المسرح بعد «كورونا» فـي عيون أصحابه.. البدائل والدروس – خميس الصلتي #عُمان

بعد كورونا
المسرح ما بعد كورونا

المسرح بعد «كورونا» فـي عيون أصحابه.. البدائل والدروس – خميس الصلتي

المسرح ما بعد كورونا، كيف تتوقعه؟ خاصة إذا ما استمرت الجائحة لفترة طويلة، وماذا عن البدائل، هل نقول إن الواقع الافتراضي هو البديل الرئيس لذلك؟ في تصورك ما هي الدروس المستفادة من هذه الجائحة في الشأن المسرحي؟
بتلك الأسئلة حاولنا التقرب من واقع المسرح في الوضع الراهن، وهو يمر بمرحلة مفصلية.. حيث استمرار واقع جائحة كورونا وأزمتها غير المعلوم وقت انقضائها.

الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية: أستاذ مساعد في النقد والدراما بجامعة السلطان قابوس، تقترب من تلك التساؤلات، وحول توقع المسرح ما بعد كورونا تقول: قد يتغير المسرح ما بعد كورونا، وقد تغير بالفعل، ولكن المسرح سيصمد إن شاء الله خلال هذه الجائحة كما صمد تاريخيا لقرون طويلة أمام صعوبات وتحديات جمة واجهت المسرح والمسرحيين حول العالم في السابق، فالمسرح صمد من قبل رغم زوال حضارات كانت عريقة، ورغم مرور كل دول العالم بحروب وكوارث طبيعية، وأوبئة أثرت سلبا على واقع المسرح عبر قرون، لكنه بقي صامدا إلى الآن، لذلك أرى أن المسرحيين اليوم – ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين- قادرون على تطويع هذا الفن الإنساني الراقي بما يتلاءم مع الظروف الصحية الحالية الطارئة، وايصال رسالة الفن المسرحي للجمهور وهم آمنون في بيوتهم، فالفنان المسرحي قادر على تقديم أعمال مسرحية للجمهور من خلال الأعمال المسرحية المصورة تلفزيونيا، أو من خلال بث عروض حية عبر الفضاءات الالكترونية المتاحة، كما أن الفنانين المسرحيين حول العالم أصروا خلال هذه الجائحة على التواصل مع الجماهير خلال هذا الوقت العصيب الذي تمر به كل الشعوب حول العالم، فطوعوا الفضاءات الالكترونية المتاحة لتقديم أعمالهم المسرحية، وأيضا تنظيم مسابقات مسرحية عبر الواقع الافتراضي كما فعلت بعض الفرق المسرحية الأهلية في السلطنة، ونفتخر بمثل هذا الجهد من قبل أعضاء هذه الفرق المسرحية. كما نُظمت ندوات ومحاضرات حول المسرح وقضاياه عبر الواقع الافتراضي، وشارك فيها مسرحيون من دول مختلفة، وأنا شخصيا تلقيت عددا من الدعوات عبر البريد الالكتروني تدعو جميع المسرحيين للمشاركة في مؤتمرات أو ندوات افتراضية، أو إرسال فيديوهات ومقاطع مصورة عما قدمه بعض المسرحيين من أنشطة مسرحية في كل دولة، ومشاركتها مع أعضاء الجمعية أو الفرقة او المؤسسة التي تُعنى بالمسرح.

وحول البدائل تقول الهنائية: قد يكون الواقع الافتراضي هو البديل المؤقت والحالي عن العروض المسرحية الحية التي تُقدم للجمهور مباشرة على خشبات المسارح، ولكنه ليس بديلا دائما كما أتوقع، فالمسرح هو فن الحياة وفن المباشرة، وهذا ما ميزه عن غيره من الفنون والوسائل الإعلامية وجعله صامدا لقرون طويلة، ولم يندثر هذا الفن رغم التطور التكنولوجي الهائل الحاصل، لأن ميزة المباشرة هي ميزة فريدة لفن المسرح، من حيث وقوف الممثل على الخشبة ومخاطبة الجمهور مباشرةً بدون أية حواجز كما يحدث في السينما أو التلفزيون أو عبر الشاشات الالكترونية، وما يُحدثه هذا التلاقي الحي والمباشر في المسرح من سحر التفاعل ما بين الممثل والجمهور المتلقي كما تشير إلى ذلك نظريات التلقي في المسرح. وأنا مقتنعة بأن الجمهور المحب للمسرح حتما سيعود بعد انقضاء هذه الجائحة بإذن الله لبيته أو فضائه المسرحي الذي يحتضنه ويقدم له من على منبره الفكر والثقافة والجمال والامتاع.

وتشير الهنائية إلى الدروس المستفادة من هذه الجائحة في الشأن المسرحي، وهنا تقول: هناك دروس كثيرة، فالمسرحيون أصبحوا ربما أكثر وعيا والماما بالتكنولوجيا الرقمية وكيفية توظيفها في المسرح، فما بات يعرف بـ«المسرح الرقمي» أتوقع أن يكون مفعلا أكثر في عالمنا العربي من ذي قبل، وقد يسعى الكثير من المسرحيين للاستفادة من هذه الجائحة للتعلم أكثر حول توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة المسرح، سواء من خلال تقديم عروض مسرحية عبر الواقع الافتراضي، وإقامة الندوات والمؤتمرات حول المسرح، والمسابقات عبر الفضاء الالكتروني، بل تفعيل تسويق الأنشطة المسرحية والإنتاجات المسرحية إلكترونيا بشكل أكبر من ما قبل الجائحة، أيضا أتوقع، أنه في المسارح الجديدة التي قد تُبنى مستقبلا قد تتغير شكل وطريقة توزيع مقاعد الجمهور ربما! فهل القائمون على المباني المسرحية والثقافية من الممكن أن يظهروا اهتماما أكبر بالاشتراطات الصحية بكافة تفاصيلها، وسنلاحظ أن هناك زيادة في عدد النصوص المسرحية التي تركز على قضايا لها علاقة بالطب والصحة وزيادة الوعي الصحي لدى الناس، بعد أن كان تركيز الكتاب المسرحيين في السلطنة على سبيل المثال على القضايا الاجتماعية بشكل كبير، وعلى قضايا أخرى متنوعة بما فيها قضايا حول الصحة ولكن بدرجة اهتمام أقل، وسنلاحظ زيادة عروض (المونودراما) المعتمدة على الممثل الواحد، أو ما بات يعرف بـ(الديو دراما أو المسرح الثنائي) المعتمدة على ممثلين فقط، وذلك تطبيقا لإجراءات التباعد الاجتماعي وتقليل عدد الممثلين المشاركين في العرض الواحد مقارنة بالسابق، وكذلك أصبح الممثلون يمثلون بشكل منفرد كل في بيته أو فضائه الخاص وقد تجمع المشاهد المسرحية لاحقا لتشكل نسيجا مسرحيا واحدا لتقديمه للجمهور.

فرصة للتخطيط
الكاتب المسرحي محمد بن سيف الرحبي قد تكون له رؤية مغايرة في هذا الشأن، فهنا تحدث عن المسرح ما بعد كورونا قائلا: لم يكن مسرحنا حاضرا كما ينبغي قبل أن يباغتنا «كوفيد 19» لنطرح السؤال: ماذا بعد هذه الجائحة، فالحضور للفعل المسرحي في حياتنا منقوص، ولا تلبّي احتياجاته تلك الاجتهادات مهما بلغت، لأنها تفتقد وتفتقر للاستدامة، وما سيفرق هو أن الفرق المسرحية التي ستفتش عن الدعم تحت الصخر كعادتها لن تجده، وستخفّض من طموحاتها للفعاليات إلى الحد الممكن، بما يكفي أن تدّعي أنها ما زالت حية (تقدّم) ما يشفع للقول بأنها لم تمت. وعن البدائل يقول الرحبي: ولأن المسرح انعكاس لحياتنا، أو كما يفترض على الأقل، فإنه سيتأثر بما بعد مرور الجائحة، ولا ندري متى ستنتهي آخر موجة لها، لكن لا يبدو في العام الحالي ما يعين على تصوّر وجود فعالية مسرحية، أما تلك التي تناور من خلال البث التقني فإنه لا علاقة للمسرح بها، لأنه في جوهره حياة مشتركة بين العرض والجمهور، وإن انتفت منه هذه الخاصية فهو ليس أكثر من فعالية درامية يتم عرضها عبر الشاشات، شاشة تلفزيون أو هاتف أو غيرها من تلك المتوفرة بكثرة، لكنها لا تغنينا عن التفاعل المباشر مع أبي الفنون.

وفيما يتعلق بالدروس المستفادة، يشير الرحبي إلى أن الأزمة الحالية فرصة للتخطيط لبناء مسرحي قوي في السلطنة، على مستوى الصروح (قاعات مسارح) أو التأسيس لمهرجانات قوية، تحقق الاستدامة المالية، بحيث يعاد توصيف الفرق المسرحية، وتوفير الدعم الاستثماري لها كما يحدث مع الأندية، وأن نرى قاعات مسارح تتبع الوزارة المعنية، وإذا هي كوزارة لا تحقق ذلك فما حاجتنا إلى هيكل كبير للفنون بمسمى وزارة؟! خلاصة القول إن هذه الأزمة ستنزاح عاجلا أو آجلا، أما القول ماذا سنستفيد من دروسها، فالأغلب أن هذا السؤال متروك على فم مفتوح دون إجابة: هل تغيرنا بما يكفي لنتعلم من الدروس، أو نمارس اعتياديتنا، بانتظار «أنواء» أخرى توقظنا قليلا، ثم نواصل دورة حياتنا، في سبات الغفلة، واستحضار المشيئة دائما، دون قراءة صحيحة لما حدث، لمواجهة ما سيحدث بخسائر أقل.

أشكال مسرحية جديدة

الكاتب المسرحي عبدالرزاق الربيعي: يتفاعل مع التساؤلات المطروحة حول المسرح ما بعد كورونا، وهنا يشير إلى أن إنتاج الأعمال المسرحية سيتعثّر بفعل الأوضاع التي فرضها «كورونا» من تباعد اجتماعي، وتجنب الاحتفالات الجماعية، والمسرح نشاط قائم على الاحتفال الجماعي، والحضور الحي، والاتصال بالجمهور، وانصراف الجمهور عن الفن، والجمال إلى قضايا أخرى لها أهمية أكبر في ظل المستجدات التي أفرزها «كورونا»، كالتركيز على الجانب الصحي، ولكن رغم ذلك، سيقف المسرح بصلابة، مستفيدا من تراكميته، وصلته القوية بالإنسان، وضرورته في توجيه رأي الجمهور، وإضفاء المتعة، على حياته، وفكره، مبتكرا صيغا جديدة، عملية، فارضا وجوده، وبقاءه، وتحديه للظروف المحيطة، فالخطاب المسرحي يستجيب للمتغيرات، ويكيف آلياته، محافظا على حيويته، وديمومته، وخصوصا على مستوى النص، إذ أرى أنه سيحقق إنجازات لافتة للأنظار، وطفرات، تذكّرنا بالنصوص التي ظهرت بعد الحروب، والأزمات الكبرى التي حصلت في اوروبا، فتمخّضت عن تيارات فكرية، أفرزت نصوصا مغايرة، يمكن للبحوث أن تنشط في الشأن المسرحي، وكذلك حلقات عمل كالتي نظّمتها فرقة مسرح هواة الخشبة، عندما استضافت كبار الأكاديميين، والمسرحيين العرب، بواقع جلستين كل أسبوع، وفتحت حوارا حيا في الشأن المسرحي.

وحول البدائل والدروس المستفادة يقول الربيعي: على مستوى العرض، ستختلف بالتأكيد، وستظهر أشكال مسرحية جديدة كمسرح (الشرفة) في إيطاليا، الذي ظهر كنتيجة للحجر المنزلي، أو مسرح البيت، أو المسرح الافتراضي الذي يقدّم عروضه عن بعد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفق المتاح، (مسرح اون لاين online) كما تم تداول ذلك في الآونة الأخيرة، مستفيدا من الرقمية، وليس المسرح الرقمي الذي هو منهج، وأسلوب علمي في العرض، يقوم على «استثمار التقنيات الرقمية في إنعاش، وتفعيل العرض المسرحي وفتح عوالمه السينوغرافية، والجمالية، والفكرية الى آفاق بكر، وغير مدشّنة» كما يؤكد الدكتور محمد حبيب حسين، في تعريفاته للمسرح الرقمي، وهذا بالطبع يتطلب شيئا من التنازل عن الاتصال الحميمي مع الجمهور بالنسبة للممثلين، وتفاعل القاعة مع الخشبة، ومتعة المشاركة في ردّات الأفعال الجماعية، فيعطي جرعة أعلى من الفرجة المسرحية، من تصفيق، وضحك، وتفاعل آني، وظلام الصالة، والإضاءة، التي تصنع جوّا ساحرا، والدخول والخروج، واختيار المقعد والزاوية المناسبة، لضمان مشاهدة أفضل، والصعود على الخشبة لتهنئة فريق العرض، وما إلى ذلك من طقوس صارت جزءا من لذّة حضور العرض المسرحي، وهذه كلها سنفقدها في العروض الافتراضية، التي هي أقرب ما تكون للمسرحيات التلفزيونية، دون لقاء حي، وهذا أمر طبيعي، فالمسرح أصلا يقوم على التقارب لا التباعد الاجتماعي، وهذه من أبرز التحدّيات التي سيواجهها المسرح في ظل «كورونا».

افتقاد روح المسرح

الدكتورة عزة القصابية: وفيما يتعلق بالتساؤلات حول المسرح ما بعد كورونا تقول الناقدة المسرحية: انطلاقا من كون المسرح فنا جماهيريا، تفاعليا، يقدم كعرض حي وسط المشاهدين، فهو أكثر الفنون تأثرا بتداعيات كورونا، والذي تسبب في إغلاق دور المسارح العالمية وساحات العرض العامة في الشوارع. وحول البدائل تقول القصابية: لجأت معظم الفنون إلى المنصات الافتراضية لتقديم العروض المسجلة أو المباشرة عبرها، فبعض المسرحيين حاولوا تقديم عروض مسجلة عبر الفضاء الإلكتروني، لكنها افتقدت لروح المسرح، ولا يمكن اعتبارها مسرحا، وإنما هي أقرب إلى الدراما التلفزيونية، أو الحلقات اليوتوبية، وهذا يعني أن المسرح بواقعه الحي وحضوره الجماهيري، سيختفي لو استمر الوضع كما هو، خلال عزلة كورونا، فالواقع الافتراضي يختلف عن خشبة المسرح التي تناقش قضايا المسرح العالقة، والتي تقضي ضرورة وجود الجمهور الحي، ومن وجهة نظري لن تتحقق أهداف رسالة المسرح إلا بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وفتح المسارح، وتدفق الجماهير، بعد انجلاء جائحة كورونا، وعودة الحياة إلى سابق عهدها، حتى لو استمرت هذه الجائحة لسنوات.

لا بدائل للمسرح

حسين العلوي: رئيس فرقة تكوين المسرحية يرى أن المسرح من القطاعات التي تتأثر بالتباعد الاجتماعي، فمن ضروريات المسرح وجود جمهور لإيجاد الحالة المسرحية وايضا وجود ممثل وفعل مسرحي حي ومباشر يميز المسرح عن باقي الفنون التي بالإمكان ممارستها بعيدا عن الجمهور ثم تقدم لهم لاحقا في أشكال تسجيلية مختلفة، ولكن لو قارنا عمر المسرح الطويل مع فترة الانقطاع الحالية سنكتشف أن الوضع ليس بذلك السوء الكبير إنما هي فترة بسيطة جدا وستنتهي حالها ككثير من حالات الأزمات والحروب والأوبئة التي حدَّت او أوقفت المسرح لفترة لكنه يعود بطاقة أكبر اكتسبها من الأفكار التي تخلقها فترة الانقطاع نفسها. وحول البدائل يقول العلوي: المسرح ليس له بدائل لذلك هو مستمر من الالفية الثانية قبل الميلاد وحتى الآن، ليس من السهل استبداله بفنون او اشكال اخرى، المسرح يختلف عن الاوبرا والباليه والتلفزيون والسينما ولا يمكن بأي شكل استبداله، اما تقديم عروض مسرحية قديمة بوسائط أخرى فربما تقدم شيئا من التسلية لا أكثر. وما يتعلق بالدروس المستفادة فهنا يشير العلوي إلى أن افضل ما تعلمته من هذه الفترة التي تباطأت فيها الحياة الاجتماعية هو أن علينا التركيز على وعي الإنسان في معرفة دوره الاجتماعي وسلوكه الايجابي تجاه كل ما يواجهه، والمسرح أحد ميادين التوعية والتسلية والتثقيف ولا اقصد في شكلها السطحي بل في معانيها العميقة والتي تخاطب عمق التفكير لدى الإنسان، وإعطاء المسرح المساحة الكافية من الحرية والدعم بلا شك سيسهم في الارتقاء بتفكير الإنسان ووعيه الاجتماعي، قد يتوقف المسرح احيانا كنشاط إلا ان الأثر الذي يتركه لا ينقطع، ويكون هذا الأثر متكأ للوعي في مجابهة الاضرار التي قد تلحق بالمجتمعات.

مسرح مفتوح

محمد بن سعيد النيادي عضو في فرقة تواصل المسرحية يقول فيما يتعلق بالبدائل في الشأن المسرحي: المسرح هو الإنسان فبما أنه يوجد لدينا انسان فأيضا يوجد لدينا مسرح، وهذه الحقيقة كانت وما زالت موجودة قبل كورونا وقبل كل شيء، فالإنسان يمثل المسرح في كل صغيرة وكبيرة يعيشها او يقولها او يفعلها او يتفاعل بها ومعها وهذا ما يخفى على الكثيرين ممن يرون ان المسرح هو عدد كبير من الأشخاص على خشبة يقدمون كلاما وحركات لعدد من الكراسي الممتلئة بالأشخاص، ولكن نقول دائما ان المسرح اكبر بكثير جدا من ذلك وخاصة مع هذه النهضة الإنسانية الكبيرة والعالمية ايضا، نعم هذه الجائحة منعت التجمعات بمعناها الحرفي، ولكن لم تمنع ممارسة الإنسان لمسرحه الخاص في حياته العادية مع نفسه اولا ومع الآخرين ثانيا ولكن بشكل آمن واقصد بذلك التباعد وغيره، فهناك الكثيرون ممن يمارسون المسرح امام المرايا، وهناك من يمارسه امام كاميرات الهواتف وهناك من يمارسه مع الآخرين من اهله واصدقائه ورفقاء عمله.

ويذهب النيادي للقول: أعتقد أنه من الممكن ان يكون هناك مسرح تقليدي طبيعي بممثلين ومخرج واضاءة واكسسوارات وجمهور بشرط توفر الثقافة الصحية للحماية الشخصية ولحماية الغير ايضا، اما ما يحدث حاليا من النشاط المسرحي الكبير في العالم الافتراضي فهو من وجهة نظري بديل مؤقت وثانوي للأوضاع الحالية ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ان يستمر أو أن يأخذ مكان العظمة الصورية والإخراجية والسمعية للعرض المسرحي الطبيعي العادي مهما استخدمت فيه من تقنيات وتكنولوجيا ومعوضات من الممكن ان تتخيل في لحظة انها تغنيك عن الطبيعة المسرحية للعرض المسرحي بأسلوبه الكلاسيكي.

وحول الدروس المستفادة يقول النيادي: لتكن هذه الجائحة درسا للمشتغلين في الكون المسرحي فإنني استطيع القول ان العالم لا يزال يقدم لنا المواضيع المختلفة يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، فكم من مخرج سيشتغل وكم من كاتب سيكتب وكم من حوار وكم من مشاهد ستصور وكم من ممثلين سيتقمصون الادوار؟ وكل ذلك في دائرة هذه الجائحة والمسماة كورونا. يشاركه القول محمد الكعبي نائب رئيس فرقة مسرح الشرق حول التساؤلات المطروحة هنا ويقول: المسرح سيتأثّر من ناحية قلّة الإقبال والتباعد الجسدي، والمسرح لا يحتمل ذلك، لك أن تتخيل أن يعطس شخص، في أول المسرح مرتين، كم شخص سينسحب من جانبه، ربّما البديل في ذلك هو المسرح المفتوح، والواقع بأن الفوبيا ستمتد ربما لسنة أو سنتين، أما الدروس المستفادة فالمواضيع القادمة للعروض التي ستقدم في مسارح العالم ستشمل مواضيع كورونا والصحة ربما بواقع كوميدي أو تراجيدي.

إعداد: خميس الصلتي – سلطنة عُمان

(الوطن العُمانية)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *