المخرج المسرحي العراقي سلام الصكر: كان اغلب مثقفي العراق وفنانيه والمسرحيين من الشيوعيين او قريبا لهم

حاوره ـ حميد عقبي ـ باريس

 

نعود للتحليق مجددا مع المسرح العراقي و كانت لنا معه محطات مهمة التقينا فيها بوجوه مسرحية أكاديمية و فنية حوار اليوم مع مخرج مسرحي عراقي يقيم في السويد يمارس نشاطه مع فرقة ينابيع المسرحية ضيفنا الفنان سلام الصكر تم تكريمه مؤخرا في الجزائر و اعتبر هذا التكريم خاص للمسرح العراقي و شعر بالحزن أن بلده العراق لا يلتفت للإبداع كما يعرض لنا  صكر منهجه المسرحي الذي يعتمد على الفكرة و الممثل دون العناصر التكميلية التي يعجز عنها٫

*تهم بالفكرة و بالممثل، لافتقادك باقي عناصر العرض المسرحي هل مايزال أسلوبك هكذا؟ ألا تجد صعوبة في وجود الممثل المقنع و المحترف؟

لا ازال  فهو ليس رغبة بل نتاج عشرات السنين .محطاتها متنوعة بداية من بغداد  واليمن  وكردستان وسوريا والسويد..  اسلوبي ينبع من فهمي الخاص بدوري كفنان عراقي يلامس هموم شعبة  ويتاثر بها.محاولا قدر امكانه  الاغتناء من مصائبه  لينتج موضوعة قد تكون بسيطة  لكنها عميقة الدلالة.. هي محاولة لاتارة عقل المشاهد. محاولة لاستفزازه  للاجابة عن اسالة  اطرحها عموما .اطرحها باعمالي  تاركا له حق الاجابة..ما يسعدني حقا ان  المشاهد يترك القاعة وهو مستفز بما يرى ويسمع ويعيد ترتيب  المالوف الذي اعتاده ويتقبله كل يوم كانعدام  العدالة وكرامة الانسان وحريته..اما لماذا الشحة وحتى الفقر في اعمالي  مبتعدا عن البهرجة كونها تبعد المشاهد وتشتته عن الموضوعة عن الفكرة التي اريد طرحها له.ناهيك عن ظروف انتاج شحيحة وحتى معدومة. ان ذلك يتطلب جهد متناهي لاداء الممثل  ..ليطرح كل لحظة صورة جمالية ممتعة  من خلال المشاعر والحركة والتكوين  والغرابة..ولذا اهتم بوعي الممثل   وقدرته على فهم دوره وعلاقاته مع الشخصيات الاخرى.. هكذا ممثل قادر على محاورة حتى مشاهديه والذين اعتبرهم عنصر اساسي من عرضي المسرحي…

*هل مازال للأفكار قوة و جاذبية جماهيرية في ظل الزمن الحالي الذي تجرفه الصورة المبهرجة؟

لا اعرف ان كنت على خطا   ولكني اعتقد ان جهودا وامكانات هائلة بذلت منذ الستينات. منذ ثورة الشباب في فرنسا وغيرها من البلدان الاوربية   لحرف الناس وبالذات الشباب عن الثقافة الجادة.. اموال طائلة صرفت من دول كبرى واخرى صغرى لكي تستبدل الاهتمامات من تعاضد مع الاخر  والاحساس بالامة الى اهتمامات انية وذاتية  مجندا اعلاما هائلا  في هذا الاتجاه وقد نجحوا الى حد بعيد . الا ان الشعوب  بداءة تستغل  وسائل اتصال اخرى للتعبير عن انسانيتها في التعاضد مع الاخر خصوصا  وان ايقاع الحياة  بداء يتسارع  واصبح للوقت اهمية قصوى وعلى  المثقف ان يفهم ذلك ويتعامل معه كمسلمة لذا وجب التكثيف والغنى والاهتمام بالصورة وجماليتها لخلق  تواصل دائم

* قلت في مناسبة أن الشيوعيين العراقيين لا يقلقون و ليس لهم تاثير وضح اكثر هذه الحالة و اسبابها؟ أين الخلل بالضبط؟

ليس  سرا ما  لليسار عموما والشيوعيين بشكل خاص في تنشيط الثقافة والفن  كاداة تنويرية  لمجتمعهم العراقي. اضافة  الى انهم استخدموها  لنشر الافكار الحديثة والمعاصرة و هو ما ينسجم ورؤاهم  لمستقبل بلادهم خصوصا وقد حرم الشيوعيين من وسائل  الاتصال .ولن نستغرب ان كان اغلب مثقفي العراق وفنانيه  كالشعراء والمسرحيين والكتاب هم شيوعيين او قريبا لهم. اما الان وقد انحسر نشاط اليسار عموما ومع فسح المجالات الواسعة والتنوع الايجابي  يلاحظ  هبوط مريع لثقافتنا..مع نشوء بوادر نهضة ثقافية على يد شباب مستندين لارث كبير وغني…

*يوجد إرث مسرحي عراقي برأيك كيف يمكن الحفاظ عليه و توثيقة؟

كباقي فروع ثقافتنا العراقية امتاز مسرحنا العراقي بتنوعة وغناه ورسوخه. مستندا لارث من كبار المسرحيين  الراحلين ك ابراهيم جلال وجاسم العبودي  وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي وغيرهم الكثير واجيال تلحق اجيال..هولاء اوجدوا صلة لا تنفصم بين الخشبة وهموم الناس وامالهم وان مرت عدة سنين جرى عمل ممنهج لفصم هذه الصلة بايجاد مسرح  تجاري.مسرح مهرجين لغرض الترفيه شكلا الا انه حقيقة لابعاد الناس عن همومهم والتفكير بها.. الا ان ما يسعدني ويفرحني حقا ان شبابا يديرون اعمالهم المسرحية  صوب الناس  مقتربين منهم. وما  رايته في شارع المتنبي  هو نموذج لشبابنا المسرحيين الجادين في كل محافظاتنا ليتخذوا منه وسيلة جمالية لبث الوعي والتنوير.وارى فيهم اساس نهضة مسرحية جديدة لتشكل مرحلة متطورة في مسرحنا العراقي.

*تم تكريمك مؤخرا في الجزائر ماهو شعورك و ما المناسبة؟

بدية اثمن الجزائر وفنانيها المبدعين  لتكريمي  والحقيقة هم لم يكرموا  سلام الصكر كمخرج بل كرموا مسرحنا العراقي ومبدعيه.. تكريم اشعرني بالفخر والاعتزاز لانتمائي لثقافتنا العراقية  الا انني شعرت وسط  الترحيب الحار بالالم والحزن وانا اكرم من بلد اخر دون تكريمي في بلدي العراق كما هو حال المبدعين الاخرينالذين جرى تجاهلهم..

*فرقة ينابيع العراق حدثنا عنها و اهم انشطتكم؟

انا اعرف ان هناك جمعيات تدعم تقافتنا العراقية قدر امكانياتها.. ولها دور في استمرار تقديم نشاطات ثقافية متنوعة وهي  متنفس وحيد لجاليتنا العراقية.. اما الحديث عن فرقة ينابيع المسرحية والتي  تاسست منذ سنوات لفنانين مسرحيين محترفين من السويد والدنمارك فهي فرقة جادة تعتبر  نفسها جزا لا يتجزاء من مسرحنا العراقي الاصيل  ومع استمرارها وشهرتها والاعمال التي حازت على اهتمام كبير من خلال الكتابات العديدة وجمهورها في المدن المتنوعة فهي تمون انتاجها من اعضائها..وبمساعدة من رابطة الانصار  ومن يهتم بالشان الثقافي علما ان كل عروضا هي مفتوحة للمشاهدين انسجامنا مع فهمنا لوظيفة المسرح.

قدمت الفرقة عدت عروض عرضت في مدن اوربية متعددة وعربية ونتهياء لعملنا الجديد

مسرحية المركب.

——————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – رأي اليوم

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *