رحيل الرموز وبقاء الأصنام بقلم د. عماد هادي الخفاجي

 

 

رحيل الرموز وبقاء الأصنام

بقلم د. عماد هادي الخفاجي

 

 

من مفارقات المشهد الفنتازي للحياة مقولة الروائي عبد الرحمن منيف (أغرب شيء في هذه الحياة يا صاحبي إن الناس السيئين لا يموتون) هكذا تحلق الرموز باذخة الجمال إلى سماوات المثل العليا ولا تبقى في الأرض غير أصنامها وتلك المفارقة كانت مرثية الرحيل لصاحب الرؤية الفنتازية للواقع ومنظرها الجمالي ومخرجها الفذ الفنان الأستاذ الدكتور فاضل خليل صاحب روائع المسرح العراقي مائة عام من المحبة وفي أعالي الحب وسيدرا وأكثر من عشرين مسرحية تركت أثرها  الإبداعي رؤية وتنظيرا في سردية المسرح العربي امتدادا للتأنق الجمالي لكبار المسرح العالمي والعربي في ريادة عبقرية لفن المسرح العراقي تنظيرا وإخراجا وتمثيلا.

كانت مسيرة العطاء الثر إبداعيا وأكاديميا وإنسانيا ألهمت أجيال من تلامذته الأخلاق السامية قبل الأعراف الفنية والجمالية والإبداعية, ففنتازيا الرحيل لفاضل خليل الممتلئ عطاءا وإبداعا متجسدا وآخر ظل حبيس الظروف والاختلالات المزاجية لواقع مجنون يقظم مساحات الجمال يوميا بمعدل هستيري, وعلى وفق ستراتيجياته بالواقع الخيالي لا يمكن إلا أن تؤطر تلك المشهدية بتلك المقولة التي ابتدأنا بها فطيور الإبداع لا تحتمل فضاضة ذلك القظم ولا رثاثة يومياته ….ولكن بهكذا عزاء يمكن أن نكون سعداء لرحيل فاضل خليل فنراه يلوح لنا من سماواته الجمالية إني هانئ في وطني..

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *