المسرح المدرسي يتنفس الحياة من جديد في وزارة التعليم

اهتمت وزارة التعليم بمختلف الفنون المسرحية من تمثيل وإلقاء فردي أو جماعي إلى جانب الملاحم الشعرية “الأوبريت” وغيرها من الفنون والمجالات الإبداعية، وذلك بهدف تعزيز القيم التربوية الوطنية والثقافية بصور تمثيلية هادفة وفي مقدمة ذلك تعميق الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن، إضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس والقدرات المكتسبة عند الطلاب والطالبات ومساعدتهم على بناء شخصياتهم، وربطهم بلغتهم وإكسابهم القدرة على التعبير بلغة عربية فصحى خالية من الشوائب والأخطاء، وتوطيد صلتهم بالنصوص العربية الممتازة، وتمكينهم من الإسهام في حل مشكلات مجتمعهم بأسلوب مسرحي إبداعي، إلى جانب تحصينهم من الأفكار السلبية والمنحرفة والمتطرفة.

أنور أبوعباة: أنشأنا 100 مسرح جديد ورممنا الكثير من مسارح المدارس

ويحتل المسرح مكانة فاعلة في برامج النشاط الطلابي في وزارة التعليم من خلال: إقامة الدورات التدريبية، العروض المسرحية، المسابقات التنافسية، ورش العمل المسرحية، مسابقات التأليف المسرحي والشراكات المسرحية مع جهات عديدة ومسابقة الممثل الواحد. وفتحت الوزارة المنافسات المسرحية بين المدارس داخل نطاق مكاتب التعليم ثم تصفية بين أصحاب المراكز الأولى على مدارس المكتب ثم التصفية الثالثة تكون على صاحب المركز الأول من كل إدارة تعليم.

وقد استضافت خمس إدارات تعليم التصفيات الأولية بين إدارات التعليم وقد فازت الرياض بالمركز الأول في التصفيات التي شاركت بها تسع إدارات تعليم واستضافتها إدارة التعليم بوادي الدواسر وحققت مسرحية “جميلة ولكن” لطالبات الثانوية 120 بحي العقيق بالرياض المركز الأول على إدارات التعليم المشاركة في المنافسة فيما حقق طلاب الرياض المركز الأول بمسرحية “الطاحونة”.

وأكد د. أنور بن عبدالله أبوعباة مدير النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض على أهمية المسرح التربوي، منوهاً بأن إدارة تعليم الرياض قامت بإنشاء 100 مسرح ثابت، وإنشاء 5 مسارح متنقلة، إلى جانب العمل على صيانة عدد من المسارح القائمة وتجهيزها، مع إمداد المدارس سنوياً بالخامات المسرحية والإذاعية، وإقامة ملتقى المسرح التربوي الأول. كما حققت الرياض جوائز مهرجان الطفل بوزارة الثقافة أكثر من مرة، وجوائز العروض المسرحية “فتيان” بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أكثر من مرة، وكانت لمشاركات مسرح تعليم الرياض المتميزة على مستوى مناطق المملكة بتحقيقها المراكز الأولى بشكل مستمر في هذه المنافسات السنوية.

كما تمت استضافة ورشة مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي، ودورة السينوغرافيا المسرحية، وإقامة ورشة الديكور المسرحي، وإقامة مسابقة الممثل الواحد، وبلغ عدد المسرحيات التي تشارك بها المدارس سنوياً في التصفيات على مستوى إدارة تعليم الرياض أكثر من سبعين مسرحية، “وقد تفوقت إدارة تعليم الرياض في مجال المسرح مما جعلها تكون شراكات العديد من القطاعات العامة والخاصة فيوجد لدينا شراكة مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومع وزارة الثقافة والإعلام، ومع نادي الرياض الأدبي، ومع جمعية الثقافة والفنون، إلى جانب شراكات مع بعض المؤسسات والشركات التعليمية، وشراكات مع بعض الجهات المجتمعية غير الربحية مثل الحملة الوطنية “وطننا أمانة”. وأضاف أبوعباة قائلاً: “لقد حققت الإدارة نجاحات كثيرة في مجال المسرح وآخرها ما حققته الإدارة الأربعاء الماضي حيث حققت المركز الأول في منافسات بين إدارات التعليم والتي اشترك فيها تسع إدارات وكان اسم المسرحية “الطاحونة” من تأليف يحيى العلكمي ومن إخراج عبدالهادي القرني، ومن تمثيل الطلاب عمر الرشيدي وأصيل الغامدي، وفهد القحطاني”.

وفي جانب مسرح الطالبات أكدت ميسون السويلم مديرة النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض أن المسرح في مدارس البنات موجود من سنوات طويلة “وكانت أغلب الحفلات الختامية للمدارس تشتمل على جميع فنون المسرح من إلقاء فردي وإنشاد وإلقاء جماعي على شكل أوبريت وملاحم وطنية. ولكن هذا العام برز الاهتمام بالمسرح عندما طرحت الوزارة في الخطة التشغيلية للنشاط برنامجاً للمنافسة المسرحية على مستوى إدارة التعليم ثم على مستوى إدارات التعليم في المملكة وتتولى فيه الطالبات التأليف والإعداد والإخراج للمسرحيات”. مضيفة بأن الوزارة طرحت أيضاً برامج مهارات أدبية “إلقاء وشعر وقصة” وجميعها تدعم المسرح على المستوى الوطني، “مما ساهم بشكل كبير في الاهتمام بالمسرح وتنمية المهارات المتضمنة لذلك وكانت التصفيات لجميع برامج المسرح على مراحل على مستوى المدرسة ثم على مستوى مكتب التعليم ثم على مستوى الإدارة التعليمية ثم على مستوى المملكة، وقد تجاوز عدد المسرحيات المشاركة في التصفيات في مدينة الرياض من المدارس الثانوية والمتوسطة أكثر من 40 مسرحية، علماً أن أغلب مدارس البنات لديها مسرحيات متنوعة ولكنها قصيرة عبارة عن مشهد تمثيلي لا يتجاوز خمس دقائق. وأوضحت برجيت التركي مديرة الثانوية 120 أن المسرحية التي فازت في مسابقة المسرح “جميلة ولكن” تم إنجازهها في زمن قياسي حيث تم تدريب الطالبات على النص والتمثيل خلال فترة محدودة وشارك فيها 15 ممثلة ودخل التصفيات على مستوى مدارس شمال الرياض وحققت المدرسة المركز الأول ثم دخلت المنافسة على مستوى المملكة وحققت الصدارة، مشيرة إلى أن هذه المسابقة تأتي في سياق اهتمام الوزارة بتطوير العملية التعليمية باستخدام الأدوات الإبداعية في المسرح.

ميسون السويلم: أكثر من 40 مسرحية دخلت مسابقة الطالبات

هذا وكانت الوزارة قد حددت عدداً من الضوابط العامة للفعاليات المسرحية من أهمها استخدام اللغة العربية والبعد عن اللهجة العامية إلا في الفقرة الشعبية، والتركيز على المضامين بحيث تكون هادفة ومفيدة ومؤثرة، وعدم تمثيل شخصيات الملائكة أو الرسل الكرام أو الصحابة -رضي الله عنهم-. وعدم قيام الطلاب بأداء الأدوار النسائية، وعند معالجة الأخطاء السلوكية يجب الابتعاد عن تصوير التعاطي الفعلي لها ويكتفى بتصوير الآثار السلبية المترتبة عليها بما يتناسب مع المرحلة العمرية، وعدم التعرض للمعاقين وأصحاب العاهات بالسخرية والاستهزاء، والبعد عن السب أو القذف أو السخرية من أي طائفة أو فئة أو جنسية، والبعد عن استخدام الإيقاعات الصاخبة غير التربوية، وألا تزيد مدة الحفل على “60” دقيقة ولا تقل عن “40” دقيقة. كما اشترطت توثيق الحفل على “شريط فيديو وبالصورة” وإرسال التقرير إلى قسم النشاط الثقافي. وقد حددت الوزارة خمس مجموعات تتم فيها التصفيات التنافسية للعام الدراسي 36/37 لمهرجان الفرق المسرحية وهي: “مجموعة وادي الدواسر – الطائف – المجمعة – عسير – حائل” وكل مجموعة تضم تسع إدارات تعليم ثم التصفيات النهائية للأول والثاني من كل مجموعة في المنطقة الشرقية ومن ثم المشاركات الخارجية. ويبلغ عدد المسرحيات المشاركة في التصفيات 90 مسرحية منها 45 مسرحية للبنين و45 مسرحية للبنات.

 

 

منصور الحسين

http://www.alriyadh.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *