حصريا.. مخرج “الجلسة” مناضل عنتر لـ “المسرح نيوز”: كنت أخشى اعتراضات الرقابة.. والشيطان ليس كافراً! / صفاء البيلي ـ مصر

أجرى الحوار: كمال سلطان
ـ
* لم أكن أتخيل كل هذا النجاح لعرض “الجلسة”
* أتمنى وجود منافسين لى وأعمل على ذلك
* هذه هى أسباب تكرار تعاونى مع أحمد مراد
* لهذا السبب استعنت بمصمم رقصات فى “الجلسة”
* هؤلاء هم أصحاب الفضل علىّ
مناضل عنتر مخرج يعشق تقديم فن مختلف وخاص به، وذلك منذ عرضه الأول “الآلات” عام 2008 ثم عرضه الثاني “أحلام الإنسان السبعة” والذي جاء كمشروع تخرج لإحدى دفعات مدرسة الرقص الحديث والتى يعمل كمدير لها بدار الأوبرا المصرية .. ثم توالت عروضه المتميزة فقدم “هاملت” ، “أعمق مما يبدو على السطح” ، “مولانا” ، “الفيل الأزرق” وغيرها .
ويجئ آخر عنقود إبداعاته الفنية من خلال العرض المسرحي “الجلسة” الذي كتبه ويخرجه ويتم عرضه حاليا على قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة ، ماكياج إسلام عباس ، ملابس مروة عودة ، ديكور عمرو الأشرف ، تصميم حركى عمرو البطريق بطولة طه خليفة ، ميدو عبد القادر ، إيمان غنيم ، فهد إبراهيم ، حسن نوح ، مصطفى عبد الهادى ، مارينا مجدي ، أحمد عادل ، كريم فراج ، إيناس عزت ، محمد على ، كريم نوار.
وفى هذا الحوار مع المخرج مناضل عنتر نتعرف معا على بداية فكرة العرض والقضية التي يتناولها واختياراته لأبطال العرض وغيرها من القضايا الفنية والشخصية .. 
الساحر
* حدثني عن تجربتك في العرض المسرحي “الجلسة”؟!
** ورثت حب الكتابة عن والدي وهو سيناريست ووالدتى وهى كاتبة روائية ، وأنا أعشق الكتابة بغرض الكتابة وممارسة شييء أحبه فلا أكتب نصا لأحوله لعمل مرئي ولكن كل من قرأ “الجلسة” أكد لي أنها يمكن أن تقدم في عمل مسرحي فقررت تنفيذه ولم أكن أتخيل أن يحدث كل ذلك الصدى .
* لماذا قمت بتغيير اسم العرض من “شغل عفاريت” إلى “الجلسة”؟!
** وضعت اسم “شغل عفاريت” بعد اسم “الجلسة” في أفيشات العرض وصاحب فكرة تغيير الاسم إلى شغل عفاريت هو الفنان أحمد السيد مدير مسرح الطليعة السابق ومدير المسرح الكوميدي حاليا وهو من حمسني وأتاح لي الفرصة لتقديم عرض من إنتاج البيت الفني للمسرح وكان يملك قدرا كبيرا من الجرأة ليغامر بتقديم مخرج دراما حركية ، وقد رأى أن اسم شغل عفاريت تجارى أكثر من الجلسة ، وأنا أحب أن أفكر في تقديم عرض جاد جدا ويستقطب الجمهور فوافقته على الفور ولكننا لجأنا إلى حل وسط وهو وضع الاسمين على الدعاية.
* تتعرض خلال العرض لأسلوب الشيطان للنفاذ للإنسان .. فما هي المصادر التي اعتمدت عليها؟!
** اعتمدت كثيرا على القرآن والسنة وجميع الكتب السماوية وخاصة الإنجيل لأنه لا يوجد أطهر ولا أصدق من هذه المراجع واعتمدت أيضا على الكتب التي تناولت علاقة الجان بالإنسان وتعمقت فى هذا العالم بشكل كبير فاكتشفت أن هذا العالم الميتافيزيقى خلاب جدا وتعجبت لماذا لا يقترب صناع الدراما من هذا العالم رغم مابه من سحر وجاذبية ودراما وصراعات.
* تتناول خلال العرض قضية شائكة دينيا .. ألم تتخوف أن يثير ذلك قضايا ضدك؟!
** كان لدى شك وتخوف أن النص لن يتم إجازته رقابيا وأنا أثق جدا في رأى والدي الأستاذ عنتر جمعة وأعطيته النص فقال لي أن النص لا يحمل أي شييء يمكن أن يحدث لبسا أو يمنع عرضه والحقيقة أن النص يحمل بعد فلسفي ولو أن أحدا لا يملك مخزونا ثقافيا يمكن أن يذهب به النص إلى مناطق أخرى وهو أمر يحدث بالفعل مع بعض مشاهدي العرض لكن قناعتهم تتغير عند مشاهدة العرض مرة أخرى وأعتقد أن العرض حمل الكثير من القضايا التي قد لا يتحملها عرض واحد ، وهناك من اعترض على مشاركة الشيطان للشيخ في قراءة آية الكرسي لكن هذا أمر مردود عليه ففي صورة البقرة يقول إبليس “وعزتك لأغوينهم أجمعين” إذن هو مؤمن بالله وليس كافرا ، والفكرة أن الإنسان لديه إرادة حرة للاختيار في الانسياق وراء الشيطان أو اختيار الطريق القويم.
الساحر1
* بصفة عامة .. هل يستهويك عالم الجن والعفاريت لتقديمه فى عروضك؟!
** لا .. هذا هو العرض الثاني الذي يتناول هذا العالم بعد عرض الفيل الأزرق وهو ليس من تأليفي كما تعرف وقد لجأ الأستاذ أحمد مراد خلاله إلى عرض شخصين مسجونين داخل شيطان ويذهب بهم إلى العصر الأموي وكان مراد يطلق على الجن اسم “نائل” وهو اسم إبليس قبل أن يطرد من الجنة.
* لماذا استعنت بمصمم رقصات في هذا العرض ولم تضع رقصاته بنفسك كعادتك في عروضك السابقة؟!
** نحن جيل ثاني بعد جيل أكبر ولكن الفارق العمري بيننا كبير وأنا أردت أن يكون هناك جيل آخر بعدى يقترب منى في العمر ، ومنهم عمرو البطريق مصمم الرقصات في العرض وهناك محمد عبد العزيز وإيمان رزيق وهناك آخرون مميزون ، وقد اخترت عمرو لتصميم الرقصات لأن به الكثير منى وسيمنحني ما أريد وقررت التفرغ للكتابة والإخراج ولا أشغل نفسي بأمر ثالث .
* معك مجموعة متميزة من الفنانين الشباب .. فمن هو أكثر ممثل وفقت في اختياره وأعطاك ما تريد بالضبط؟!
** الاختيار من عند الله وأرى أن الله وفقني فى اختيار فريق العمل كله وليس الممثلون فقط .. معى فنانين أصحاب خبرة على المسرح وآخرون أقل خبرة لكننى سعيد بهم جميعا .. وكلهم يعملون بنفس القدر من الجودة والكفاءة.
* مع أى جهة إنتاج تفضل العمل .. الأوبرا أم البيت الفني؟
** لا أفكر في هذا الأمر ففي النهاية يتم العمل تحت مظلة واحدة وهى وزارة الثقافة وهنا مميزات وهناك مميزات أخرى والميزة الحقيقة سواء في الأمر أو البيت الفني أنهم أصبحوا يعطون الشباب مساحة أكبر للإبداع وإبراز مواهبهم وهذا هو الجيد في الأمر .
* متى بدأت علاقتك بهذا اللون من الفن لأول مرة، وما الذي جذبك إليه؟!
** أدرس الرقص منذ الطفولة وحرصت على أن أدرسه أكاديميا فالتحقت بمعهد الباليه وتخرجت منه ونلت دبلومة من المعهد ثم دبلومة من لندن ثم التيحت لى الفرصة مع الفنان وليد عونى لعمل دبلومة أخرى فى أمريكا ، وأنا أحب المسرح وأشعر أنه هو الجهة الأفضل بالنسبة لى ونحن نصنع فنا جيدا لا يقل عما يقدم عالميا مثلنا مثل أدنبره بانجلترا لكن مشكلتنا الحقيقية في تسويق عروضنا عالميا .
الساحر2
* هل يجد هذا النوع من الفن تجاوبا من الجمهور .. خاصة عندما يقتصر العرض على الرقص فقط؟!
** الحمد لله فى الأعوام الأخيرة استطعت مع فرقة الرقص الحديث وكلهم اخوتى أن نكسر الحاجز النفسى للجمهور ووصلنا إلى أننا أصبحنا نبيع التذاكر بالكامل قبل افتتاح العرض بشهر وشهرين وهو أمر لم يكن موجودا من قبل حيث كان جمهورنا مقتصرا على الصفوة من متذوقى هذا الفن الراقى ، لأن التطرق للرواية المصرية المعاصرة فتح المجال أمامنا للتواصل مع أبناء جيلنا.
* ما سر تعاونك مع الكاتب الشاب أحمد مراد أكثر من مرة؟!
** أحمد مراد كاتب مثقف وواعى واكتسبت منه خبرات وهو به ميزة حب عمله والتفانى فيه واعتقد أن هذه هى نقطة التلاقى بيننا وهو حضر لمشاهدة عرض الجلسة مرتين وقال كلاما جميلا عنه وقام بعمل دعاية جيدة لنا من خلال صفحته وهى دعاية جيدة أفادتنا كثيرا.
* نلت العديد من الجوائز .. فهل تضع الجائزة أمام عينيك وأنت تجهز عرضا جديدا؟!
** من حقنا أن نكون طموحين ونحلم بالجوائز لكن مايهمى أكثر هو وجود منافسين لي حتى أظل أعمل بدأب وتحدى وتقديم الأفضل دائما وان كان بعض الصحفيين قد كتبوا بعد فوزي بجائزة المهرجان القومي للمسرح خلال العام الماضي أن مناضل عنتر أصبح “راكور” على جوائز المهرجان وأنا لا أجد أن العيب فىّ ولكن العيب فى المنافسين ، وأرى أن عدم وجود منافسين لي على الساحة شيئ غير صحي ولا يساعدني على التطوير فمن أجل أن تصنع سوقا جيدا يجب أن يكون هناك منافسين جيدين وأنا أساعد في وجود ذلك بدفع أسماء جديدة في هذا المجال حتى لا أفقد متعة التنافس والتجديد وأنا يشغلنى دائما ما سوف أقدمه بعد نجاح أى عرض لى.
* هل يشغلك عملك الإداري بالأوبرا عن فنك أحيانا؟
** فى الحقيقة لا وأنا من الممكن ألا أكون إداري عظيم لكنني مدير جيد وهناك من يتولى الإداريات عنى ثم نجلس معا بعد ذلك لمتابعة الحضور والانصراف وما إلى ذلك وهم يدفعونني دائما للاهتمام بفني وأنا ليس أمامي إلا أن أعمل وأبدع .
* لمن تدين بالفضل ؟!
** ربنا قبل أي حد ثم أبى وأمي أعطاهما الله الصحة والعافية ، دكتورة أحلام يونس التى ساعدتني كثيرا أثناء دراستى بالمعهد ، والدكتورة سميرة محسن صاحبة فضل كبير علىّ وجميع أساتذتي بالاسم وخاصة الدكتور وليد عوني الذى أعتبره الأب الروحي لكل مخرجى الحركة فى مصر وقبله لم يكن هناك رقص معاصر وكذلك د. إيناس عبد الدايم ود.خالد جلال والفنان إسماعيل مختار والفنان أحمد السيد وجميع أصدقائي الذين يدعمونني دائما.
موقع: المسرح نيوز

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *