المسرح الليبي : أبواب مواربة على إبداع جم / توفيق قادربوه

من رحم الحروب الطاحنة دوماً ما تولد الدراما، ولعل صراع الأبوين فيما مضى رسم له الغراب مشهدية مكتملة من حيث السينوغرافيا والتأثيث المسرحي، وقس على ذلك الكثير حتى وصلنا اليوم لعصر التقاتل داخل أروقة التكنولوجيا فيموت الشخص منا ويحيى مائة مرة بين جنبات ” اللودو ” و أزقة ” الببجي ” .

 

ومن رحم الحرب الليبية بالذات برزت وجوه جديدة اعتلت قدسية الرَكُحاء، فعند دخولك المسارح التي تكاد تخلو من الرواد المنشغلين بأخبار النفط والسياسة ترى أحد الممثلين يصب جام إبداعه في مونودراماتتجرد في طرحها من معايير المعقول، بينما يتبارز أمام ناظريك ممثلين أخرين بالجمال داخل مسرحية ” ديودراما ” تلخص واقعاً لا تتم محاكمته إلا فوق الخشبة،وهناك في أقصى زوايا التفرد ترى ممثلاً يتراقص تحت إضاءة مترددة وموسيقى مجنونة دون أن ينبس ببنت شفة مجسداً حالة من حالات من المايمً أو البانتومايم، وفي الإظلام تسمع طنيناً لجماعة من الفنيين والمخرجين العباقرة الذين لا يتنفسون إلا المسرح رغم طغيان روائح البارود والدم .

 

ورغم كل هذا تظل أبواب المهرجانات العربية والعالمية للأسف مواربةً أمام هذه الهامات الجديدة التيأشاد بها الكثير من المتابعين والمتخصصين في مهرجانات الهواة أو مهرجانات الدرجة الثالثة وراقهم أطروحات وأفكارالعقولالليبية الذي تتربع دوماً في هذه الملتقيات إن جاز التعبير على عرش تراتيب التمثيل والعروض المتكاملة والإخراج المتفنن .

 

فمتى سنرى عرضاً ليبيا يعكس عراقة مسرحٍ ولد قبل الميلاد بعام في لبدة وصبراتة وقورينا، ومتى سترضى ذائقة لجان المشاهدة ” النزيهة ” عن عروض أقل ما يقال عنها بأنها مشبعةلذائقة متابع يعرف أبجديات العمل المسرحي أللهم إن كانت تلك الأبجديات متغيرة بتغير أمزجة “إلياذة” المشاهدة “وأوديسا” التقييم .

________________

المصدر / محمد سامي موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *