالم كبير مثله مثل باقي الفنون التي تعتبر وسيلتنا للرقى بالأخلاق وإثقال الروح بكل الجماليات والقيم البناءة، كما قدمت الشكر للملهمة الفنانة سمحية أيوب على مشاركتها في مشروع “الملهم”، كونها ألهمت الجميع بفنها الراقي وتاريخها الحافل بالإصرار والمثابرة، وقالت “نحتاج لأن نفرق بين االقبح والجمال وعلينا البدء بأنفسنا وادراك الطريق الصحيح لكيفية التغيير الحقيقي، ولابد ان نحتذى بملهمتنا التى كافحت حتى وصلت لهذه المكانة العظيمة.

لن نستطيع أن نقدم لطلابنا نموذجا لملهم أكثر اكتمالا من الفنانة القديرة “سميحة أيوب” هكذا بدأت رشا عبد المنعم مدير إدارة التدريب ” كلمة المجلس الأعلى للثقافة”، والتى أكدت فيها على أن ملهمتنا كان الفن الراقى هو اختيارها الذى دافعت عنه حتى أثبتت للجميع أنها أصابت الاختيار، وقد حفل تاريخها بالأعمال الفنية الهامة فقد قدمت 43 فيلمًا، و170 مسرحية عالمية ومحلية وتولت العديد من المناصب التى أثبتت من خلالها أن المرأة المصرية قادرة على القيادة والإبداع فى آن واحد. 

وأعربت د. إيمان محمد وكيل وزارة التربية والتعليم عن سعادتها بوجود الفنانة سميحة أيوب، فهى عظيمة تتلمذت على يد عظيم وهو الفنان زكى طليمات، وقالت أن المدرسة بها مسرح جميل ومن الجيد أن ندعم الفنون فى مدارسنا ونرعى الأنشطة الفنية والثقافية التى تشجع الطلبة على العودة للمدرسة مرة أخرى وتخرج لمجتمعنا نماذج جميلة فى منزلة ملهمتنا اليوم.

وفى نفس السياق أكدت الأستاذة عبير توفيق مديرة مدرسة ليسيه الحرية على أن أولادنا في حاجة للتعرف على التاريخ الحافل بالمصاعب والنجاحات لرموزنا الثقافية لأنهم يفتقدون لمن يوجههم ويصف لهم كيفية الوصول للهدف، وتاريخ ملهمة مثل سيدة المسرح العربى لابد أن يصل إلى هذا الجيل.

وفي كلمتها سردت أيقونة المسرح جزءًا من تاريخها الحافل بالنجاحات والتطورات، قائلة “كل شخص لدية موهبة يجوز أنه لم يكتشفها بعد وعليه أن يبحث داخله محاولا اكتشافها”، حيث أنها كانت في البداية معجبة بفن الباليه ولم تكون تتصور أنها ستصبح ممثلة حتى ذهبت إلى معهد الفنون المسرحية بمحض الصدفة مع زميلتها ولم تكن مهتمة حيث وجدت البنات يتحدثن العربية بطلاقة وهي كانت من مدرسة فرنسية، واعتقد الحضور أنها متقدمة فسألها أحدهم هل تحبين التمثيل وأجابت نعم وواصل من تحبين من الممثلين فقالت يوسف وهبى وليلى مراد وكان بمحض الصدفة يوسف وهبى من ضمن الحضور، وتضيف “بعدها شجعني خالى لأنه كان تنويريًا وخريج السربون، فأكد لى أن المعهد سيثقل موهبتى، وحاول إقناع أسرتى ولم ينجح الأمر فأخذني معه وجاء لي بمدرسين للغة العربية وتقدم مستواى بها بشكل تدريجي”، وفي بداية دراستها بالمعهد تجاهلها أستاذها كثيرًا حتى أعطاها نصًا وسهرت عليه ونفذته بالشكل المطلوب وبعد خمسة عشر يومًا قال لها “لأول مرة ذكائى يخوننى”، وهو من سعى لتكون طالبة نظامية، وكان هو الأستاذ “زكى طليمات” الذى لعبت فيما بعد أهم الأدوار والبطولات فى فرقته المسرحية ، وكانت “أيوب” مؤمنة بمقولة أن” لكل مجتهد نصيب وأن من جد وجد”.

وأضافت أن اسمها لمع مع المسلسل الإذاعي سمارة الذى نجح نجاحا كبير حتى أن المواصلات كانت تتوقف وقت إذاعة المسلسل بالراديو، تولت أيوب فى عهد وزير الثقافة يوسف السباعي منصب مديرة المسرح الحديث، ولم تكن مقتنعة في البداية حتى سمعت خبر عبور قواتنا لخط بارليف ف عقدت جمعية عمومية.

وأعلنت أن خشبة المسرح جبهة موازية سنقاوم من خلالها لمساندة قواتنا واستطاعت خلال 48 ساعة تقديم العمل المسرحى الذى حقق نجاحا مبهرا وشحذ همم المصريين حينها “مدد مدد”مع محمد نوح وعبد الغفار عودة، وبعد ثلاث سنوات كلفها الوزير بالانتقال لإدارة المسرح القومي.

كما حكت سميحة أيوب كيف كانت التكريمات التى نالتها حافزا أكبر على العمل وتحمل المسئولية فقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريمها فى الجامعة بوسام الجمهورية وعنه قالت (أن ذلك الوسام أصبح مسئولية تحملها على عاتقها بأن لا تحيد عن الفن الراقي العظيم)، كما حظيت بأفضل تكريم على المستوى الوطن العربى حيث كرمها الرئيس السوري حافظ الأسد وهو أول من أطلق عليها لقبها الشهير، حين قال لها “تقدمي يا سيدة المسرح العربى”، ومنحها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى كما تم تكريمها من العديد من الدول العربية مثل الإمارات والجزائر، هذا كما نالت وسام فارس من الرئيس الفرنسى جيسكار.

حصلت “أيوب” على جائزة الدولة التقديرية كما حصلت 2016 على وسام النيل وهو أكبر وسام فى الدولة.

—————————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *