“المسرح العربي”: عبور مكرّر إلى المستقبل

 

تنطلق مساء بعد غدٍ الثلاثاء فعاليات الدورة التاسعة من “مهرجان المسرح العربي” في مدينة وهران الجزائرية بمشاركة 33 عرضاً مسرحياً تتنافس منها ثمانية عروض على جوائزه، وتتواصل حتى التاسع عشر من الشهر الجاري بين مدينتي مستغانم ووهران.

تُعلن التظاهرة التي تنظّمها “هيئة المسرح العربي” سنوياً في بلد عربي مختلف، عن زيادة عدد فعاليات كل دورة عن الدورة السابقة، حيث جرى الإعلان في بيان صحافي عن مشاركة أكثر من 500 مسرحي؛ من بينهم 267 من المشاركين في العروض، و120 في المؤتمر الفكري، و70 في الورش والندوات النقدية إضافة إلى لجان التحكيم.

تدفع هذه الزيادة وطريقة الإعلان عنها إلى التساؤل عن إمكانية اختيار كلّ هذا الكم من المشاركات في ظلّ الأزمة الذي يعاني منها المسرح العربي، سواء في شحّ النصوص الجيدة أو تكرار المعالجات والثيمات المختارة أو شبه غياب الجمهور.

ومن جهة أخرى، فإن المسرحيات التي تتنافس على جوائز المهرجان هي تلك التي فازت بجوائز المهرجانات التي تنظّمها وزارات الثقافة العربية وهي دوماً محل انتقادات بسبب ضعف كثير من عروضها.

وجرياً على عُرف المهرجان سيُفتتح بعرض من البلد المضيف، حيث تقدّم فيه مسرحية “حيزية” عن نص للشاعر عز الدين ميهوبي وإخراج فوزي بن براهم، ومن العروض المشاركة: “المجنون” لـ توفيق الجبالي و”ثورة دونكيشوت” لـ وليد داغسني من تونس، و”النافذة” لـ مجد فضة من سورية، و”القلعة” لـ علي الحسيني من الكويت، و”يا رب” لـ مصطفى الركابي من العراق، و”خريف” لـ فاطمي هوري من المغرب، و”الخلطة السحرية للسعادة” لـ شادي الدالي من مصر، وسيكون حفل الختام مع عرض “رحلة حب” لـ فوزية آيت أحمد من الجزائر.

تحمل هذه الدورة اسم الممثل والمخرج المسرحي الجزائري الراحل عز الدين مجوبي (1945 -1995)، وستكون تجربته محور نقاش الندوة التطبيقية الأولى، بينما تُخصّص الندوة الثانية لتجربة مواطنه المخرج عبد القادر علولة (1939 -1994)، وكلاهما اغتيلا على يد الجماعات المتطرّفة.

“العبور إلى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية” سيكون عنوان المؤتمر الفكري الذي يُقام على هامش الفعاليات، إضافة إلى عقد 10 ورشات متخصّصّة، هي: “مهارات التمثيل”، و”مفاهيم الإخراج”، و”الماكياج وفنون الأقنعة”، و”ورشة الايماء”، و”المسرح مع المكفوفين”، و”المسرح والتغيير”، و”المسرح والتراث”، و”المسرح والأطفال”، و”الكتابة للكبار”، و”الكتابة للأطفال”.

يُكرّم المهرجان 15 فناناً ممن لا يزالون على قيد الحياة من الفرقة الفنية التي أنشأتها “جبهة التحرير الوطني” عام 1958، بمبادرة من المسرحي الجزائري مصطفى كاتب.

 

 

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *