الهيئة العربية والفرح

أقامت الهيئة العربية للمسرح في القاهرة الملتقي العربي لفنون الدمي وخيال الظل من (٢٩ أكتوبر إلى ٤ نوفمبر) والحقيقة أنها لم تكن أياماً عادية، بل كانت مهرجاناً من الفرح والعمل والحب والتعارف والتعاون لكل المسرحيين العرب المتخصصين في فنون العرائس والأطفال الذين حضروا الملتقي، هذا الفن المهمل في أغلب بلدان الدول العربية والتي أعادت له الهيئة العربية للمسرح الاعتبار وأقامت له الملتقيات والأبحاث والندوات والعروض والتدريب.

اشترك مع الهيئة من مصر قطاع الإنتاج الثقافي والبيت الفني للمسرح مع مسرح القاهرة للعرائس. والمركز القومي لثقافة الطفل.

وقد ناقش الملتقي دور فنون الدمي في الفضاءات المفتوحة وهو موضوع جديد لم يناقش من قبل، وتنوعت الإبداعات والمداخلات.

لقد كانت سيمفونية رائعة اشترك فيها أعداد كبيرة من مصر برئاسة خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بجوار الباحثين والفنانين والمتدربين العرب، وقد بادر المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بإقامة معرض للمستنسخات الفنية برئاسة الدكتور مصطفي سليم، وأقيم كذلك معرض رائع لفنون العرائس المصرية باسم الاتحاد الدولى لفن العرائس (والذي أقامه مندوب يونما في مصر وليد بدر).

وأقيمت ندوة فكرية استمرت ليومين في المحاور المختلفة لفنون العرائس شارك فيها 13 مسرحياً بين باحث ومدير ندوة. مع ندوات فكرية تطبيقية تمت في فضاءات العروض المسائية المفتوحة في بيت السحيمي والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح الهناجر والتي سلطت الضوء بشكل علمي على كل فن من الفنون التي جرى تقديمها، علاوة علي منصات الإبداع التي تناولت تجارب المبدعين ممن أسهموا في بناء هذه الفنون وتطورها في مصر، حيث احتفت المنصات بستة مبدعين رواد، أدار جلساتها ثلاثة من المبدعين الشباب. وكذلك العروض اليومية المسائية والتي بلغ عددها سبعة عروض قدمتها سبع فرق من المغرب وتونس ومصر. وخمس ورش تدريب: ورشة صندوق العجب (صندوق الدنيا). ورشة تقنيات خيال الظل.. ورشة تصنيع الأراجوز وتكنيك الأداء. ورشة صناعة عرائس الخيط والتحريك. ورشة الحكاية والعلاقة مع المتلقي.

أدار الملتقي بهدوء وبراعة المفكر المسرحي إسماعيل عبدالله مدير الهيئة والذي لم يخف حبه وانتشاءه بوجود الملتقي في مصر وتقديره الشديد لدور المسرحيين المصريين والدور الذي لعبته مصر في انتشار هذا الفن منذ ستينات القرن الماضي، ومعه كتيبة صغيرة من المحاربين من أجل المسرح غنام غنام المخرج والمؤلف والممثل عاشق المسرح وعدنان سلوم المتخصص في فنون العرائس والأطفال والذي لا يهدأ أبداً، أما ريما الغصين تلك الشابة المسئولة عن كل المسائل المالية والإدارية والتي تديرها في سلاسة وبراعة بالرغم من تخصصها في التمثيل والإخراج،إنهم كتيبة صغيرة تعمل بكل حب تتنقل من بلد عربي لآخر من أجل دفع المسرح العربي إلى الأمام.

ويظل المجهود والإسهام الذي قام به الفنان محمد نور مدير مسرح العرائس هو وكل فناني مسرح العرائس جهداً كبيراً وجميلاً.

إن الهيئة العربية للمسرح تجلب الفرح والفن والعمل أينما حلت، إنها إحدي المؤسسات الثقافية التي ترعاها الشارقة البلد العربي الصغير في الحجم ولكنه في الحقيقة كبير وعال وسام سمو وعلو شيخها وحاكمها سلطان القاسمي المحب والعاشق للمسرح خاصة وللثقافة عامة.

 

فاطمة المعدول

http://alwafd.org/

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *