برحيلك يا يوسف أصبح الزمن مدينة في أوراق الزمن د. صلاح القصب

سيناريو صوري”

المشهد الأول / اشتعلت الأضواء والموسيقى تعزف لرحيله المشع وطيور الليل تهطل كالمطر، نسي ساعته معلقة على الجدار وظله يشع خلف زجاج النوافذ مثل تواريخ الأعياد.
المشهد الثاني / في تلك الليلة يوسف العاني كان يقرأ صحف المساء وقرع الأجراس يربك سكون الليل ودقات الدفوف تبكي الميتين بعيون واحدة ، أفكاره سافرت في تلك الليلة ببطء وكانت الدفوف تدق طوال الليل.
المشهد الثالث / برحيلك يا يوسف الغيوم سافرت والبحر يبكيها طوال الزمن لاشيء هناك غير فراغات، اورغن صغير، وصور بعض الاصدقاء ولوحة كاظم حيدر ومسرحية المفتاح وأشجار مغطاة بالمطر وشمس. الا ان ضياءك كان جميلا وكنت يا يوسف تسمع سير الزمن وصوتك يحمل صمتاً مليئاً بالحب الأبدي.
المشهد الرابع / برحيلك يا يوسف تغلفت السماء بكتل الضباب وتكوم الرماد على الصخور وخطواتنا تباطأت وأصبح الزمن مدينته في اوراق الزمن.
المشهد الخامس/ لا صوت لأرصفة تستدير والشوارع والجدران والنوافذ وعربات البريد بكت طوال الليل عند رحيلك، دموعنا تتساقط مثل همهمات مكررة ، والريح كانت تركض نحو الظلام وهناك صوت بكاء يرعب روحي والشمس والزمن يهبطان سريعاً نحو المغيب وفي هول الليل ووسط السكوت رحل العاني فوق السرير، رحل شاعر المسرح والأضواء اشتعلت مجداً له.
الألوان ابرقت وحركة الشوارع توقفت لا أحد هناك، وحده كان ينتظر رفع الستار كي يرى الفراغ. شهق المسرح عندما غفوت. في تلك اللحظة كنت وحيداً ومنفياً في رهبة الصمت والزمن المفقود.
المشهد السادس / التوابيت الماسية كان تنتظرك هناك تبدو كغابة ثلجية تنتظر الاشارة كي تدخل الى الفراغ الابدي.
المشهد السابع/ النجوم حملته على خيول الريح، غاب تحت رذاذ مطر الخريف، بكينا واصواتنا اضاعها الطريق ودقات المطر الموجعة.
المشهد الثامن/ برحيلك يا يوسف السنين تتهاوى الى الغروب وموجة متلاحقة من الأفكار ترهقني برعب جديد.
المشهد التاسع/ يا معلمي هل تسمع اناشيد القارات انها تنشد لك
يا جوهرة التاريخ وخلاصه العصر.

المصدر/ المدى

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *