المسرح الوطني الفلسطيني في لبنان

تُشكّل حركة المسرح الفلسطيني نوعاً من أنواع النضال لتسليط الضوء على الحياة الفلسطينية والعادات والتقاليد التي ما زال الشعب الفلسطيني يتمسك بها رغم الاحتلال، وإبعاده عن أرضه، كما يسلط الضوء على حياة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء بحلوها ومرّها.
 
محمد الشولي، رئيس الاتّحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، تحدَّث إلى “العربي الجديد” حول تأسيس المسرح الوطني الفلسطيني في لبنان، وقال: “بدايةً، تمَّ تشكيل الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان عام 1981، بعد عقد المؤتمر الأول، وانتخاب أمانة عامة ترأسها الفنان الفلكلوري، محمد بارود، وكنت أنا عضو أمانة حينها. ولكن بعد اجتياح الكيان الصهيوني للبنان خرج معظم الأعضاء من لبنان إلى تونس مع المقاتلين الفلسطينيين الذين غادروا لبنان. ثم عُقِد المؤتمر الثاني في تونس عام 1986، وتمّ انتخاب أمانة عامة جديدة برئاسة الفنان الراحل، غسان مطر. وفي عام 1990، اجتمعتُ مع الأمانة العامة في تونس، وتم تكليفي رسميّاً بتشكيل فرع للاتحاد في لبنان برئاستي”.
وأضاف أنه كان هناك فراغ فني فلسطيني في لبنان، ولم يكن هناك فنانون أكاديميون، بل كانت مواهب فنيّة تعتمد على الخبرة والموهبة. “فقمنا بإعداد ورش عمل في اختصاصات متعددة من موسيقى وفلكلور وأغنية وتمثيل. ومن خلال الورش، تم اختيار الفنانين وتم تأسيس فرقة (حنين) للأغنية الفلسطينية، وفرقة (الكوفية) للفلكلور الشعبي”.
وأكمل الشولي: “ولأن من مهام الاتحاد اكتشاف المواهب والاهتمام بها، تمّ تأسيس فرقة المسرح الوطني الفلسطيني في لبنان، إذ كانت الفرقة تنتج عملاً مسرحيّاً كاملاً كل سنة. وكان أول عمل مسرحي هو (أم سعد) للكاتب الفلسطيني، غسان كنفاني، ثم (حبيبتي جفرا) و(العرس الفلسطيني)، و(ثورة الزنج) للكاتب معين بسيسو، و(القبعة والنبي) لغسان كنفاني، وتوالت الأعمال. وكانت هناك أعمال مسرحية لكتاب فلسطينيين وعرب، بالإضافة إلى مسرحيات من تأليفنا وإخراجنا، منها (حكاية عوض) و(الجاكيت يا مجبور) و(بعدين يا مجبور) وهي آخر مسرحية لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني، وتم عرضها في مناطق لبنانية عدّة”.
وأضاف: “تعتبر فرقة المسرح الوطني الفلسطيني الفرقة المركزية للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، لذلك تم وضع خطة لتطوير العمل واستيعاب جيل جديد من الموهوبين في التمثيل، كما تم تشجيع الشباب لدراسة فنون المسرح أكاديمياً في الجامعات والمعاهد المختصّة”. 
وتضم فرقة المسرح الوطني الفلسطيني مجموعة من الممثلين المسرحيين الفلسطينيين الذين صاروا محترفين وشاركوا في مسلسلات وأفلام فلسطينيّة ولبنانيّة وعربيّة، منهم: وليد سعدالدين، عبد عسقول، محمد عيد رمضان، حوريّة الفار، أحمد صلاح، أحمد الخطيب وغيرهم.
ويشارك حالياً عدد من الممثلين الفلسطينيين في لبنان بتصوير مسلسل حول مدينة القدس، يتألف من ثلاثين حلقة، كل حلقة مدتها نصف ساعة، وتتناول جانباً معيناً من مدينة القدس ومعاناة سكانها، وسيتم عرضه على الشاشات الفلسطينية والعربية.
———————————————————
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – خليل العلي – العربي الجديد

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *