“روان حلاوي” تخاطب جسدها على المسرح “إنت عمري”

إمرأة جميلة على الخشبة، جريئة بأدب جم، ومندفعة بحس أنثوي خاص جداً، يجعلها تعترف أن رأسمالها هو شباب جسدها، بينما رأسها يسبح في خيالات الحب الرومانسي ومعنى أن تكون إمرأة وسط بحر من فوضى الرجال. إنها الممثلة والكاتبة والمخرجة روان حلاوي في ثاني عمل مسرحي لها بعد “تلجتين بليز”، على خشبة”مترو المدينة”.
تعترف أنها بلغت 37 عاماً لكنها لن تلبث أن تصير في الأربعين وبسرعة ستكبر وستتغير معالم جسد الراقصة هند، ولن تعود محط الأنظار كما كانت من قبل. هند تحمل همّاً كبيراً على كاهلها هو السن، أو عدوها الأول. إنه مصدر رزقها، والعلامة الفارقة التي تدل عليها، وتوسّع المكان لشهرتها، تسأله ولا يجيبها، وتلحّ في الاستفهام لعله “يبق البحصة” ويصارحها بأن وضعها مختلف ولا خوف من الزمن، طالما أنها مغرومة بهذا الجسد الذي يتعامل مع الأيام متصالحاً مع التجاعيد والترهل وفق ما تقسو عليه صاحبته. إنها تتفقده على الدوام، وتتحدث إليه من دون انقطاع، مخافة أن يكبر في غفلة منها ولا تعود قادرة على تعديل الأمور. المرآة ، والمساحيق وقصّات الشعر المتعددة الأشكال لا تؤتي ثماراً، كل ما في الأمر أنها لا تهزم، إنها إمرأة حقيقية، تقاتل كل تجعيدة وتمحو كل ترهيلة، وتتحدّى الرجال بعينين مفتوحتين وقلب جاهز للحب شرط التقدير الذي تنتظره حيناً لجمالها وحيناً لذكائها. ترقص على إيقاع أغنيات صباح ثم تهز وهي تهتز على إيقاع التحفة الغنائية “إنت عمري” التي تعنيها كثيراً جداً، فمن خلالها تخاطب جسدها بأحلى الأسماء. “روان” لوحدها على الخشبة. تتحدث إلى مساعدها ومدير المسرح وبعض فريقها المحيط بها، وتتحضر بدقة للظهور العلني، ومواجهة جمهورها المتلهف للقائها، العديد من المساحيق تمر  على أطرافها بكثير من الرقة وتتفقد أكسسواراتها ومعنى ابتسامتها وهي بالمناسبة جميلة وساحرة، وتمر الدقائق الـ 45 من وقت العرض كالنسيم العليل أو قبلة الصباح على وجنة الزهور، أو الشعور الدفين من حسناء لا تدري معنى جاذبيتها إلاّ حين يحتضنها صدر الحب.
————————————————————————

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *