المسرح وتكفير التفكير .. متى عرف الطغيان الحياة؟

أ. زهراء المنصور (البحرين) المسرح وتكفير التفكير .. متى عرف الطغيان الحياة؟
حول مصطلح التكفير ذو الصورة الذهنية الواحدة، والمعاني المتعددة، تناقش الورقة “المسرح
وتكفير التفكير..متى عرف الطغيان الحياة؟ قراءة في أوجه التكفير المتأججة “، ضمن محور
المسرح وتكفير التفكير، وتطويع استخدامه من قبل السلطة الدينية لصالح رجال الدولة منذ وقت
مبكر من نشأة الإسلام، وتأتي أيضا على حصر بعض الأشكال المنضوية تحت التكفير بوصفه رفض
الآخر، تحت أقنعة اجتماعية وبقانون عرفي مطبق ومسكوت عنه، كالتمايز في لون البشرة باعتبار
أنها أشهر أشكال التكفير / إقصاء الآخر، وما يتبع ذلك من عصبية قبلية، طبقية، طائفية تزدهر
بالتأييد الخفي الذي يدفع به المجتمع، فيزيد اشتغال هذا المصطلح في التقسيم الديني والمذهبي
تحديدا، الذي يجعل من تصنيف الهويات حسب الأسماء / المناطق / اللهجات أمرا محسوما بمعنى المع والضد، ولكل ذريعته بالحرص على مظاهر الدين الإسلامي الذي تمثله طائفته بوصفها الطائفة (المختارة) وفي المضمون أسباب أخرى غالبا ما تكون تأجيجا سياسيا وتجييشا دينيا يؤيده .. فجاءت نتيجة التقسيم أن تشتعل فتنة التكفير، ورغم أن المسرح البحريني / الخليجي لم يعتبر هذه المسألة ظاهرة تستحق الطرح في العروض المسرحية- على الأقل فيما يتعلق بمستجدات نشرات الأخبار لمصطلح التكفير-، إلا أنه تناول المعنى بأشكاله المرعية والنابعة من خصوصية مجتمع الخليج المستمدة من الترابط في النسب وتشابك العائلات ببعضها من خلال منهج “التكافؤ”، لا يجعل من الآية القرآنية “..إن أكرمكم عن الله أتقاكم ..” مبدأ اسلاميا مفعلا حسب التعاليم لتنفضح وجوه التكفير غير المعلنة، كذلك تأتي الورقة على المسرح الحسيني / التعازي بوصفه يمثل طائفة معينة تفعل طقوسه في موسم سنوي حيوي، على الرغم من أن موضوعه إسلامي لابد من الخلاف من التفاصيل التي تقود إلى نتائج مختلفة..كالمعتاد!
ثم..هل حقيقة الاحصائيات غير المحسومة بتفجير مسارح حول العالم، وتبني جهات متشددة وإرهابية من سلالة الشيخ سعيد الغبرا مناهض تجربة القباني، ميتات بشعة لأبرياء، هي إشارة قلق منهم في قدرة المسرح على التغيير والنهوض الحضاري على غير رغبتهم؟ وتأتي الورقة أخيرا على نماذج لعروض مسرحية تناولت ثيمات التكفير بصيغته الذهنية المعروفة، في تشريح شخصية المتطرف ودوافعه النابعة من اختلاف الآخر / الكافر معه، عبر نموذج للخطاب الأفقي، وعرض آخر للخطاب الرأسي عبر أم ثكلى تخاطب الله عز وجل برسالة أوكلتها الأمهات الأخريات بإيصالها، ليثار السؤال: لم لا نكفر هذا التكفير ؟؟
أ. زهراء المنصور (البحرين) المسرح وتكفير التفكير .. متى عرف الطغيان الحياة؟
 ————————————————————————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي – المحور الفكري – المحور الأول: ماذا قال؟ المسرح وتكفير الفكر العقلاني

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *