اوركسترا” مسرحية تعزفها قصص الحب لدى اربع سيدات : احمد الغلاييني

المصدر : محمد سامي موقع الخشبة

يحاول الرجل العربي ان يجد انثى تناسب مواصفاته ومقاييسه بعيداً عن مشاعرها الجامحة وشخصيتها .

مسرحية “الاوركسترا” والتي عزفتها اربع فنانات حاولت بكل بساطة التنقل بين قصص اناث اختلفن بطريقة الحب لكن وحدتهن مصائب النهاية ، وقدمن بطلات العمل نهى سمارة بيسان كمال خليل ، سارة الحاج ، ميس الزعبي ،على قصصهن بطريقة حاكت آلالم المختزل لديهن والذي كان الفنان زيد خليل مصطفى ، الذكر الذي توازن باداء دوره معهن ، وكانت الفنانة مشرفة دار العجزة الشاهد على حكايتهن .

وكانت كاتبة العمل الروائية سميحة خريس أقرب لمحاكاة واقع المرأة الذي أخذ منحى عاطفيا يعاين وضع النساء مع الرجل وبحثهن عن الاستقرار العاطفي بالحب والزواج وحلم الأمومة.
وتناول النص ايضا حكايات كما استعرضتها المخرجة القصص، وكان واضحا أن الكاتبة الأردنية استطاعت الحفاظ على توازن القوى فيه بين الرجل والمرأة، فظهرت المرأة أحيانا مخطئة خلال مراحل بحثها عن العاطفة والحب وشريكة بالجريمة الإنسانية دون وعي وإدارك بما يؤثر على مشاعر امرأة أخرى منكوبة أيضا.
هي قصص لخمس نساء يتواجدن في ملجأ للعجزة وتدور بينهن ذكريات الماضي وخسائرهن التي ترتبط بأسباب اجتماعية وعاطفية واقتصادية متناقضة، إلا أن الهم المشترك يجعلهن وكأنهن أوركسترا واحدة.

وكان استخدام الايقاع من كراسي وأدوات في مكانه وغير مبالغ فيه، إضافة إلى غناء وعزف جيتار ليزن أبو سليم ساهم في اتزان العمل واعطائه صبغة مؤثرة ومتفاعلة مع العرض.
السينوغرافيا البسيطة التي اعتمدتها القصص بالملابس واستخدام موفق للاضاءة والألوان التي ظلت معتمة أغلب الوقت تماشيا مع النص الدرامي الذي يحتمل أحيانا تسميته “كوميديا سوداء”، إضافة إلى استغلال كل ما فوق الخشبة من ممثل وكراس وعصي لتتمة العرض بأبهى صورة. ولم تقذف بالمشاهد نحو الملل أو الرتابة لحساسية المواضيع وجرأتها التي وضعتها القصص في حيّزها السليم، بعمل ممتع يجذب الحضور بشكل لافت.

 

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *