المسرح التحريضي فـي نادي الكتاب / علي سعيد

 

 

المصدر/المدى/ نشر محمد سامي موقع الخشبة

يؤكد الفنان الشاب علي العابدي الذي اخرج العديد من المسرحيات وفاز بالعديد من المسابقات على مستوى العراق والعرب وعرضت اعماله في دول مختلفة، أن المسرح الذي لا يكون تحريضياً تنتفي حاجته، منوهاً الى أن المسرح العربي بشكل عام عانى من النظم الدكتاتورية التسلطية.

الأمسية قدمها القاص فراس عبد الحسين، الذي نوّه الى أهمية المسرح في صناعة الجمال والتفاعل مع الجمهور وأنه ابو الفنون، كون المسرح هو الفن الذي يكون على تماس مع الجمهور. ثم قدم ملمحاً عن تجربة الفنان العابدي، وقال انه مؤلف ومخرج وممثل مسرحي حاصل على البكالوريوس فنون مسرحية من كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل دفعة عام 2013 ثم بدأ العابدي حديثه عن النشأة الأولى للمسرح وبواكيره الأولى شهد التحريض في المسرح حيث تنظيرات ارسطو للدراما وتطرقه لمفهوم (التطهير) في تحريض ضمني سواء ايجابي أو سلبي من خلال اثارة عاطفتي الخوف والشفقة عند المتلقي.. واضاف انه، على الرغم مما شكلته الدراما الاغريقية في الميثيولوجيا بالاتجاه العميق نحو القدرية والقضاء والقدر كانت ترتفع في أثناء وعبر النموذج الانساني صوت المحتج والمحرّض وتمثل ذلك جلياً عبر مسرحية (انتيكونا) لسوفوكلس التي حاولت أن تنتصر لقيم السماء وللإرادة الالهية وأن تقف بالضد من القانون الوضعي وأن تشتبك وتعارض السلطة المتمثلة بـ(كريون) الذي أمر بتحقير وترك جثة اخيها في العراء لكنه تحدت كل ذلك ودفنت اخاها مما أدى الى غضب (كريون) وامر بعدامها.. وأشار الى ن سمة التحريض والاحتجاج كانت قد ظهرت مع بواكير ما سمّي بالحركات الجديدة في المسرح العالمي آنذاك حينما انطلقت الحرب العالمية الثانية في امريكا اشكال مسرحية اتصلت بتزايد الوعي السياسي لدى الشبيبتين الامريكية والاوربية وتأثرت مضامين المسرحيات الثورية.. وبيّن أن الكثير من الكتاب تناول موضوعة المرأة في المسرح واضطهاد وشكّل هذا الموضوع احتجاجاً عند البعض مثل (ابسن) في مسرحيته (بيت الدمية) التي حاول أن تكشف زيف وتخلل العلات الثقافية في النظام الاجتماعي المتمثل (بالزوج والزوجة) وظهر المرأة وهي تنتصر من هذا الوجود الذي تئن من سطوته وتسلطه عليها، وتعتبر هذه المسرحية واحدة من اهم مظاهر التحريض في الدراما.. وتحدث العابدي عن الكاتب المسرحي الاسباني (لوركا) باعتباره كتب هو الآخر عن المرأة عدّة مسرحيات منها (بيت برنادا البا، الزفاف الدامي) الاسباب التي دفعت لوركا للوقف بجنب المرأة الاسبانية هو محاولاتها اليائسة لتحدي الاحوال التعيسة التي تحيط بها، فتمزق شخصيتها وتحطم وجودها وتخمد آمالها جاعلاً منها اثاثاً يباع ويشترى من قبل الرجل.
وشهدت الامية مداخلات مهمة شارك فيها الكاتب احمد الجنديل والشاعر فاضل عزيز فرمان والاعلامي حسين المستوفي والروائي علي لفتة سعيد والناقد حيدر العابدي والفنان الدكتور علي الشيباني والمؤرخ المسرحي الفنان عبد الرزاق عبد الكريم والاعلامي تيسير الأسدي.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *