المسرحي علي اليحياوي تجربة الجعايبي إضافة مهمّة للمسرح

المصدر / الشروق / محمد سامي موقع الخشبة

قدم مساء  الخميس المخرج علي اليحياوي العرض  الاول لمسرحيته الجديدة «راينو سيتي» من انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين في افتتاح مهرجان ملحمة بن قردان.
بعد تجربته في المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بقفصة يخوض المخرج علي اليحياوي تجربته الثانية مع المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين بعد مسرحية « كعب الغزال « التي حققت رقما قياسيا في العروض و اول امس انطلقت عروض المسرحية الجديدة «راينوسيتي».
عن هذه التجربة ومسيرته المسرحية وواقع المسرح التونسي تحدث اليحياوي لـ»الشروق» .
كيف تقبلت اصداء العرض الاول لمسرحيتك الجديدة «رايونو سيتي» ؟
على المستوى الجماهيري بالنسبة للحاضرين للعرض الاول كان هناك نوع من الصدمة قياسا ربما بعملي السابق كعب الغزال اذ ان المسرحية كانت مختلفة تماما وكانت فيها مشاهد دامية ومؤلمة وما اسعدني فعلا ان هناك من مر حتى الى التعبير بالكتابة في الفايس بوك من مواطنين عاديين واهتموا بالعرض سواء سلبا او ايجابا يعني ان العرض لم يكن عابرا بل مثير للانتباه والاهتمام وهذا اسعدني لانه يخلق الجدل والنقاش حول العمل المسرحي والفني بشكل عام يمكن ان يكون بداية تأسيس لحراك فني ونجاح المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين في كل أعماله في خلق علاقة بين المؤسسة ومحيطها .
عدد كبير من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي بتونس وكذلك الكاف طموحهم العمل في العاصمة في حين انك اخترت العمل في سوق الاحد وقفصة وفي مدنين لماذا ؟
يمكن ايضا ان العاصمة لم تخترني وانا حاولت ان اكون ايجابيا حيث وجدت والمهنة في النهاية هي حلم تسافر به ويمكن انجازه في اي مكان عندما توفرت الارضية في قفصة وفي قبلي وفي مدنين كانت هناك نتيجة واعتقد أن مروري بقفصة كان مهما جدا في المستوى الفني لانه فتح لي الابواب اكثر ثم بدات العلامات تبرز اكثر في مدنين كجهة عندها تاريخ مسرحي منذ بداية الثمانينات تأسست قاعدة حول مجموعة من اساتذة المسرح والفنانين وهذه الدائرة بدأت تكبر كل يوم وتعبر عن نفسها .
واقع المسرح الجهوي ممثل في المراكز الوطنية للفنون الدرامية والركحية التي يمكن ان تعمم كيف ترى هذه التجربة اليوم خاصة في غياب قوانين اساسية ؟
المسرح الجهوي سواء في الماضي او في الحاضر مهم جدا لانه يحمل تعبيرات اخرى تنطلق من المحلي لتثري المشهد المسرحي هذا مما لا شك فيه لكن الارضية القانونية والتشريعية والهيكلة الادارية مازالت تفتقر الى عديد النقائص وهذا لا يؤسس لقواعد فنية وانتاجية سليمة ودائمة يعني دائما هناك خطر سواء في وضعية الانتاج او التوزيع وتسيير الادارة في غياب الضوابط التشريعية التي تساعد على الابداع ولا تعرقله لان هناك تشريعات تكبل الابداع وحاليا هناك مشروع مطروح في وزارة الشؤون الثقافية نحو تأسيس اقطاب مسرحية وهذه فكرة ممتازة لكن لابد من الانتباه الى ضرورة ضمان حقوق الممثلين والتقنيين وكل المتدخلين في القطاع حتى لا تتكرر أخطاء الماضي مثلما حدث بعد حل الفرق الجهوية والحالات الانسانية التي عشناها فلا نريد ان تتكرر المأساة من جديد ولابد من الانتباه الى الفنانين والتقنيين حتى نستطيع تحقيق تنمية ثقافية في الجهات.
كيف ترى تجربة المسرح الوطني في ادارة فاضل الجعايبي؟
اعتقد ان الجعايبي افاد المسرح الوطني من حيث حرفية الادارة والتسيير والانتاج وهذا واضح اذ لاحظنا توجها مبنيا على خبرة كبيرة وحرفية عالية حتى في توزيع الاعمال ودخول المتفرجين وتأسيس مدرسة الممثل وانا اؤمن ان وجود الجعايبي في المسرح الوطني هو محطة مهمة للمسرح التونسي.
مررت بالمسرح المدرسي وقدمت فيه اعمالا. اليوم هناك اهتمام كبير من وزارة التربية بهذا الملف ما الذي يجب ان يتغير في المسرح المدرسي ؟
بدايتي كانت في المسرح المدرسي في ولاية قبلي وهناك محاولات وتجارب متفرقة لكن اعتقد ان عقلية الادارة هي المشكلة. لابد من وجود مشروع وادارة تستوعب اهمية المسرح المدرسي كخيار استراتيجي وليس مجرد نشاط ترفيهي في المؤسسة التربوية ويجب ان لا يبقى مسألة شكلية وشعاراتية بل يجب ان يكون منتجا من اجل بناء انسان على اسس سليمة وجدانية ورياضية وثقافية حتى لا نخسر اجيالنا مثلما نرى اليوم فنحن نتصدر عدد الارهابيين في العالم للاسف بعد ان كنا نصدر الكفاءات والمبدعين.
خضت تجارب مع جمعيات مسرح الهواة كيف ترى واقع مسرح الهواية اليوم ؟
ينطبق تقريبا عليه نفس ما كنت اقوله على المسرح المدرسي وهو رافد من روافد المسرح التونسي وهو مدرسة يتكون فيها الهواة والمحترفون فهناك من يختار ان يبقى هاويا مع مهنته الاصلية كطبيب او محام او صحافي او مهندس ، لكن ما لاحظته ان هناك خلطا بين الهواة والمحترفين فهناك من يريد ان يكون محترفا دون توفر الشروط الضرورية للمهنة وهذا خطأ في اعتقادي الهواية تجربة اخرى لا تقل قيمة فنية عن الاحتراف لكنها مختلفة وليست اقل قيمة فلها مسارات وفيها الكثير من التطوع والمبادرة وهذا يكشف عن عقلية طموحة.
كيف ترى علاقة مؤسسة التلفزة الوطنية وبقية الفضائيات مع المسرح التونسي ؟
التلفزة مقصرة كثيرا في علاقتها بالمسرح التونسي فهل يعقل ان تمر ست سنوات او اكثر دون ان تصور ولو عملا واحدا… وحتى التغطيات الاعلامية محدودة جدا وخاصة في الجنوب واحيانا نشاهد اعمالا مصرية ولا نرى مسرحيات تونسية . وهذا غير معقول .
اخترت ان تكون مخرجا لكن ذلك لم يمنعك من خوض تجربة سينمائية كيف ترى هذه التجربة ؟ أي فنان او مسرحي يعنيه ان ينوع تجاربه الفنية بين المسرح والسينما والتلفزة ربما وهنا تندرج تجربتي في السينما عندما توفرت لي الفرصة مع صديقتي سارة العبيدي قبلت خوض التجربة من الداخل واردت المساهمة في هذا العمل الذي يتناول قضية اجتماعية في منطقة الجنوب الشرقي وارجو ان يلقى الشريط النجاح المأمول لكن انا حذّر جدا في اختياراتي وليس طموحي أن أكون نجما بل ابحث عن المشترك مع الاخر فقط.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *