رغدة: مسرحية “الأم شجاعة” تكشف الصراع بين المذاهب الدينية

تنتمى النجمة الكبيرة رغدة إلى جيل الفترة الذهبية للسينما المصرية، حيث إنها وقفت أمام معظم كبار نجوم الثمانينيات والتسعينيات، ونجحت فى عمل دويتو سينمائى مهم مع النجم الكبير الراحل أحمد زكى، وقدمت معه عددا من أبرز أعماله منها “كابوريا” و”الإمبراطور” و”أبو الدهب”، كما تعاونت مع عدد من كبار النجوم الآخرين أمثال نور الشريف ومحمود عبد العزيز ومحمود ياسين وسعيد صالح وغيرهم، وتواجدت فى عالم الدراما التليفزيونية، من خلال محطات درامية مهمة. الفنانة الكبيرة تقدم هذه الأيام مسرحية جديدة بعنوان “الأم شجاعة”، وهو النص الذى يحمل إسقاطا سياسيا واجتماعيا على الأوضاع بالمنطقة العربية، عن هذا العرض، وأشياء أخرى كثيرة أجرينا معها هذا الحوار.
 
– فى البداية ما هو سر حماسك لعرض “الأم شجاعة” وكيف جاءت فكرة عودتك للمسرح خلال هذه الفترة؟
 
كنت أرغب منذ فترة التواجد على المسرح، ولكن بشرط وجود نص مختلف أخوض من خلاله تجربة مميزة، لم أقدمها من قبل ووجدته بالفعل فى “الأم شجاعة”، لأن العمل لو كان تجربة عادية فمن المؤكد كنت سأرفضه، لأننى بعد مشوار طويل تشبعت فيه بالأعمال والأدوار والأفكار سواء كانت فى المسرح أو التليفزيون أو السينما، فلا بد أن أجد شيئا جديدا يستهوينى، وهنا أقصد ليس الخاص بدورى فقط، ولكنى أتحدث عن النص بشكل عام، والذى لا بد أن يحاكى ويتطابق مع الواقع الذى نعيشه، فى المنطقة بدون تشنج، وبعد عن الحقيقة، وأنا هنا فى عرض “الأم شجاعة”، أدوس على الجرح، وأعتبره بمثابة صرخة للأنظمة العربية، وهذا ما جعلنى أنتظر عاما كاملا مع المخرج محمد عمر ما بين تحضيرات وبروفات، بسبب جودة النص، وسعدت جدا بالتعاون مع كل فريق العرض المتواجد معى من ممثلين وفرق موسيقية، وغيره، وعلى رأسهم المخرج محمد عمر، فكلنا عائلة واحدة، وهذا أمر مهم جدا فى المسرح، أن يكون هناك تناغم بين كل العاملين، لكن الشىء الوحيد الذى يحزننى فى هذا العرض، هو قلة الدعاية من الجهة المنتجة وهو البيت الفنى للمسرح، فهناك كثيرون لا يعرفون أن رغدة تقدم عرض مسرحى من ألأساس وهذا شىء سيئ للغاية، لأن فى النهاية “ده عرضهم”، وأتمنى أن يتم تصحيح هذا الخطأ خلال الفترة المقبلة.
 
– ألم تتخوفى من تقديمك لعرض مسرحى فى الوقت الذى تغزو فيه الساحة عروض مسرحية كوميدية بوجوه شابة مثل “مسرح مصر” وهذه النوعية من الأعمال التى أصبح يقبل عليها الجمهور؟
 
لم أتخوف على الإطلاق لأننى فى الأساس أقدم عملا ينتمى لأعمال الكوميديا السوداء، فهناك مواقف كثيرة مضحكة يحتويها العرض، وليس طول الوقت ينغمس المشاهد فى الدراما المركبة، وهذا سر استحمالى لفترة طويلة بين بروفات وتحضيرات، وأيضا مشاكل كثيرة واجهتها.
وفى هذا العرض أسلط الضوء على العديد من القضايا المهمة، منها  حرب المذاهب، والاتجار بالأديان، وهذا ما رأيناه خلال الفترة الأخيرة، أن تجد كل واحد قرأ كتابين عامل فيها داعية إسلامي ويحرّم ويحلّل كيفما شاء، وأنا هنا فى العرض أقدم دور تاجرة حرب، لديها عربية صغيرة تبيع عليها كل شىء من الإبرة للصاروخ، فكلما تواجدت حروب واشتعلت تكسب أموالا، وعندما تهدأ الأحوال يُخرب بيتها، فكلما رأت الدنيا أمان وسلام تردد “يا خرابى”، وهذه الشخصية يتواجد منها كثيرون فليس لهم مهنة غير السعى وراء الحروب، واستمرارها هو غايتها ومكسبها، فهناك بالفعل تجار حروب كثيرون، وللأسف هذا واقعنا، وأقصد بهم بعض الشخصيات التى تسعى لهدم الدول العربية رغم أنهم عرب، وألقى من خلال العرض أيضا إسقاطا على دول بعينها.
– بعيدا عن العرض المسرحى لماذا ابتعدتى عن الدراما بعد مسلسل “الشك” رغم نجاح العمل؟
 
لأننى دائما أواجه أزمة فى الورق الذى يعرض علىّ، فلم أجد ورقا جيدا يُمَكننى من الاستمرار، فالدراما التليفزيونية بالنسبة لى منظومة لا بد أن تكون متكاملة، بداية من نص جيد ومخرج شاطر ومنتج قوى، حتى أتمكن أنا ومن معى من تقديم شىء مختلف وله معنى، وأنا حاليا أواصل قراءة نص بعنوان “دار السعادة”، للمخرجة الشابة سارة وفيق، هو فكرتى، وتعمل عليه المخرجة حاليا مع ورشة كتابة، وأتمنى أن يظهر للنور، وسأتحدث عن تفاصيله بمجرد إكتمال عناصره الفنية، وبدء تحضيراته إن أراد الله.
– وهل خاصمتى السينما أم خاصمتك.. أم أن ظروفها الحالية سبب ابتعادك؟
 
فى السينما لم أبتعد بإرادتى، وبالفعل منذ عام تعاقدت على فيلم بعنوان “جامعة الدول العربية”، مع المنتج محمد مراد، وبدأنا تحضيراته المبدئية، وتعاقد عليه أيضا عدد كبير من الفنانين منهم داليا البحيرى وماجد الكدوانى وميس حمدان وغيرهم، ولكن توقف فجأة، ولم يحدث بشأنه أى جديد حتى الآن، وأتمنى أن يظهر العمل للنور، خاصة أنه يتطرق لحدوتة اجتماعية مهمة، حيث تدور أحداثه فى يوم واحد، وهو وقفة عيد الفطر، ويستعرض العمل المجتمع المصرى بجميع شرائحه، وبمختلف تناقضاته فى مساء هذا اليوم.
 
– لماذا تعيش رغدة فى كثير من الأحيان فى عزلة وتنغلق اجتماعيا على نفسها ويقل ظهورها.. بل وينعدم فى المناسبات الفنية؟
 
طيلة حياتى وأنا ماليش فى “الهيصة والظيطة”، فكنت أنتهى من تصوير أعمالى وأعود للمنزل مباشرة، وهذا ليس معناه أننى منغلقة على نفسى اجتماعيا، أنا لى صديقات مقربات منى للغاية لكن ليست كثيرات منهن حبيبتى يسرا صاحبتى وجارتى، وإلهام شاهين نتواصل أنا وهى تليفونيا بشكل مستمر، وأيضا تجمعنى صداقة وطيدة بكل من الفنانة القديرة سميحة أيوب والفنانة سماح أنور.
 
– وهل صُدمتى فى أحد من أصدقائك؟
 
اتصدمت فى كثيرين، لكننى تعودت على هذا الأمر وأصبح بالنسبة لى أمرا عاديا، لأن فى النهاية مفيش حد اسمه “ما اتصدمش فى بعض أصدقائه”.
 
– نهاية كيف ترين الساحة الفنية الآن.. وما هى التغييرات التى طرأت عليها من وجهة نظرك سواء كانت سلبية أم إيجابية؟
 
حتى لا يكون قولى بمثابة حكم ظالم، أنا لم أتابع الحياة الفنية منذ حوالى 10 سنوات، وأكتفى بتصوير أعمالى إن وجد لى دورا فيها، وأنا لا أرى سوى النشرات الإخبارية وبرامج عالم الحيوان على مدار هذه الفترة.
 
—————————————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية – حوار عمرو صحصاح – اليوم السابع

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *